دعا نهاية الأسبوع مشاركون في يوم تحسيسي حول متلازمة داون «تريزوميا 21» و التوحد نظمه الهلال الأحمر الجزائري،  لجنة بلدية تيميزار بولاية تيزي وزو ، بالتنسيق مع الفيدرالية الوطنية الجزائرية للتوحد، بمكتبة بلدية تيميزار، بمناسبة اليوم العالمي للتريزوميا ، السلطات العمومية إلى الاهتمام أكثر بهذه الفئة و بذل جهود إضافية، لتعزيز اندماجها في الحياة الاجتماعية.
وشدّد المختصون، على ضرورة فتح المزيد من المراكز النفسية البيداغوجية و الأقسام التعليمية الخاصة، عبر مختلف مدارس القطر الوطني، لضمان تربية و تعليم متخصصين للأطفال المصابين بالتريزوميا، وهي من بين المطالب الرئيسية للجمعيات النشطة في هذا المجال، وكذا الأولياء.
وأفاد أولياء أطفال متلازمة داون، أنه ينبغي تخصيص معلمين أكفاء ممن تلقوا تكوينا متخصصا، لتنمية و تطوير قدرات هذه الفئة من الأطفال، كما ناشدوا السلطات العمومية لإنجاز مراكز خاصة بأطفال التريزوميا والتوحد، لرعايتهم وضمان تكفل أحسن بهم وتحقيق فاعلية أكبر في عملية إدماجهم في المجتمع كي يتمكنوا من التمتع بكامل حقوقهم على غرار الفئات الأخرى.
وأوضحت المختصة النفسانية العيادية بهية إيعمراش، التي شاركت في اليوم التحسيسي، أن أطفال التوحد والمصابين بالتريزوميا 21 ، من حقهم أن يتمتعوا بحياتهم مثل الأطفال العاديين ، و يجب إدماجهم في مراكز وأقسام خاصة، مع مراعاة قدرات و ظروف كل حالة، مؤكدة أن هذه الفئة يمكنها أن تتفوق و تكسب مهارات وتندمج في عالم الشغل كغيرها من الفئات الأخرى، مشيرة إلى أنه بالرغم من وجود قوانين لإدماج المصابين بمتلازمة داون و التوحد في أقسام خاصة، إلا أن الأولياء يجدون صعوبات في تمدرس أبنائهم، بسبب قلة الأقسام.
 و أضافت النفسانية أن الدمج التربوي للأطفال المعاقين، توجه إنساني يضمن حق المساواة بينهم وبين أقرانهم غير المعاقين، وعلى الدولة أن توفر المزيد من هذه الأقسام، وكذا المراكز  النفسية البيداغوجية عبر القطر الوطني.
من جهتها أكدت المختصة في الأمراض العقلية للأطفال الدكتورة يمينة سياسي من مستشفى فرنان حنفي للأمراض العقلية، على مراعاة احتياجات هذه الفئة من الأطفال حالة بحالة ، مشيرة في ذات الصدد أن العديد من النقائص البشرية والمادية، لا تزال موجودة في الميدان، و تمثل عائقا أساسيا للتكفل الجيد بأطفال التوحد والمصابين بمتلازمة داون، على غرار المراكز المتخصصة  من أجل تقليل العبء على الأولياء وضمان التشخيص المبكر للأطفال ومتابعة حالتهم، مشددة على ضرورة بذل المزيد من الجهود لإعطاء فرص أكثر لهذه الفئة من الأطفال و تمكينهم من إبراز طاقاتهم الفكرية وتنمية قدراتهم.   
كما أكد الدكتور عمر عودية ، أن اكتشاف المرض مبكرا، يسهل عملية التكفل بالمريض، مثمنا أهمية الحملات التحسيسية التي تقوم بها الجمعيات الوطنية والمحلية، من أجل التعريف بهذه الحالات و كسر الطابوهات و مساعدة الأولياء وتقديم الدعم النّفسي لهم ولأطفالهم، بالاستماع إلى انشغالاتهم ومعرفة المشاكل التي يواجهونها واقتراح بعض الحلول للتخفيف من معاناتهم.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى