تسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تشهده معظم الولايات الجزائرية منذ أواخر أيام رمضان، في تخلي أغلب الرجال عن قدسية البذلة و ربطة العنق خلال العيد، لتستبدل بالقندورة و القميص اللذين  تحولا إلى لباس شبه رسمي في أوساط شريحة واسعة تبحث عن الراحة أكثر من الأناقة .
عيد الفطر المبارك، الذي يحضر كل الرجال دون استثناء لاستقباله ، لأجل الظهور بشكل جميل و أنيق، فتجدهم منكبين على اقتناء ألبسة جديدة، و يحرص أغلبهم على ألا تفارق  البذلة ربطة عنق رفيعة الذوق، غير أن عيد الفطر هذا العام، قد قلب الموازين نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة و الذي فاق 40 درجة مئوية بالكثير من المدن، مما تسبب في تغيير عقلية الأغلبية ممن قرروا التخلي عن الرسميات و البحث عن الراحة و بعض البرودة.
و قد وجد هؤلاء ضالتهم في القميص أو القندورة، مثلما يطلق عليها بالعامية، فكل من يخرج إلى الشارع يومي العيد، لا بد و أن يشد انتباهه البياض الناصع الذي يكسو الشوارع، لرجال من مختلف الأعمار و حتى شباب، فضلوا ارتداء قميص الصلاة للخروج يومي العيد، فلم يكتفوا بارتدائها  أثناء أداء صلاة العيد و الجمعة فقط، و إنما قرروا البقاء بها إلى أن يمضي العيد.
السيد عمار، يقول بأنه و منذ بداية ارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة خلال شهر رمضان و عيد الفطر، لم يتخل عن القميص الأبيض، الذي يرتديه في أغلب أيام شهر رمضان، فيما يشتري آخر جديد لأجل العيد، بدلا  من البذلة أو السروال، معتبرا بأنه يجد راحته في هذا اللباس و يتنقل بحرية، كما أن هذا اللباس يحافظ على شكله العام على عكس البذلة التي تحتاج مع درجات الحرارة المرتفعة إلى الغسل و الكي يوميا.
و ما شد انتباهنا أيضا، هو ارتداء عدد كبير من الأطفال القميص و اللباس الأفغاني خلال العيد، حيث وجد هؤلاء ضالتهم في هذه الألبسة التي يجمعون على أنها أكثر عملية و تتلاءم و ارتفاع درجات الحرارة، في حين تقول سيدة بأنها فضلت أن يرتدي ابنها هذا اللباس لما يضفيه من جمال على شكله كما أنه يريحه من خشونة سروال الجينز الذي يحاول الهروب منه و نزعه بمجرد الدخول إلى البيت.
و من المظاهر التي باتت دخيلة على مجتمعنا أيضا يومي العيد، هو حرص النساء على لبس العباءة السوداء و الخروج بها لأجل زيارة الأهل و الأقارب، فكل المحلات التي تعرض  هذا النوع من الحجاب، شهدت إقبالا منقطع النظير خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، ما وقفنا عليه ببعض محلات ولاية بومرداس و العاصمة، و ما أكده صاحب إحدى المحلات حيث قال بأن الطلب يزيد على العباءة في هذه الفترة، أما بالنسبة للمعنيات، فقد أكدت إحداهن بأنه و بالإضافة إلى القندورة التي ترتديها بالبيت و التي تحرص على أن تكون جديدة و جميلة، تحرص على ارتداء العباءة بعد أن بات خروج المرأة لمعايدة الأهل تقليدا راسخا لدى الأسر الجزائرية.
و مهما تغيرت الألبسة و تنوعت الأذواق و التوجهات، تبقى للعيد نكهة خاصة ترتبط ارتباطا وثيقا بلباس جديد أو نظيف يليق بقيمة المناسبة.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى