يواجه حماة البيئة و الحياة البرية بقالمة، تحديات كبيرة للحد من زحف المطاط الأسود الذي اكتسح الحقول الزراعية و الغابات و الأدغال، في انتهاك صارخ لقوانين حماية البيئة و الصحة و الأراضي الزراعية.     
و تعد العجلات المطاطية المستعملة بمثابة خطر بيئي داهم، لم تتمكن معه الهيئات ذات الصلة بالبيئة و الزراعة و الصحة، من التصدي له و تجفيف منابعه التي تبدأ من ورشات إصلاح العجلات، التي تعد المصدر الرئيسي للمطاط الأسود الذي يعمر مئات السنوات في الوسط الطبيعي قبل أن يتحلل تاركا سموما خطيرة.
و يعتقد الكثير أن وجود العجلات بالوسط الطبيعي يعد بمثابة إنذار بإمكانية اندلاع الحرائق في فصل الصيف، كما تقول محافظة الغابات بقالمة، و التي تبذل جهودا حثيثة لتنظيف الوسط الطبيعي من العجلات المطاطية المستعملة، حيث يتم التخلص منها ليلا على ما يبدو، بعد أن تظل مكدسة بورشات إصلاح العجلات، في ظل تراجع صناعة الاسترجاع التي تعد الحل الجذري لهذه المشكلة البيئية المتفاقمة.
و بالرغم من وجود مركز لردم النفايات الصلبة بقالمة، يمتلك قدرات استقبال كبيرة للعجلات المطاطية المستعملة، فإن انتشارها بالوسط الطبيعي و حتى الحضري مازال مستمرا، و بدأ يتحول إلى مشكلة بيئية و صحية بمرور الزمن. و تعمل فرق الدرك الوطني و الغابات و البيئة و البلديات، على رصد مفارغ المطاط الأسود بالوسط الطبيعي، في محاولة للإيقاع بالأشخاص المنتهكين لقوانين حماية البيئة و الصحة، و تنظيف هذه المواقع من خلال شحن العجلات المطاطية المستعملة إلى مواقع الجمع و التحويل. و كانت آخر عملية تنظيف تلك التي جرت مؤخرا بإحدى الأحراش و الغابات الواقعة ببلديتي بن جراح و بلخير، أين تم اكتشاف مفرغة سرية للمطاط الأسود، لكنه لم يكشف حتى الآن عن مصدر العجلات المطاطية، و الأشخاص المتسببين في إلحاق الأذى بالطبيعة و الحياة البرية بالمنطقة.                       فريد.غ    

الرجوع إلى الأعلى