إحتضنت مدينة تيمقاد الأثرية بولاية باتنة ، ليلة أمس الأول، فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ 37، حيث شهدت ليلة الإفتتاح حضورا فنيا مكثفا بمشاركة فنانين وفرق غنائية من مختلف ربوع الوطن، قدموا باقات متنوعة أمتعت الجمهور الحاضر والذي سيكون على موعد مع ليال أخرى أكثر إمتاعا حسب البرنامج الذي وضعته مصالح الديوان الوطني للثقافة والإعلام خلال أسبوع كامل.
إنطلقت الليلة الأولى من المهرجان على وقع أنغام القصبة والبندير، ثم تبعتها كلمات بعض المسؤولين على غرار المكلف بالإعلام على مستوى الديوان بالإضافة إلى مدير الثقافة بباتنة والمفتش العام بوزارة الثقافة ، فأجمعوا على ضرورة إنجاح طبعات المهرجان لما له من أهمية بالغة في التعريف بمختلف الفنون التي تزخر بها الجزائر مؤكدين بأنه تم توفير جميع الوسائل والإمكانيات اللازمة لضمان نجاح هذه الطبعة التي تتزامن مع الاحتفال بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية.
وشهدت الليلة الأولى من المهرجان حضور بعض ضيوف الشرف لتغطية غياب المسؤولين، أين تمت دعوة كل من رابح درياسة الذي أمتع الجمهور بقصيدة يتغنى فيها بالجزائر وبوحدتها وبطولات شعبها، كما كان من بين ضيوف الشرف الفنان “محمد العماري” ومحافظ مهرجان وهران للفيلم العربي “ابراهيم صديقي” بالإضافة إلى الشاعر “رابح ظريف” والملحن “قويدر بوزيان”، أما عن برنامج الليلة فقد كان كثيفا ومتنوعا وشهد صعود الفنانين لأداء مختلف الطبوع فرادى وثنائيات وجماعات، وقد نجح هؤلاء في تكوين فسيفساء فنية أمتعت الجمهور الذي تجاوب معهم كثيرا.
وكانت أول فرقة صعدت للمنصة “فرقة الرحابة” التي أدت أغاني تراثية بآلتي القصبة والبندير من بينها “عملوا لعراس”، كما تلاهم الفنان “نصر الدين حرة” الذي أدى مجموعة من الأغاني على غرار “عين الكرمة”، وتوالى الفنانون بعدها بدء بالفنانة “ندى الريحان” التي غنت للمرحوم “كمال مسعودي” أغنيته الشهيرة “الشمعة”، ثم مشاركة فرق أخرى مثل فرقة الجوهرة السمراء، فرقة إيثران،  فرقة الأمزاد والذين قدموا من ولاية غرداية لتقديم التراث المزابي، كما شارك كل من الفنانين “محمد لعراف، بوزاهر، معطي الحاج وريم حقيقي” هذه الأخيرة أطربت الحضور بطابع الحوزي، وانتهاء بكل من الفنان “محمد العماري، عزو، دنيا الجزائرية، تنهنان، سعاد عسلة، عبد القادر الخالدي”.
وفي ختام السهرة تم تقديم أغنية وطنية بعنوان “هذي الأرض” من طرف جميع الفنانين المشاركين في ليلة الافتتاح ، هذه الأغنية كانت من تأليف “ ابراهيم صديقي” وتلحين “ قويدر بوزيان”، وقد أبدع الفنانون في أدائها بإعجاب كل من حضر السهرة الأولى .   تغطية : بلال بن إيدير

تصريحات على هامش المهرجان:


محمد لعراف : “أتمنى أن يستمر المهرجان على هذا النسق”
صرح الفنان “محمد لعراف” لـ “النصر” قبل صعوده لمسرح تاموقادي عن سعادته الكبيرة بتواجده في عاصمة الأوراس باتنة، حيث أكد بأن سعادته لا توصف بفضل مشاركته في هذه الطبعة من المهرجان معتبرا إياه سنة حميدة على حد قوله، ولم يُفوت الفرصة ليقدم شكره للديوان الوطني للثقافة والإعلام الذي يقوم بجهده لإنجاح هذه التظاهرة على حد تعبيره، كما أضاف خلال حديثه معنا بأن ما يُميز طبعات مهرجان تيمقاد الدولي هو تنوع الطبوع واختلافها مما جعله من أنجح التظاهرات الثقافية في الجزائر.

نصر الدين حرة: “فخور بالثقة التي منحها لي رابح درياسة”
أكد الفنان “نصر الدين حرة” بأنه يتمنى ألا يُفوت أي طبعة من مهرجان تيمقاد فهو يعشق الحضور دائما على هذا الركح، حيث كان قد شارك في طبعة العام الماضي ليُسجل حضوره مرة أخرى وهو الذي تعود عليه الجمهور بأداء أغاني في المستوى، وصرح بهذا الخصوص بأن الفنان يتوجب عليه أن يترك بصمته في المهرجان وألا يمر مرور الكرام، كما تقدم بالشكر للفنان “رابح درياسة” على الثقة التي وضعها فيه من خلال تأديته لمجموعة من أغانيه التي لاقت نجاحا لدى الجمهور، كما أبدى سعادته لتأدية مجموعة من الأغاني الوطنية بهذه المناسبة خاصة وأنها من تأليف وتلحين أساتذة كبار على حد قوله.
سعاد عسلة: “سعيدة بمشاركتي الثانية بالمهرجان وأطمح للمزيد”
تحدثت الفنانة سعاد عسلة عن مشاركتها الثانية في مهرجان تيمقاد الدولي بعد حضورها في طبعة العام الماضي، أين أكدت بأنها تفتخر بالحضور والمشاركة وهذا دليل على الاعتراف بها خاصة وأن الجزائر تضم فنانين كثر ومن مختلف الطبوع، وعبرت عن أملها في الحضور في طبعات مقبلة.


بوزاهر: “سعيد بمشاركة فنانين جزائريين ليلة الإفتتاح”
إعتبر الفنان “بوزاهر” بأن الليلة الأولى من فعاليات المهرجان الدولي جزائرية محلية مائة بالمائة، حيث أكد بأن هذا الأمر جعل من إفتتاحية التظاهرة مميزة وناجحة خاصة وأنها ضمت الكثير من الطبوع الفنية التي تزخر بها الجزائر، سواء من الشمال أو الجنوب، شرقا وغربا، مضيفا بأنه أهدى الجمهور أغنية بمناسبة احتفال الجزائر بستينية الثورة التحريرية وهي أغنية يقول مطلعها “يا لويزة قدرك عالي ..” مشبها بالجزائر بالجوهر النفيس.


ندى الريحان: “ أستعد لإطلاق ألبوم جديد خلال الشهر الجاري”
شاركت الفنانة الجزائرية ندى الريحان بأغنية “الشمعة” للمرحوم “كمال مسعودي”، وخلال تصريحاتها الإعلامية عبرت عن آمالها في أن تكون قد وفقت في أداء تلك الأغنية، وأكدت بأنها تأمل أن يستمر المهرجان على هذا النسق أين أبرز مختلف الطبوع الفنية التي تتميز بها الجزائر، مضيفة بأن تيمقاد مدينة أثرية والتظاهرة التي تحتضنها كل عام من أهم النشاطات الفنية في الجزائر وأعرقها، مؤكدة عن افتخارها بالمشاركة فيها خاصة وأنه يساهم في التعريف بالثقافة الجزائرية، كما لم تفوت الفرصة لتمتدح الجمهور الأوراسي وخاصة جمهور تيمقاد معتبرة إياه جمهورا مثقفا بسبب احتكاكه المتكرر بفنانين عالميين واطلاعه على مختلف الثقافات من مختلف أصقاع العالم.


عزو: “تلقيت عروضا للاستقرار بالخارج لكنني فضلت بلدي”
صرح الفنان “عزو” خلال مشاركته في فعاليات مهرجان تيمقاد وحضوره في ليلة الافتتاح بأنه يختار أغانيه وكلماته بعناية كبيرة، مؤكدا بأنه يعتمد على المواضيع الاجتماعية أكثر لأنها أقرب لما يعيشه الشباب الجزائري، خاصة وأن هذا النوع من الأغاني هادف ويحمل رسائل للجمهور على غرار الحب، السلام والوفاء وغيرها من القيم الأخلاقية، كما اعتبر بأن التكنولوجيا الجديدة من مواقع التواصل الاجتماعي وكذا الإعلام تساهم في نشر تلك القيم وإيصالها للجمهور بشكل أوسع، وأضاف بأنه تلقى عروضا للاستقرار في الخارج على غرار فرنسا وأمريكا لكنه فضل البقاء في بلده الجزائر على حد تصريحه.
ريم حقيقي: “أستعد لإطلاق ألبوم جديد يضم أغان تراثية في طابع الحوزي”
أكدت ريم حقيقي بأنها تشارك في المهرجان للمرة الخامسة، وفي كل مرة تشعر بالسعادة لأن تيمقاد من أكبر مهرجانات الجزائر وكل فنان يتمنى أن يكون حاضرا في طبعاته، معبرة عن آمالها في الحضور في الطبعات المقبلة، وأضافت بأنها تستعد لإصدار ألبوم جديد يضم أغاني تراثية في طابع الحوزي سينزل إلى السوق عما قريب على حد قولها.


رابح حمودي: “غياب الوزير عن ليلة الإفتتاح مُبرر، ولن تتأثر سمعة المهرجان بذلك”
صرح المفتش العام بوزارة الثقافة على هامش المهرجان بأن غياب الوزير عز الدين ميهوبي كان لظروف خاصة ، أين أكد بأن المعني يتواجد في عطلة حاليا وهو الأمر الذي منعه من الحضور وإفتتاح المهرجان بنفسه .غير أنه أكد بأن الوزير يتابع كل صغيرة وكبيرة ويعمل على إنجاح هذه الطبعة موضحا بأن غيابه لن يؤثر على سمعة المهرجان ولن يُنقص من قيمة الافتتاح، خاصة وأن الطبعة الماضية شهدت حضورا رسميا مكثفا على غرار وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي، ومونية مسلم وزيرة التضامن، بالإضافة إلى الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون.
كما أكد في تصريحاته بأن مهرجان تيمقاد الدولي من العلامات المميزة في المشهد الفني الجزائري والدولي باعتباره موعدا سنويا يلتقي فيه الفنانون والمبدعون الجزائريون بكل أطيافهم، وهو مهرجان دولي يحتضن هذه المرة العديد من الأسماء الفنية المعروفة عالميا، كما أضاف بأنه يتميز هذه السنة لكونه جاء في إطار الاحتفالات بالذكرى الستين لاندلاع الثورة خاصة وأنه يُنظم بتيمقاد ومنطقة الأوراس عموما وهي التي شهدت إطلاق أول رصاصة لطرد المستعمر.
  جمعها: ب. بلال

الرجوع إلى الأعلى