عقد مسجد عمر بن الخطاب بمدينة جيجل، جلسة ختم السيدة نسيمة بن فاضل، صاحبة 67 سنة، لحفظ القرآن، في أجواء من الفرح، بحضور أهلها و زميلاتها بالمدرسة القرآنية التابعة للمسجد، فقد استطاعت الأم الفاضلة أن تحقق أمنيتها بمساعدة زوجها، بعد أن غادرت مقاعد الدراسة سنة 1968.
النصر زارت السيدة نسيمة، فأخبرتنا أنها في سنة 2009 ، عندما توفيت  أمها  التي كانت مقيمة عندها و تتكفل بها، قررت أن تحفظ القرآن الكريم، لكي تعتق والديها به من النار، و قد زاد إصرارها بعد أدائها للعمرة، أين حفظت ما يقارب 30 حزبا، و في أواخر سنة 2017، التحقت بالمدرسة القرآنية التابعة لمسجد عمر بن الخطاب بجيجل، و أعادت حفظ القرآن الكريم، وفق منهج علمي، لمدة أربع سنوات كاملة دون انقطاع، تحت إشراف معلمتها بالمدرسة.
و أضافت المتحدثة بأنها انقطعت عن الدراسة سنة 1968، عندما كانت في السنة السادسة ابتدائي، و تزوجت لاحقا من أستاذ، كان خير سند لها، فقد علمها بعض قواعد اللغة العربية، و ساعدها على تجاوز محنة فقدان والدتها في 2009، و عندما صارحته برغبتها في حفظ القرآن الكريم، قدم لها الدعم الكافي و شجعها.
 و أكدت حافظة كتاب الله” لقد عملت جاهدة، لأحفظ كتاب الله، رغم كل الظروف، و رغم تقدمي  في السن، و بفضل الله عز وجل و دعم زوجي و معلمتي، و حتى زميلاتي، حققت أمنيتي “.
و اعتبرت المتحدثةّ، أن جائحة كورونا، أتاحت لها فرصة حفظ القرآن، بعد غلق المدارس القرآنية و اتخاذ السلطات قرار الحجر المنزلي، حيث ضاعفت جهودها، و بالرغم من صعوبة الحفظ، إلا أنها كانت متيقنة بأن الله سيوفقها، حيث نظمت وقتها و كانت على الاتصال بمعلمتها بشكل مستمر، لتتلو عليها ما حفظته و تمتثل لتوجيهاتها، فكانت تلك الفترة جد مهمة بالنسبة إليها.
و قالت لنا معلمتها الأستاذة نورة، بأن السيدة نسيمة، تعتبر مثالا للتحدي و الصبر، فقد كانت منضبطة بشكل كبير و تلتزم بالحضور إلى القسم، مضيفة  “ما أبهرني في الأم نسيمة، تحديها و صبرها، فقد كانت أكبر الطالبات سنا و أكثرهن انضباطا، كل يوم سبت، كانت تأتي سيرا على قدميها من حي لاكريط، و كانت تخبرني عن أمنيتها و هي حفظ كتاب الله، و هي مصرة على تحقيقها”.
 و أكدت المتحدثة أن حفظ السيدة نسيمة لكتاب الله، رغم تقدمها في السن، سيشجع بقية النساء على الاقتداء بها، و يغرس في نفوسهن الثقة بالنفس.
و أشارت إلى أن السيدة نسيمة حفظت القرآن برواية حفص، لأنها وجدت صعوبة في الحفظ برواية ورش.
و ذكر إمام المسجد خير الدين بوطغان، بأن السيدة نسيمة نموذج للتحدي من أجل حفظ القرآن الكريم.
و قالت لنا السيدة نسيمة، بأنها تتمنى أن  تعلم القرآن الكريم و تواصل مسيرة العلم و المعرفة إلى آخر دقيقة  من حياتها، داعية النساء  إلى التوجه إلى المدرسة القرآنية و حفظ القرآن الكريم، مؤكدة “ لا السن و لا المرض يمكن أن يمنعك من حفظ كتاب الله”.
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى