تهدف الحمية الغذائية الخاصة بمرضى القولون العصبي، إلى التقليص من الانتفاخ المفرط للأمعاء و تهيجها، وتخفيف أعراض المرض مثل الغازات و آلام البطن، و كذا استعادة توازن الأمعاء.
ينصح أخصائي التغذية الدكتور يوسف ماحي، المصابين بالقولون العصبي، بتبني نظام غذائي غني بالألياف المفيدة للجهاز الهضمي، مشيرا إلى أن تناول الألياف ضروري لتوفير الراحة لمن يعانون من متلازمة القولون العصبي، فهي تضمن الحركة الطبيعية للجهاز الهضمي، و تقلل من الإصابة بالإمساك، إلا أنه لا ينصح بتناول كميات كبيرة منها دفعة واحدة، حسب الأخصائي، لأنها تسبب الغازات و الانتفاخ وتجعل الحالة الصحية أسوأ، بل يجب تناول كميات صغيرة من الألياف و دمجها تدريجيا في النظام الغذائي، و الكمية الموصى بها يجب ألا تتجاوز من 2 إلى 3 غرامات في اليوم الواحد، مضيفا أن الألياف القابلة للذوبان، هي الأفضل للأمعاء، و من الضروري تناولها بدل الألياف غير القابلة للذوبان، كما  تبين الدراسات العلمية.
من جهة أخرى، فإن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، يمكن أن يساعد في الحد من أعراض القولون العصبي، لذلك ينصح المتحدث المرضى، بإبعاد هذا البروتين من نظامهم الغذائي، حتى تتحسن حالتهم الصحية.
كما تؤدي أطعمة أخرى إلى حدوث اضطرابات لمرضى القولون العصبي ، و منها تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الـ«فودماب» ، وهو اختصار لمجموعة من الكربوهيدرات يتم امتصاصها بشكل سيء ، وبالتالي توفر المواد التي تستخدم لتغذية البكتيريا في الأمعاء و تسبب أعراضا مثل الانتفاخ والغازات وآلام البطن المرتبطة بمتلازمة القولون العصبي، لذلك ينصح الأخصائي بتجنب الأطعمة الغنية بـ«الفودماب»، بهدف تخفيف هذه الأعراض وتحقيق الراحة للجهاز الهضمي.
ومن أجل تسهيل عمل الأمعاء و تقليص الانزعاج الهضمي، يوصي الدكتور ماحي، بإتباع بعض التدابير الصحية و الغذائية، منها أخذ الوقت الكافي لتناول الطعام و مضغه جيدا، لأنه يسهل عمل الهضم للأمعاء، والحرص على تناول ثلاث وجبات رئيسية في اليوم، وتجنب تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل، وتفادي شرب الماء المثلج والمشروبات الغازية ، وكذا التقليص من الدهون، لأنها تتطلب عملية هضم طويلة.
و يستحسن اختيار قطع اللحم و الأسماك الخالية من الدهون و تجنب الأطعمة المقلية و الأطباق الغنية بالصلصة أو الكريمة، والاعتماد على المواد و المكونات الطازجة عند إعداد المأكولات المحلية.
كما ينصح المتحدث بالتقليل من شرب القهوة والشاي، و تجنب العلك والحلويات و الأطعمة المخمرة ، لأنها تعزز أعراض القولون العصبي، و تجنب الأطعمة من عائلة الملفوف أو البقوليات، و كل المأكولات التي تهيج الأمعاء، مثل البصل والثوم،  فرغم أنها لا تسبب متلازمة القولون العصبي ، إلا أنها يمكن أن تحفز أعراضه.
و يدعو من جهة أخرى إلى ممارسة بعض الأنشطة الرياضية، لأنها تساعد على تخفيف الأعراض المزعجة، مثل المشي أو ركوب الدراجة أو السباحة، كما أن التمارين الرياضية تقلل من التوتر ، و هو العامل الذي يؤدي إلى تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى