تغلب في الآونة الأخيرة، التعازي و إعلانات الوفاة، الناتجة عن الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد، في أوساط الجزائريين، على مضامين مشاركات النشطاء عبر مختلف منصات التواصل الإجتماعي، لتحل محل بيوت عزاء عائلات حرمها الوباء من إقامة طقوس العزاء التقليدية.
بعد أن كانت مواقع التواصل فضاءات للتفاعل و النقاش و تبادل الآراء حول مختلف المواضيع في شتى المجالات، تطغى مؤخرا منشورات الإعلان عن الوفاة و العزاء على منشورات مختلف الصفحات، سواء تعلق الأمر بمجموعات أو أشخاص، حيث نقرأ آلاف المنشورات يوميا، فهذا ينعي قريبه، و ذاك ينعي والده، و آخر ينعي جاره، ما جعل اللونين الأبيض و الأسود ينتشران بشكل كبير نتيجة الكم الهائل للمنشورات الموجودة.
 الملاحظ أن الناشطين الذين كانوا يهتمون في البداية بعدد الإصابات و عدد الوفيات بالبلاد و عبر ولايتهم، أصبحوا يركزون على الوفيات ضمن محيط العائلة أو العمل أو بين المعارف، و يشكل تداول صور ضحايا كورونا بين الطواقم الطبية و المسؤولين، جزءا كبيرا من اهتمامات رواد مختلف المواقع، ما تعكسه المنشورات التي يتم تداولها على نطاق واسع و حجم التفاعل معها.
كما ينشر موقع فايسبوك و موقع أنستغرام دعوات للدعاء بالشفاء لمن أصيبوا بفيروس كوفيد 19،  ليجد الجميع في العالم الافتراضي فضاءا مفتوحا للتعبير عن أحزانهم و رثاء موتاهم، في ظل التضييق الذي تفرضه الإجراءات الاحترازية، و كلهم أمل في أن يرفع الله البلاء و ينتهي الوباء الذي يواصل حصد أرواح الجزائريين و غيرهم من سكان المعمورة بشكل يومي.
و غير بعيد عن إعلانات الوفاة و توديع ضحايا الوباء، بادر بعض الأشخاص بإنشاء صفحات و مجموعات خاصة، تهتم بكل جديد حول الفيروس، مثل مجموعة “مكافحة فيروس كورونا_ عين وسارة”، “العيش مع كوفيد 19”و هي المجوعات التي انضم إليها عدد كبير من نشطاء فايسبوك، لتسهيل نشر المعلومة أو الحصول عليها في ما يخص الأزمة الصحية العالمية.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى