يواصل الدكتور  يعقوب بوعلاق، تطوير مشروعه على مستوى حاضنة المؤسسات الناشئة لولاية تبسة،  للنهوض بالقطاع الزراعي،  باعتماد تقنية الزراعة المائية بطرق مبتكرة، من خلال الاعتمد على الذكاء الاصطناعي.
الدكتور يعقوب، أكد في لقائه مع النصر، أن هذه التقنية لها إيجابيات عديدة، حيث تسمح بإنتاج العديد من المحاصيل الزراعية طيلة العام بجودة وقيمة غذائية عالية و كميات كبيرة، داخل مساحات صغيرة، و في ظرف وجيز،  ممّا يرفع من قيمة الاقتصاد الزراعي الوطني.  
انطلق الدكتور يعقوب بوعلاق بتجسيد مشروعه Innoponia للزراعات المائية في الجزائر، بعد التحاقه بحاضنة المؤسسات الناشئة بتبسة  companyinnoest، أين شارك في عدة دورات تدريبية، مكنته من دراسة فكرة المشروع من جميع الجوانب، و التأكد من نجاحها، وذلك بعد نجاح النموذج المصغر والذي أنجز داخل الحاضنة.
و قد حاز المشروع على الجائزة الأولى في تظاهرة أسبوع الابتكار بولاية تبسة، التي نُظمت من طرف حاضنة المؤسسات الناشئة بتبسة، بالشراكة مع جامعة الشيخ العربي بتبسة، حيث قدم خلالها الدكتور بوعلاق تفاصيل وافية حول فكرته، مشيرا إلى عجز القطاع عن مواجهة الظروف المناخية التي تعد السبب الأهم في حدوث خسائر جد كبيرة، يعاني منها القطاع على المستوى الوطني، إضافة إلى استنزاف احتياطي المياه الجوفية في سقي المحاصيل الزراعية، و الاستعمال المفرط للمبيدات الكيميائية.        
و أبرز الباحث أن المشروع يهدف للتغلب على الظروف التي تعيق نمو المحاصيل أو تؤدي إلى إتلافها، مرورا بشرح الحلول العملية التي يقدمها المشروع والتي ترتكز أساسا على الاستغناء عن التربة واستبدالها بالزراعية المائية، الأمر الذي يجعل المزارع يستغني تماما عن المبيدات العشبية و الحشرية، مما يؤدي إلى وفرة في المردودية، إضافة إلى إنتاج محصول صحي بجودة عالية.
كما تعتمد الزراعة المائية على سريان الماء في النظام بشكل دوري، مما يسمح بتوفير 95 بالمئة من مياه السقي، و أيضا استعمال الزراعة العمودية داخل مزارع مغلقة من أجل حماية المحاصيل ومواجهة أي صعوبات مناخية، كما تساهم في استغلال المساحة الزراعية عموديا، وهو ما يضاعف كمية المحصول في المتر المربع الواحد  حوالي  20 مرة، مقارنة بالزراعة التقليدية.
وأوضح صاحب الابتكار، أن من بين نقاط الابتكار في مشروعه ، استعمال  خوارزميات مبنية على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا أنترنتت الأشياء للتحكم الآلي  في مختلف العوامل المساعدة على النمو السليم للمحاصيل، و ذكر منها درجة الحرارة و الحموضة، و تراكيز الأملاح المعدنية للمحاليل المغذية، و أيضا درجة الحرارة و الرطوبة، و توقيت الإضاءة داخل المزرعة و شدتها، بالإضافة إلى إمكانية المراقبة والتحكم عن بعد، من خلال تطبيق خاص على الهاتف المحمول.         
و أردف المتحدث أن هذا الابتكار، يتيح الفرصة لجميع المهتمين بهذا القطاع ، من خلال إمكانية توفير خدمة تركيب الأنظمة الزراعية المائية،  وكل الوسائل التي تحتاجها من أوساط و محاليل المغذيات الزراعية، و تصميم المزارع المغلقة، وكذا الأنظمة الزراعية الذكية، حيث يتطلع الدكتور يعقوب بوعلاق، إلى نشر هذه التقنية في إنشاء أنظمة زراعية مستدامة، تواجه تهديدات التغيرات المناخية، و تحارب الاستعمال اللاعقلاني للمبيدات الكيميائية، كما تساهم في الحفاظ على الثروة المائية، و ذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة و الوصول إلى الأمن الغذائي في الجزائر و المنطقة.  
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى