باسم جزائري أصيل نابع من عمق الصحراء، إختارت أن تعلن به عن ميلاد “الجوالي” كأول ماركة جزائرية للباس الجاهز وطنيا و عالميا، محققة فارقة كبيرة في ميدان تصميم أزياء أبت إلا أن توحد الجزائريين و تعكس تقاليد مختلف مناطق الوطن في ألبسة بلمسة أنيقة تمثل كل إمرأة جزائرية.
هي أميرة تفريج، إبنة أدرار، شابة تجمع بين الإدارة الفن، بدأت مشوارها مع التخصص في العلاقات العامة بجامعة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، إلا أن شغفها بضرورة تطوير نشاطها، دفعها لتواصل دراستها، فإختارت وجهة مغايرة، كانت مدينة الضباب لندن، أين أكملت دراستها في جامعة لندن، قبل أن تعود إلى الجزائر و تشتغل في ميدان تخصصها كمديرة للعلاقات العامة بإحدى الشركات المتخصصة في الإعلانات و النشر بالجزائر العاصمة، لكن شغفها بالفاشن و طموحها، دفعاها لبعث مشروعها الأهم و البدأ في التصميم.
هكذا بدأت الفكرة...
أميرة و في تصريح خصت به “النصر” قالت أنها و إن تخصصت في مجال العلاقات العامة، ظل شغفها و حبها الكبير للتصميم و الفاشن يسيطر على تفكيرها، فسعت لتطوير موهبة بدأت معها منذ الصغر، حيث تقول أنها كانت تفضل إضافة لمسة تقليدية للباسها الذي تشتريه جاهزا، بحكم تعلقها بكل ما هو تقليدي، و هي ترى في أن كل ذلك كان يشبه إعادة التدوير، لتنطلق شرارة الابتكار و البدأ في تجسيد الفكرة الأكبر و كون دراسة أو تكوين بخلق ماركة تمثلها و تمثل كل ماهو تقليدي جزائري يرمز و بشكل خاص للزي الصحراوي الجزائري بشكل خاص.
تقول أميرة أنها قامت بإطلاق أول مجوعة لها شهر ديسمبر 2019، و بذلك تكون قد أعلنت رسميا عن بداية نشاطها الذي قالت أنه يندرج في إطار المقاولاتية الثقافية بهدف الحفاظ على التراث الجزائري و ذلك من خلال المحافظة على اللباس و اللغة الجزائرية، و هذا ما قالت أنها عكسته في تصاميمها.
“الجوالي” رمز المرأة الجزائرية
و تقول أميرة أن فكرة إعطاء إسم “الجوالي” لماركتها جاءت من حبها و فخرها بأصولها الصحراوية التي تنحدر من منطقة آولف التي تجمع بين العرق العربي الأمازيغي الإفريقي، أما عن أصل الإسم، فتقول أنه يطلق على لباس نسوي تقليدي عريق موجود بمنطقة تيديقلت، و تتكون من 3 قطع مزينة بالفضة، و لشدة تميزه و جماله، إختارت أن يكون ماركة تصاميمها.
المصممة الشابة التي شرعت في تسويق ماركتها، تقول أن فكرتها جاءت بالأساس لخلق ماركة جزائرية، في ظل ما اعتبرته غياب للباس اليومي الذي يمثل المرأة الجزائرية التي ترتدي أنواع مختلفة من الألبسة كالفرنسي، التركي و غيره، و أضافت أنها فكرت في التعريف بالموضة الجزائرية و أنها موجودة، و ذلك في شكل ثوب على الموضة بسعر يكون في متناول الجميع بلمسة عصرية و أنيقة تناسب كل النساء الجزائريات الباحثات عن الجمع بين التقليدي و العصري بلمسة محلية خالصة. أما عن القطع التي تقدمها أميرة في تشكيلتها التي طرحتها للبيع عبر صفحات خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي فايسبوك و أنستغرام في إنتظار توسيع العملية، هو الفساتين التي تعكس أنوثة و أناقة المرأة الجزارية، و تقول أن أول مجموعة قامت بإطالقها تتشكل من 14 قطعة معظمها فساتين بلمسة جزائرية أو إفريقية، من خلال الإعتماد على قماش جزائري و يعكس تقاليد المنطقة، و إفريقي المتمثل في لباس “ووكس أفريكا” للخروج يناسب جميع النساء، و هي الألبسة التي لقيت إقبالا من الفئات التي تقدر هذا النوع من الملابس.
هذا ما يُعيق الصناعة الثقافية الجزائرية
و أضافت أميرة أنها تعمل من خلال تصاميمها على بعث الموروث الثقافي الجزائرية و جعله جزءا لا يتجزأ من يوميات المرأة الجزائرية، و ذلك بألبسة تجمع الجزائريين، قائلة “أنا لست إبنة أدرار فقط، فملابسي جزائرية أعمل من خلالها على إزالة الفوارق و الجهوية، لأن تنويع الثقافات يشكل مصدرا كبيرا للمدخول الاقتصادي و الجانب السياحي”.
و عن الصعوبات التي تواجهها في مشوارها، تقول أميرة أن أكبر مشكل للتسويق عبر الإنترنات في الجزائر هو عدم توفر خدمة الدفع عبر هذه التقنية، و قالت أنها تطمح لتجاوز كل ذلك بالعمل على تطوير ماركتها و التعريف بها في الجزائر أولا، أما طموحها الأكبر فهو الوصول بها إلى العالمية و إبراز أن اللباس الجزائري أغنى من أي ألبسة أخرى خاصة و أنه يتميز بالرقي و الأناقة و الملكية.
و قد أعربت أميرة عن حسرتها لغلق معظم الشركات المتخصصة في صناعة الألبسة، منتقدة منن جانب آخر بعض الصناعات التي تتم في تركيا مثلا و يكتب عليها صناعة جزائرية، حيث دعت إلى أهمية إيصال فكرة الثقافة المقاولاتية وسط الشباب الجزائري و التفكير في الصناعة المحلية، وكما انتقدت أميرة عدم وجود ثقافة تقييم المنتوج الجزائري خاصة الفني، و هو ما اعتبرت أنه يؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني، و قالت أن نقص الوعي و الوطنية لا يقف مع المصنع الجزائري، حيث أن المواطن الجزائري ما زال يفضل شراء منتوج أجنبي من ماركة عالمية بسعر كبير يرفض أن يدفعه في قطعة صنعت بأيادي جزائرية.                          
إيمان زياري

الرجوع إلى الأعلى