تبدع ابنة قسنطينة، الحرفية فهيمة شلي، في تصميم الشموع، بعدة أشكال مستوحاة في الغالب من الطبيعة، ثم تتفنن في تلوينها و تزيينها و تعطيرها، خاصة بعد أن لاحظت أن تجارة الشموع تعرف رواجا كبيرا في الفترة الأخيرة، و تستعمل في الديكور المنزلي، وفي المناسبات المختلفة،على غرار شهر رمضان.

    لينة دلول

النصر التقت بالحرفية الشابة مؤخرا خلال فعاليات المهرجان الوطني للأنامل الذهبية و إبداعات المرأة بقصر أحمد باي بقسنطينة، و قد لاحظنا إقبال الزوار على الشموع التي كانت تعرضها بطريقة مبتكرة.
تعلمت قواعد الحرفة من فيديوهات يوتيوب  و أضفيت عليها لمستي
أوضحت فهيمة في حديثها مع النصر،  أنها قررت التوقف عن الدراسة بالطور الثانوي، و التوجه إلى الحياة المهنية، فعملت في البداية في مطبعة و أحبت عملها، ثم تأثرت بالفيديوهات التي كانت تتابعها عبر موقع يوتيوب حول قواعد و أسس صنع الشموع، فقررت قبل ثلاث سنوات، التخصص في هذا المجال.
 ورغم أنها تتقن الطباعة على الزجاج و القمصان، إلا أنها اختارت أن تتخذ من صنع الشموع، هواية و فنا و حرفة في نفس الوقت.
 بخصوص التقنيات التي تعتمد عليها في هذا المجال، قالت فهيمة إنها تشتري مادة الشمع و تقوم بإذابتها، ثم تقوم بصبها في قوالب، و تضيف لها مكونات أخرى، كالعطور و الألوان.
و أشارت إلى أنها تستخدم كمواد أولية، أو على شكل إضافات، لصنع الشموع المعطرة، الشمع الطبيعي الخام، كشمع النحل، أو شمع الصويا، و يمكن أيضا استخدام الشموع القديمة نصف المستخدمة، أو شموع نصف متكسرة لا يمكن إشعالها، ثم تمزجها بمادة الكريستالين، و حمض الشمع، و تضع الفتيلة.
مشيرة إلى أنها أصبحت  تتفنن في صناعة الشموع، و تضيف لها لمستها الخاصة، فتختار القالب المناسب لسكب الشّمع به، بعد تحضيره، إضافة إلى اختيارها الموفق لبعض العطور، ثم مزجها بالألوان المناسبة، بطريقة مبتكرة، مشيرة إلى أنها أصبحت تضيف مكونات أخرى لتزيين شموعها كالإسمنت و الزجاج، و كل ذلك، وفق رغبة الزبون، لتصميم شكل جميل يعجبه. و أكدت الحرفية أن المنتج الشمعي، أصبح يساعد في إضفاء قيمة جمالية و لونية، كما أن أشكالها الجديدة، تساعد في سهولة تسويقها و تعدد استخداماتها.
و أكدت لنا أنها تجني ربحا ضئيلا من بيع الشموع، إلا أن الزبائن الذين يريدون اقتناءها يرون سعرها مرتفعا.
الإقبال على اقتناء الشموع
لتزيين موائد رمضان
ذكرت المتحدثة الشابة أن الإقبال على شراء الشموع، يزيد خلال شهر رمضان، فبعض المواطنين، حسبها، يفضلون الإفطار على ضوء شموع الزينة، و يزيد الإقبال عليها في المناسبات العائلية، كالأعراس و العقيقة و الختان. و أضافت أن للشموع المعطرة جمالية خاصة، لهذا تستخدم في مناسبات كثيرة، و يتم وضعها في أحيان كثيرة كمنحوتة تشكيلية في زوايا المنزل، لتضيف للبيت أناقة و زينة مميزة، فلها إيقاعها الخاص الساحر المرتبط بالأجواء الجميلة، حتى أنها تعتبر جزء من ديكور المنزل، تزيده انتعاشا وهدوءا ، خاصة تلك التي تفوح منها روائح الفانيليا والفواكه و الورود و مختلف الأزهار.
و تابعت الشابة أنها أصبحت تروج لمنتجاتها في الفضاء الافتراضي، لأن هذا النوع من الترويج أصبح ضروريا لتحقيق النجاح و الشهرة لعلامتها التجارية، مشيرة إلى أن هذا النوع من الترويج يبدو معقدا بعض الشيء في البداية و يتطلب الالتزام بتقديم الكثير من التفاصيل لتسويق المنتجات، حسبها، لكنه في غاية الأهمية و ساعدها كثيرا في تطوير حرفتها.
وفي ذات السياق تحدثت الحرفية عن دور المعارض، مؤكدة  أنها تفضلها و تعتبرها من أهم الوسائل الترويجية بالنسبة للحرفيين، إذ تساهم بشكل كبير في ترقية الحرف و رفع المبيعات في نفس الوقت.
و ترى أن بيع الشموع كان مزدهرا في السنوات السابقة، إلا أنه تراجع، على غرار مختلف النشاطات الاقتصادية و التجارية و الحرفية عبر دول العالم من بينها بلادنا، بسبب جائحة كورونا، و تتوقع أن تستعيد حرفتها مكانتها سريعا.                           ل. د

الرجوع إلى الأعلى