أنهى مؤخرا، شباب من بلدية نقرين بولاية تبسة، العمل على فيلم وثائقي عن تضحيات و نضالات أهل المنطقة أثناء الاستعمار، و اختاروا له عنوان « ثورة نقرين»، وقد أنجز بإمكانيات بسيطة و عن طريق تمويل شخصي و ذلك بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى 68 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.
فكرة العمل تعود حسب أصحابه، إلى ذلك المزيج بين قصص الأجداد عن الكفاح و ما تعلمناه في المدارس عن صمود و تضحيات و بطولات الشعب الذي قدم للثورة مجاهدين و شهداء ضحوا بالنفس والنفيس كي يحيا الوطن، و ركز الوثائقي، على نقل الأحداث التي عرفتها منطقة نقرين، و ما عناه الشعب هناك بسبب ويلات الاستعمار، وكيف ثار المواطنون الأحرار ضد الطغيان و التحقوا بالكفاح المسلح حيث أعادت  بعض المشاهد تصوير عمليات فدائية أرعبت المستدمر الغاشم   فكانت النتيجة فيلما وثائقيا، جسد حقيقة الوضع الذي عاشه السكان.                                                                             
وحسب المخرج  الشاب” صالح سعودي” والمصور الموهوب “عمار عزوزة” ، فإن العمل أنجز بوسائل بسيطة، وتمت صناعة الأسلحة المستعملة في محاكاة المعارك يدويا وبمجهود جماعي، حيث تروي الأحداث قصة رجل مسن، يحكي لحفيده تفاصل ما عاشه سكان نقرين بجنوب ولاية تبسة، من معاناة ومآسي وقتل وتشريد أثناء الاستعمار الفرنسي، إذ تعود بعض المشاهد إلى القصر القديم في المنطقة، ويشارك في عدد منها شباب هواة من أهل البلدية، حيث قال المخرج  أن العمل على الوثائقي جاء صدفة، وهو نتاج رغبة جماعية لعدد من الشباب في تكريم تضحيات أجدادهم إبان الاستعمار، ولذلك فإن المشروع بسيط و أنجز بأقل ميزانية ممكنة بالاعتماد على الألبسة المستعملة و كاميرا عادية و قد أعاد مع ذلك إحياء البيئة عن طريق محاكاة الديكور القديم و تصوير الأحداث كما هو مذكور في كتب التاريخ، وهي تجربة يأمل أن تتبعها تجارب أخرى.   للإشارة، فقد سبق للمخرج الشاب، العمل قبل سنوات على فيلم آخر بعنوان “ نهاية خط موريس”، تزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى 63 لاندلاع الثورة، وهو عمل  يتحدث عن محطة هامة من تاريخ الثورة التحريرية «خط شال وموريس» الذي أقامه الجيش الاحتلال الفرنسي على الشريط الحدودي  مع تونس شرقا و مع المغرب في الجهة الغربية من الوطن، لتطويق الثورة وعرقلة التنقل و دخول الأسلحة  إلى المجاهدين عبر الحدود، و أظهر هذا الشاب من خلال الشريط الذي مدته نصف ساعة، إصرار الثوار على خرق هذا الحاجز الجهنمي، و دحر محاولات  المستعمر لإخماد الثورة، مبرزا عملية اختراق الخط من طرف المجاهدين، الذين نجحوا في اجتياز  الحاجز وقضوا بذلك على أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر.                                             
 ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى