تقدم منذ أسابيع  مختلف محلات بيع الملابس و الأحذية بقسنطينة، عروضا مغرية من أجل جذب أكبر عدد من الزبائن، خارج موسم «الصولد» المقنن من قبل مديرية التجارة، و ذلك بعد تراجع الإقبال على التسوق بسبب التبعات الاقتصادية الوخيمة لأزمة كورونا التي ألقت بظلالها على القدرة الشرائية للمواطن  و مداخيل التاجر ، و كذا خوفا من كساد السلع مع  اقتراب نهاية موسم الشتاء.
لجأت الكثير من هذه المحلات إلى منصات التواصل الاجتماعي و المسوقين الإلكترونيين، لنشر فيديوهات للتعريف بمحلاتهم  و السلع المتوفرة و التخفيضات المقترحة، و هي الطريقة التي لاقت رواجا كبيرا و ساهمت في استعادة المحلات لجزء من نشاطها و زبائنها .
 «سلع  تباع دون هامش ربح»
غيرت أغلب محلات بيع الملابس و الأحذية بالمركز التجاري الرتاج مول بالمدينة الجديدة علي منجلي في قسنطينة، أسعار السلع المعروضة ، و تم استبدالها بأثمان جد مغرية و لافتة للانتباه، قد تصل في بعض الأحيان إلى نصف السعر القديم.
قال أيمن،  صاحب محل « مسايا» لبيع الأحذية النسائية بالرتاج مول للنصر، أن نسبة التخفيضات التي يقترحها تتراوح بين 30 إلى 50 بالمئة، و قد شرع منذ شهر في بيع سلعته بهوامش ربح ضئيلة ، و أحيانا بنفس سعرها الأصلي ، كطريقة، على حد قوله ل « تدوير السلعة في السوق «، دون خسارة أو  ربح ، و ما قد يجنيه  من هامش ربح ضئيل ، قد يغطي ثمن كراء المحل و بعض المصاريف الأخرى، في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، كما أن قرب انتهاء موسم الشتاء، يعتبر فرصة مناسبة للتخلص من السلع الموجودة في المحل التي تعود للسنة الماضية،  فالتاجر، حسبه، مخير بين بيعها بسعرها الحقيقي أو بزيادة صغيرة لكي لا تبقى مخزنة و تتعرض للكساد، و أكد أن البيع قد تراجع بشكل كبير، حتى بعد اتخاذ قرار رفع إجراء الغلق على محلات بيع الملابس و الأحذية  و كان يبيع حذاء أو اثنين فقط في اليوم ، بينما أنعشت نوعا ما، فكرة التخفيضات حركة البيع في محله.
أما علي، بائع ملابس نسائية في محل» أر. دور فاشن»  بالمركز التجاري رتاج مول ، فقال في حديثه للنصر، أنه  لجأ إلى بيع السلع بهامش ربح لا يتجاوز 300 دج للقطعة الواحدة ، و أحيانا أخرى دون هامش ربح ، بعدما كسدت تجارته خلال الأشهر الأخيرة بعد قرار فتح المحلات ، و قد أنعشت نسبيا هذه الطريقة حركة الزبائن الذين يقصدون المحل ، مشيرا إلى أنه لجأ لبيع قطعتين بسعر قطعة واحدة فلاقى العرض إستحسان زبوناته ، و اعتبر هذا الأسلوب الحل الأمثل للاستمرار في نشاطه، و قد لجأت إليه أغلب المحلات.
و قالت مريم بائعة ملابس  للنساء في محل « مرام فاشن» أن المحل شرع منذ أسبوعين في عرض تخفيضات كبيرة لمختلف السلع ، خوفا من كسادها فقد بقيت على حالها طيلة أشهر، بسبب تراجع البيع و الشراء .
محلات تستنجد بفايسبوك للاستقطاب
الملاحظ أن صفحات عدة محلات لبيع الملابس و الأحذية في فايسبوك، استغلت كواجهة للإعلان عن السلع المتوفرة في المحلات و التخفيضات في أسعارها، حيث قال قارة  عباس، صاحب محل « زردة فاشن «  للنصر، أنه ينشر أسبوعيا فيديوهات عبر صفحة المحل في فايسبوك ، لعرض مختلف السلع المتوفرة ، سواء المحلية أو المستوردة من تركيا و الصين و أوروبا ، و قد انتعشت تجارته بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، في ظل التخفيضات التي يقترحها المحل
و أضاف أنه يتعامل مع أحد « المروجين الإلكترونيين» لنشر فيديوهات على مواقع رسمية بمقابل مادي ، لتحظى بنسب مشاهدة خيالية من داخل و خارج الولاية ، حيث بلغت عدد مشاهدات آخر فيديو للمحل 50 ألف مشاهدة في ظرف ساعات قليلة ، و خلافا للتجار العاملين ببقية المحلات قال  عباس، أنه  يقتنص فرص شراء سلعه من نقاط  بيع محلية أو مستوردة،  بأسعار تنافسية تسمح له ببيعها بأثمان مغرية، مضيفا أن مواقع التواصل الاجتماعي أنعشت تجارته، فهو يبيع بين 80 إلى 100 قطعة يوميا، و يقصده الزبائن من داخل و خارج الولاية.
و قال علي، بائع في محل « أر . دور فاشن» أن معظم أصحاب محلات المركز التجاري رتاج مول، يستغلون صفحاتهم على موقع فايسبوك ، من أجل الإعلان عن التخفيضات المعروضة، من أجل استقطاب أكبر عدد من الزبائن، و تحديدا القاطنين بولايات مجاورة .
* زكي عميور مسوق إلكتروني معتمد
أتلقى يوميا 20 طلبا لتصوير فيديوهات ترويجية
قال السيد زكي عميور، مسوق إلكتروني معتمد من منصة فايسبوك  ، إنه شرع منذ سنة في تصوير فيديوهات ترويجية لمحلات بيع الألبسة و الأحذية و الأواني و الحلي الذهبية و غيرها ، و نشرها على موقعه المعتمد ، وقد لاقت الفكرة استحسانا و رواجا واسعا في الأشهر الأخيرة .
و أضاف أنه يتعامل حاليا مع حوالي 230 محلا في قسنطينة و ميلة و بانتة و سكيكدة ،  من أجل تصوير فيديوهات مدفوعة الأجر و نشرها على نطاق واسع من قبل منصة فايسبوك  ، و قد تخطت بعض الفيديوهات عتبة مليوني مشاهدة ، كما يتصل به أصحاب حوالي 20 محلا يوميا، من أجل تصوير فيديوهات ترويجية لسلعهم، و تحديدا خلال الأسابيع الأخيرة ، في ظل التخفيضات  التي تعرضها مختلف الفضاءات التجارية .
و قال زكي عميور أن فكرة» السبونسورينغ الإلكتروني» أو الترويج  الافتراضي، أصبحت تستهوي الكثير من التجار و الزبائن على حد سواء ، و بالنسبة إليه فان ولوجه هذا المجال، كان بعد متابعته لعدة دورات تكوينية حول  الترويج أو الإشهار الالكتروني « ، و سيشارك خلال الأيام المقبلة في دورة خاصة بمنصة فايسبوك، بعدما حققت الفيديوهات التي صورها في عدد من المحلات ، أعلى نسب مشاهدة بالجزائر.
وهيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى