يعتبر الأرق و اضطرابات النوم بعد نهاية شهر رمضان، من المشاكل التي يعاني منها معظم الأشخاص خاصة الذين تعودوا على السهر إلى غاية السحور، إذ يجد هؤلاء صعوبة كبيرة في العودة إلى حياتهم الطبيعية وضبط الساعة البيولوجية، و يؤكد المختصون أن عدم الحصول على قسط كاف من النوم يضر بالجسم.
أوضح المختص في الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش، أن اضطرابات النوم والأرق وصعوبة العودة إلى الحياة الطبيعية المتعلقة بساعات النوم من بين المشاكل الصحية الشائعة التي تظهر بعد شهر من الصيام. وأشار إلى أن الكثير من الأشخاص تعودوا على الساعة البيولوجية التي ميزت الثلاثين يوما الماضية من رمضان، أين يستمر السهر إلى غاية ساعات متأخرة من الليل وحتى الفجر، و الاستيقاظ في وقت متأخر، ما يؤثر سلبا على الصحة، كما يجد هؤلاء صعوبات كبيرة في العودة إلى النظام البيولوجي أي النظام القديم الخاص بساعات النوم وساعات الاستيقاظ  العادية، لأن العقل لم يتعود على النوم ليلا طيلة شهر رمضان.
وأكد الطبيب، أن هذا المشكل شائع جدا عند فئة الشباب الذين اعتادوا على السهر حتى الفجر والنوم نهارا وبالتالي فإن العودة إلى الحياة الطبيعية ستكون لها تداعيات صحية و ستكون صعوبة جدا من ناحية التأقلم مع النمط الجديد بعد شهر كامل من النوم و الاستيقاظ غير المنتظم، مما يسبب متاعب صحية مختلفة مثل الصداع الشديد والغثيان والرغبة في التقيؤ وشحوب الوجه بدرجة كبيرة، والإرهاق الشديد وعدم التوازن وما إلى ذلك.
وقال، إن العودة إلى النمط البيولوجي القديم و ساعات النوم العادية يجب أن يكون تدريجيا، إذ يجب على هؤلاء الأشخاص الالتزام بمواعيد النوم الجديدة، مشيرا إلى أن الوقت المناسب للخلود إلى الفراش يكون بعد صلاة العشاء، و عليه ينصح بضرورة التقليل من المنبهات كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية، والابتعاد عن التدخين لأنه يؤثر على نظام وجودة النوم ويسبب الأرق، مع تجنب تناول الحلويات في الفترة المسائية  كما يدعو إلى الاهتمام بالوجبات الصحية لأن النظام الغذائي عامل مهم للنوم، ومن المهم جدا اختيار مكان هادئ بعيدا عن الضوضاء والضجيج ويجب أن تكون الإضاءة ضعيفة.
كما أكد على ضرورة الخلود إلى النوم مباشرة عند الشعور بالنعاس، لأن تأخيره سيلغي حاجة الجسم إليه وبالتالي يصاب الشخص بالأرق وسيعاني بعد ذلك كثيرا. و ينصح بتجنب النوم في الصباح خلال الأيام الأولى من العيد، ويفضل أخذ قيلولة لساعة أو ساعتين فقط حتى يتعب الجسم في الساعات اللاحقة و يحتاج إلى الراحة والنوم خلال الفترة المسائية.
وأضاف، بأن الإنسان تعود على الاستيقاظ في وقت السحور دون منبه، ولذلك إذا شعر بالجوع في هذا الوقت بعد رمضان، فعليه أن ينهض من فراشه ويتناول وجبة خفيفة  لتفادي الشعور القوي بالرغبة في الأكل وما يسببه من صعوبة في النوم، لأن تناول وجبة خفيفة في وقت السحور مفيد جدا حتى يتمكن من الاسترخاء.
كما ينصح بضرورة ممارسة الرياضة لأنها تساعد على النوم والعودة إلى الساعة البيولوجية العادية، محذرا من اللجوء إلى الحبوب المنومة لأن تأثيرها آني، مشيرا  في ذات السياق، إلى أن العديد من الأشخاص قد يلجؤون إلى استعمال الأدوية المنوّمة من أجل العودة إلى نظامهم القديم قبل رمضان، وهو خطأ وأمر قد تكون له انعكاسات على الصحة، لأن هذه العقاقير تسبب الإدمان  ولذلك يجب تجنبها قدر الإمكان و عدم تناولها في أي حال من الأحوال دون استشارة طبية.
 سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى