فاجأ التلميذ أمين بن حدة،10 سنوات، أسرته و أساتذته و محيطه عموما بقدرته على التحدث باللغة الإنجليزية بكل طلاقة، دون أن يتلقى أي دروس فيها، وقد عرف عنه اجتهاده وتفوقه في الدراسة منذ التحاقه بمدرسته، ثم فاجأهم لاحقا بابتكار تطبيق خاص لتعليم هذه اللغة للأطفال.  
ابن مدينة تبسة، أمين بن حدة ، يدرس في السنة الرابعة ابتدائي، و حصل هذه السنة على معدل 9.92  من 10، و يتفنن في الحديث بالانجليزية حتى أن من يستمع إليه، يخيل له أنه قادم من بريطانيا، أو أنه تعلمها وأتقنها في مدرسة خاصة أو في معهد للغات، أو علمها له والداه، لكنهما في الواقع غير ملمين بهذه اللغة.                                                                                
في الواقع تعلم التلميذ النجيب الإنجليزية بمفرده، دون مساعدة أحد، فاهتمامه بمشاهدة ألعاب الفيديو والأفلام وتكوين علاقات مع أصدقاء من خارج الوطن، حتم عليه التحدث معهم بهذه اللغة، مما سمح له بتعلمها و تطوير قدراته، و قد أكد والده أنه لم يسافر إلى الخارج قط، ولم يلتحق بمركز أو مؤسسة لتعلم الانجليزية، رغم ذلك فإنه يستطيع التحدث بها ومحاورة الآخرين.
حاضنة المؤسسات الناشئة بولاية تبسة، و بعد اطلاعها على موهبة الطفل  أمين بن حدة، اعتبرتها مشروعا مهما، يمكن الاستثمار فيه، و احتضنت فكرة ابتكاره لتطبيق و منصة إلكترونية للمبتدئين و الأطفال في الجزائر، لمساعدتهم على تعلم هذه اللغة  بكل سهولة و يسر ، وهو يشتغل حاليا مع أمين حفياني، مطور برامج على مستوى الحاضنة .
و صرح قاسمي فتحي، مؤسس و مدير برامج حاضنة Innoest Company، للنصر ، أن مثل هؤلاء الأطفال لابد أن يكونوا مثالا حيا لأولادنا و بناتنا، خاصة في ما يتعلق باستغلال شبكة الأنترنت في الأمور المفيدة، مضيفا أنه من الظلم تعميم الاتهام لهذا الجيل بما ليس فيه، فهناك فئة فعالة تعمل على تقديم إضافة للمجتمع، رغم صغر سنها، و علينا احتضانها ومرافقتها وتشجيعها للوصول إلى الغايات السامية التي تحقق الإقلاع الحضاري المنشود لبلادنا.
محدثنا، أوضح أن أول مهمة تقوم بها الحاضنة، هو خلق جو ملائم للإبتكار بتوفير جميع الوسائل المادية و المعنوية لتطوير الشباب لعدة برامج، ثم تتم مرافقة الشاب المبدع لتجسيد الفكرة و تحويلها الى مشروع مربح، ويعتبر عامل التكوين أساس الإنطلاق، وتوفر الحاضنة برنامجا تكوينيا مدته 196 ساعة، في حين تكون المرحلة الأخيرة هي المرافقة من أجل الحصول على وسم و مؤسسة ناشئة أو مشروع مبتكر، كاشفا عن تبنيها عدة مشاريع في مجال الفلاحة، الذكاء الإصطناعي، اللوجستيك و النقل، تدوير النفايات، الرقمنة في الخدمات، و كلها تعتمد على الذكاء الاصطناعي.وقد سجل الموقع الالكتروني بالولاية 234 مشروعا للحاضنة، منوها في ذات السياق بالمساعدة الكبيرة التي تتلقاها من طرف وزارة اقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة التي تقوم بدورها على أكمل وجه، كما تشجع مصالح ولاية تبسة مبادرات الحاضنة.وأضاف محدثنا أن الحاضنة ترافق حاليا تأسيس خمس حاضنات على مستوى الوطن، في كل من بجاية، سعيدة، تلمسان، الجلفة، الشلف، حيث تم توجيهها من طرف الوزارة الوصية إلى حاضنة المؤسسات بتبسة، باعتبارها نموذجا ناجحا على المستوى الوطني،  منوها بالأهمية البالغة التي توليها السلطات العليا بالبلاد للمؤسسات  الناشئة وحاضنات الأعمال، بهدف خلق مصادر جديدة للثروة، خاصة لفائدة الشباب و تجاوز التبعية للمحروقات.                 ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى