أكد مختصون في التغذية و أطباء الأمراض الداخلية للنصر، أن الاستهلاك المفرط للمكملات الغذائية لا يلحق أضرارا بالكبد، كما يتم ترويجه، غير أن الإفراط في تناول الزنك، يؤدي إلى مضاعفات صحية،  كآلام العضلات و ارتعاش اليدين و الجسم و التقيؤ ،  و كذا الإسهال أو الإمساك، إلى جانب نقص امتصاص الكالسيوم و الحديد.
* أسماء بوقرن
و قدم المختصون مجموعة من التوجيهات، لكي يتم تناول المكملات الغذائية بشكل صحي، مع تحديد  الأغذية الطبيعية التي يمكن أن تغني الفرد عن اللجوء إليها، فيما أكدوا أن الزنك عبارة عن مكمل غذائي و ليس دواء، كما يعتقد الكثيرون، فهو يساعد في تقوية الجهاز المناعي و لا يقضي على البكتيريا و الفيروسات.
الخوف من الإصابة بكوفيد 19، دفع الكثيرون إلى استهلاك مكملات غذائية، من شأنها أن تقوي الجهاز المناعي لمجابهة الوباء، فلاحظنا أنها تعرض بشكل مكثف في الصيدليات،  بعد أن زاد معدل الطلب عليها،  لاعتقاد المواطنين أنها تقيهم من الوباء، فيما يقوم الأطباء بوصفها بشكل ملفت لمرضاهم، حتى و إن كانوا يعانون من مشاكل صحية لا علاقة لها بالوباء، من أجل تعزيز مناعتهم،  و هو ما أكده لنا عديد الأشخاص الذين تحدثنا إليهم.

* المختصة في التغذية الدكتورة حليمة بوغلوط
النظام الغذائي الغني بالزنك و الفيتامينات أفضل وقاية
الدكتورة حليمة بوغلوط ، أستاذة مختصة في التغذية و التكنولوجيات الغذائية بمعهد التغذية و التغذي في جامعة قسنطينة،  قالت للنصر بأنه من الأفضل إتباع نظام غذائي غني بالزنك و الفيتامينات، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، لكن إذا كانت إمكانيات الفرد المادية لا تسمح بذلك، بإمكانه الاستعانة بالمكملات الغذائية، لكن عليه تناولها بانتظام و دون إفراط، و نفت المختصة ما يتم ترويجه بأن استهلاكها اليومي يلحق ضررا بالكبد.
محدثتنا أوضحت بأن الزنك مفيد جدا في غذائنا، خاصة في هذه الفترة الاستثنائية، لأنه يدخل في تركيب خلايا الدم البيضاء التي تقوم بالدفاع عن جسم الإنسان من هجوم البكتيريا و الفيروسات، و حثت على تناول المأكولات الغنية بالزنك، مضيفة بأن فوائده كبيرة ، فهو يساعد على التئام الجروح، كما أنه مفيد للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجلد، و  للمرضعة و المرأة الحامل، لأن هذه الأخيرة جهازها المناعي يضعف، خاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل، كما يساعد الرياضيين في تشكيل الكتلة العضلية،  مؤكدة بأنهم  يحتاجون إلى كمية أكبر منه، مقارنة بالإنسان العادي.  
هذه كمية الزنك التي يحتاجها  جسمك يوميا..
عن احتياج جسم الإنسان العادي لمادة الزنك كل يوم ، قالت المتحدثة أنها تتراوح بين 10 و 15 مليغرام، أما بالنسبة للرياضيين و المرأة الحامل أو المرضعة، أو الشخص الذي يعاني من مشكل في التنفس أو زكام، فيمكنه مضاعفة الكمية، و ذلك باستهلاك ما  بين 20 و 25 مليغرام في اليوم. أما الأعراض التي تدل على نقص مادة الزنك في الجسم، فهي، كما أوضحت، الشعور في أغلب الأوقات بالتعب، تراخي العضلات ، فقدان الشهية و عدم تمييز ذوق الطعام، و من بين المشاكل أيضا جفاف الجسم و ربما الإصابة بالإكزيما. و بخصوص مصادر الزنك قالت المختصة بأن المكملات الغذائية مهمة جدا، لكن من الأفضل تعويضها بالأغذية الطبيعية، موضحة بأن تناول المكملات الغذائية يكون إذا لم يتمكن الفرد من إتباع نظام غذائي مفيد و غني بالزنك، أو إذا كان يعاني من مشكل صحي.
و عن الأغذية التي تحتوي على الزنك، قالت بأننا نجده في الأسماك و الجمبري، و كذا أحشاء المواشي، كالقلب، و بالأخص الكبد، مع تفادي تناول كبد الدجاج، لأن الدجاج يتلقى المضادات الحيوية، التي تجتمع في الكبد.
كما تنصح بالفواكه الجافة و المكسرات، كالجوز و اللوز و الفول السوداني «الكوكاو» و أيضا السمسم أي «الجلجلانية» و هي غنية بمضادات الأكسدة الطبيعية و الزنك و الفيتامين «e»، و يمكن استعمالها في العجائن أو الحلويات لأنها مفيدة جدا،  و أكدت الدكتورة بوغلوط مجددا أن الزنك عبارة عن مكمل غذائي و ليس دواء، كما يعتقد الكثيرون، فهو يساعد في تقوية الجهاز المناعي و لا يقضي على البكتيريا و الفيروسات.و توصي المختصة في الظرف الحالي بالحفاظ على نظام غذائي صحي يحتوى على كمية الزنك التي ذكرتها سالفا، و ذلك ليكون الجهاز المناعي قوي و جاهز لمواجهة الفيروس، مع الحرص على تناول المأكولات الصحية، مشيرة إلى أن الاستهلاك يجب أن يكون بطريقة عقلانية، فمثلا تناول المكسرات لا يتجاوز 20 إلى 30 غراما في اليوم ، و هذا كاف لتلبية حاجات الجسم  من هذه المادة، فيما تنصح بتفادي الخبز الأبيض و تعويضه بالخبز الكامل، المستخلص من القمح كامل أو الممزوج بالشعير.
المضاعفات  الناجمة عن الإفراط في المكملات الغذائية
محدثتنا قالت بأن هناك أفراد يعتقدون أنهم كلما تناولوا كميات أكبر من المكملات الغذائية كالزنك، سيكون جهازهم المناعي أقوى، و هذا خطأ ، لأن الإفراط في استهلاكها، يؤدي إلى مشاكل أخرى، و تنصحهم بعدم تجاوز 25 ميليغرام في اليوم ، أي بمعدل مرة أو مرتين كأقصى حد.
و من بين المشاكل الناجمة عن الإفراط في تناولها، آلام العضلات، ارتعاش اليدين و الجسم ككل، و كذا التقيؤ أو الإصابة بالإسهال أو الإمساك، أما بالنسبة للذين يعانون من مشكل في الكوليسترول، فيمكن أن يؤدي الإفراط في تناول المكملات إلى ارتفاع معدله في الجسم، فيمنع امتصاص الكليسترول المفيد و يؤدي بالتالي إلى حدوث خلل في التوازن بين الكوليسترول الضار و المفيد، و كذا إلى نقص في امتصاص الكالسيوم و الحديد و النحاس، و هي مهمة جدا في الجسم ، لهذا ينصح المختصون عند تناول الزنك، بتناول أطعمة دسمة، لأن الزنك يعطل امتصاص المواد السابق ذكرها.
أما بالنسبة للفيتامينات المهمة للجسم ، قالت بأن الفيتامين «سي» ينشط الجهاز المناعي و يعمل على تقويته، مشيرة إلى أن الفيتامينات، إذا تم استهلاكها بكميات عقلانية، لا تؤدي إلى مشاكل صحية، لكن تناولها بشكل مبالغ فيه يضر بجسم الإنسان، مؤكدة بأن تناول الفيتامين «سي» مرة أو مرتين في اليوم يعد كافيا، و من الأحسن تعويض الفيتامينات، بالأطعمة ، خاصة و أننا في فصل الصيف حيث تتوفر أنواع مختلفة من الخضار و الفواكه التي تحقق التوازن في الجسم.
و تنصح المتحدثة بالتنويع في استهلاكها،  لأن كل نوع يحتوي على نوع معين من الفيتامينات، و يمكن ، كما أكدت المنظمة العالية للصحة، تناول خمسة أنواع من الخضار و الفواكه على الأقل كل يوم، مع التنويع في ألوانها للحصول على مختلف الفيتامينات و الأملاح المعدنية و مضادات الأكسدة الطبيعية المفيدة جدا لمناعة الجسم، و كذا في محاربة السرطان و تقوية عضلة القلب و التغلب على مشاكل الكوليسترول.
و بخصوص الفيتامين «دي»، قالت الأخصائية، بأن الجسم يحتاجه لكونه يدخل في تركيبة العظام، و في تركيبة الخلايا التي يستعملها الجهاز المناعي في المواجهة، فكلما ينقص الفيتامين «دي» ينقص نشاط الجهاز المناعي، مشيرة بأننا نجده في المأكولات الدسمة، أو عند التعرض لأشعة الشمس، حيث تتكون مادة يمتصها جسم الإنسان، و يكون منها هذا النوع من الفيتامين، لهذا تنصح بالتعرض لمدة 30 دقيقة يوميا لأشعة الشمس، لكن في الوقت المناسب و ذلك صباحا أو في المساء، مع تجنب فترة منتصف النهار.

* المختصة في الطب الداخلي إنقاذ بوتاش
من الأحسن تجنب المكملات و تعويضها بالأغذية الطبيعية
أما المختصة في الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي قسنطينة، إنقاذ بوتاش، فتنصح بتجنب المكملات الغذائية و تعويضها بالأغذية ، فليستفيد الجسم من فيتامين «سي» ، عليه بتناول  الخضار ذات اللون الأخضر، كالسلطة و الكسبر «الدبشة» و  البقدونس «المعدنوس» و السلق، بالإضافة إلى الحمضيات و فاكهة الكيوي، أما بالنسبة للزنك، فتنصح بتناول البيض المسلوق و بذور الكتان، بطحنها و وضع ملعقتين صغيرتين منها في الياغورت الطبيعي و تناوله، فهي تحتوي على الزنك و البروتينات ، بالإضافة إلى السمسم أي «الجلجلانية» بعد طحنها، لكي لا تصيب من يتناولها بصعوبة في الهضم و كذا الحبة السوداء التي تحتوي على فوائد جمة، كالأملاح و البروتينات، بالإضافة إلى جرعة «فيتامين دي 3»  مرة في الأسبوع  كل 15 يوميا ، و هذا بالنسبة لكبار السن أو أي شخص لا يتعرض لأشعة الشمس بشكل كاف، مع تناولها مع وجبة دسمة أي تحتوي على دهون صحية، كزيت الزيتون. و أكدت المتحدثة من جهتها بأن المكملات الغذائية لا تضر الكبد و استهلاكها بشكل عقلاني أصبح ضروريا، لأن النظام الغذائي الذي يعتمد عليه الكثير من المواطنين، لا يتضمن العديد من المواد الغذائية و الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم، نظرا للقدرة الشرائية الضعيفة.

 

الرجوع إلى الأعلى