حذّرت نقابات التربية الوطنية وجمعية أولياء التلاميذ الآباء من الضغط على الأبناء بسبب نتائج شهادة البكالوريا المزمع الإعلان عنها قريبا، ودعت إلى التعامل معها بموضوعية وحكمة، وأكدت بأن الضغط قد يدفع بالتلميذ إلى «الانتحار أو الاختفاء».
لطيفة بلحاج
شدد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد على ضرورة التعامل مع نتائج امتحانات شهادة البكالوريا التي ستعلن عنها وزارة التربية الوطنية خلال هذه الأيام بحكمة، وفي إطار التقيد بمبادئ علم نفس الطفل، لتفادي تسجيل حالات انتحار أو هروب من البيت أو اختفاء بسبب الإخفاق.
ونصح المتدخل الأولياء بمسايرة الأبناء واستقبال النتائج بموضوعية، لأنها تعتبر مرآة عاكسة لما حققه التلميذ من نتائج خلال العام الدراسي، رافضا انتظار المعجزة، كما دعا إلى الحرص على تحري الحقيقة ومعرفة أسباب الرسوب، لا سيما وأن امتحانات البكالوريا تخص فقط المواد الأساسية خلافا للامتحانات الفصلية التي تشمل أيضا المواد الثانوية.
وأكد خالد أحمد بأن دور الآباء يجب أن يظهر خلال العام الدراسي، بمرافقتهم وتأطيرهم، عوض تأنيبهم بسبب سوء النتائج المدرسية، مذكرا بما قامت به الجمعية التي يرأسها خلال السنة من أجل توفير دروس الدعم للتلاميذ المعوزين، في إطار المرافقة البيداغوجية النفسية للمقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية.   
وأوضح من جانبه الناطق باسم النقابة الوطنية لعمال التربية جهيد حيرش بأن النتائج هي مرحلة عادية تعقب أي امتحان، مؤكدا تحفظه على مقولة «في الامتحان يكرم المرء أو يهان»، لأن الأمر لا يتعلق حسبه لا بإكرام ولا إهانة، بل بخلاصة جهود وعمل خلال الموسم الدراسي. ويعتقد المصدر بأن المجتمع يؤثر إلى حد كبير على طريقة تلقي النتائج المدرسية، لا سيما الامتحانات الرسمية، على رأسها شهادة البكالوريا التي تحولت إلى هاجس بالنسبة إلى غالبية الأسر، في حين أنه ينبغي تلقي النتائج بذكاء، لأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد امتحانات وفقط.
ويرى الناطق باسم النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية بأن النجاح ليس مرهونا بالفوز بشهادة البكالوريا، فهناك العديد من الفرص التي تضمن لمن يغتنمها النجاح في الحياة العملية، مؤكدا بأن الدور الآن يقع على الآباء، بعد الجهد الذي قام به الأساتذة في العام الدراسي في تأطير التلاميذ بيداغوجيا ونفسيا.
وحذر المصدر من الضغط على الأبناء بسبب عدم تحقيق النجاح وافتكاك شهادة البكالوريا، أو الحصول على معدل غير مرتفع، يخالف الأحلام والأماني التي بناها الآباء، ودعا إلى التعامل بحذر مع التلاميذ وتفادي الضغط عليهم. ويتفق الأستاذ جهيد حيرش مع رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد في أن نتائج الامتحانات الرسمية تعكس مستوى التلميذ، قائلا إن كل ولي يعرف قدرات ابنه وما يستطيع تحقيقه من نتائج، كما أن التلميذ يدرك جيدا ضعفه وقوته، لذلك لا يجب انتظار المفاجآت.
وأضاف المتحدث بأن أكبر خطأ يقع فيه الأولياء مقارنة نتائج أبنائهم مع الغير، معتقدا بأن الآباء الذين يمارسون الضغط على أبنائهم من أجل تحقيق التفوق، إنما يسعون إلى تحقيق ما عجزوا عن الوصول إليه، في حين أن لكل تلميذ شخصية وطموح وإمكانيات.
ودعا من جهته رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة إلى ضمان المرافقة النفسية للتلميذ بدل الضغط عليه، مع تشجيعه على تحقيق ما هو أفضل، لأن من يخفق في شهادة البكالوريا يمكنه خوض مجالات عدة، كالقيام بتربصات وتكوينات لتنمية مهاراته وطاقاته في المجالات التي يميل إليها.
وانتقد المتدخل بشدة الأولياء الذين يرهنون النجاح في الحياة العملية بالدخول إلى الجامعة، بغية التفاخر أمام الأهل والأقارب، قائلا ليست الشهادة فقط من تصنع النجاح، وأن المسؤولية الكاملة تقع على الآباء، عبر مرافقتهم الأبناء طيلة العام الدراسي، وتحضيرهم لتلقي النتائج.   

الرجوع إلى الأعلى