تجمع الطالبة أليزا أريج حليمي، بين تخصص طب الأسنان والموسيقى، وعلى غير العادة تبدع الطالبة في العزف على هذه الآلة التي كانت حكرا على الرجال وتجيد عزف ألحان المالوف بريشة فنانة متمرسة، ما جعلها تبرز في الساحة الفنية القسنطينية.
تقول أريج، أن حبها للقانون ولد وهي في سن الثامنة وأنها تعلقت بهوايتها وقررت تطويرها، فكانت تشاهد رفقة جدتها حفلات أم كلثوم على يوتيوب، وتستمتع بالاستماع إلى عزف القانون، الذي شد انتباهها بتميزه عن باقي آلات فرقة التخت الشرقي، فاختارته ليكون شراعا تحلق به في بحر الموسيقى الواسع، و هكذا بدأت في تعلم العزف عليه بمفردها، عن طريق العمل الجاد والمثابرة، مؤكدة، بأنه ما زال أمامها طريق طويل تقطعه لكي تصل إلى إتقان اللعب على أوتار القانون كما تريد، مضيفة، بأنها الآن تنشط مع جمعية نسائم الأنس، مع ذلك فإنها كثيرا ما تنشر مقاطع لعزفها المنفرد على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتقول الطالبة إن العزف على القانون هواية ترغب في معرفة كل أسرارها، لكنها تؤكد حبها لتخصصها طب الأسنان فهو الأساسي والأهم بالنسبة لها، مؤكدة بأنها متفوقة فيه وغالبا ما تحتل المراتب الخمس الأولى على مستوى دفعتها.
وعن المقامات التي تجيد عزفها على القانون، تؤكد بأن ريشتها تداعب كل الأوتار، مع ذلك فهي تفضل كثيرا أنغام ومقامات المالوف القسنطيني، وقد سبق لها وأن تحصلت على المرتبة الأولى، كأحسن عازفة على القانون ضمن فئة الشباب، خلال الطبعة الثانية، للأيام الوطنية للموسيقى الأندلسية بولاية ميلة.
وتضيف صاحبة 23 ربيعا، بأن الجمع بين تخصصي الموسيقى والطب صعب جداً، ففي العادة تمنح لآلة القانون ساعتين كل أسبوع، لكن ضغط الدراسة قد يبعدها عنها لشهر كامل أحيانا، خاصة وأنها قد تخضع لثلاثة اختبارات أسبوعيا.
وعن جمهور آلة القانون في الجزائر تؤكد أليزا أريج أن هذه الآلة لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي في بلادنا عكس المشرق العربي، بدليل أن عدد عازفيها كان قليلا جدا، لكنها أصبحت محبوبة مؤخرا، وزاد عدد عشاقها بفضل فيديوهات العزف المنفرد التي تقدم صورة إيجابية عن الآلة و سحر أوتارها، حيث تدعوا جمهورها على المنصات التفاعلية، إلى التعليق بطريقة بناءة على موسيقاها و تقديم التوجيه والنصح بما يسمح لها بالتقدم و خدمة الذوق العام، خصوصا وأنها الوحيدة في مجالها حاليا على مستوى الولاية، وقد تطلب منها الحصول على الآلة جهدا كونها لم تكن متوفرة في الجزائر حينما بدأت العزف.
عبد الناصر سليخ

الرجوع إلى الأعلى