عاد الباعة المتجولون إلى النشاط بقوة عبر مختلف مدن و قرى ولاية قالمة، بعد رفع الحجر الصحي الجزئي، سعيا منهم لإيجاد فرص عمل و مداخيل، يواجهون بها متطلبات الحياة اليومية، في ظل الركود الاقتصادي الذي تعرفه المنطقة منذ بداية جائحة كورونا.
و يعتقد هؤلاء الباعة بأنهم، ربما سيكونون البدائل الأفضل للأسواق المزدحمة، حيث يتفاقم خطر العدوى باستمرار، و الناس خائفون من المغامرة وسط حشود بشرية غير آمنة.
كل صباح ينتشر  باعة الخضر و الفواكه و الملابس، و الأواني المنزلية و البيض و السردين و مياه المنابع الطبيعية، في الأحياء السكنية لعرض خدماتهم على السكان بأسعار تنافسية مغرية، و معاملات جذابة توطد العلاقة بين المستهلك و التاجر المتنقل، الذي وجد في أزمة وباء كورنا ضالته للعودة إلى الميدان من جديد، و منافسة كبرى الفضاءات التجارية التي أصبحت تثير مخاوف الزبائن، رغم إجراءات الوقاية الصارمة المتخذة من تعقيم و ارتداء للأقنعة و فرض التباعد بين الأشخاص.
و يجتهد الباعة المتجولون في تقديم أفضل الخدمات للزبائن، و لا يترددون في إيصال السلع إلى بوابات المنازل، كلما طلب منهم ذلك، في تحول جيد للعلاقة بين التاجر و الزبون. و لم يعد الكثير من المستهلكين بقالمة، يذهبون إلى الأسواق العامة و المراكز التجارية، مادامت الخدمات القريبة متوفرة على مدار ساعات النهار.
و لا يقتصر تواجد هؤلاء الباعة على الأحياء السكنية و الساحات العامة فقط، فهم متواجدون أيضا على جوانب الطرقات الرئيسية، لبيع الخضر و الفواكه و الفخار و الأواني المنزلية و الملابس و المياه المعدنية و البيض و الدجاج الحي.
و بمرور الزمن و اشتداد الأزمة الصحية، يعتقد الكثير من سكان قالمة بأن البائع المتجول، ربما سيكسب المزيد من الثقة و الاهتمام، فهو يساهم في الحد من التنقل، و يقلل من زحمة الفضاءات التجارية الكبرى، و يقدم الخدمات عن قرب بأسعار في متناول الجميع.
و قد التحق تجار الخردة و مصلحو الأواني المنزلية، بباعة الخضر و الفواكه و الملابس بتجارة التجوال العريقة التي كادت أن تندثر في السنوات الأخيرة، قبل أن تعيد لها جائحة كورونا أهميتها و مجدها المفقود.  كل صباح تنبعث أصوات باعة السردين و البيض و الخضر و الفواكه و الأواني المنزلية و الملابس، بين المباني السكنية، توقظ النائمين و تدعوهم لشراء حاجياتهم مبكرا، قبل أن تشتد حرارة الصيف و يختفي هؤلاء الباعة إلى يوم جديد. و يقطع بعض الباعة مسافات طويلة راجلين، للوصول إلى عمق الأحياء الشعبية ذات الشوارع الضيقة، لتقديم خدماتهم للسكان، معتمدين على أسلوب الحوار و الإقناع و الأسعار المغرية، و غالبا ما يعثر هؤلاء الباعة على زبائن يشترون منهم، و ربما يتكرمون عليهم بقارورة ماء و وجبة غذاء خفيفة، تعيد لهم الحيوية بعد إجهاد كبير. و يتوقع الكثير من الناس أن تزدهر تجارة التجوال أكثر، كلما طالت أزمة الوباء و أطبقت على الأنظمة التجارية التقليدية، التي تجبر المستهلك على التنقل و خوض معترك الحشود البشرية، حيث درجة الخطر أكبر و العدوى تتربص بالجميع.
فريد.غ   

الرجوع إلى الأعلى