تستقطب رياضة كمال الأجسام بقسنطينة شابات، يرغبن في الحصول على قوام رشيق،  يشبه مظهر بعض الفنانات ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أكدته مدربات للنصر، أجمعن بأن هذه الرياضة صارت تستهوي فتيات، وبالأخص اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و30 سنة، وأرجعن سبب زيادة الإقبال إلى التأثر بإطلالات وحياة مشاهير، ناهيك عن انتشار قاعات الرياضة المخصصة للنساء فقط، وتغيّر نظرة المجتمع اتجاه هذا النوع من الرياضات.

لينة دلول

لطالما كانت رياضة كمال الأجسام، حكرا على الرجال وشكلت رمزا لقوة الذكور في المجتمع، خاصة وأنهم يعتبرونها السبيل الوحيد للظهور بجسم تتوفر فيه شروط الأناقة والبدانة المدروسة،  لكنها اليوم صارت رياضة شائعة لدى النساء،  نظرا لإنعكاساتها الإيجابية على صحتهن الجسدية والنفسية، وقد كشفت دراسة علمية كندية أن الإناث يتفوقن على الذكور في تحمل تمارين اللياقة البدنية بنسبة 30 بالمئة، وأنهن أكثر كفاءة وقدرة من الرجال على امتصاص الأوكسجين بـ30 مرة.
وأكد مؤلف الدراسة البروفيسور ريتشارد هيوسون، من جامعة واترلو بمدينة أونتاريو الكندية، أن عضلات المرأة تمتص الأكسجين من الدم بشكل أسرع، وبالتالي فإنهن يمتلكن القدرة على ممارسة تمارين اللياقة البدنية لوقت أكبر من الرجل وأكثر كفاءة.
«رياضة لم تعد حكرا على الرجال»
وقالت رشا شابة تبلغ من العمر 25 سنة، إنها بدأت منذ نحو سنتين في ممارسة رياضة كمال الأجسام وتقوية العضلات،  وأكدت أن ممارسة صديقاتها لهذه الرياضة شجعها على الانضمام إليهن، فيما تطمح صديقتها رانية، البالغة من العمر 35 سنة، للحصول على جسم رشيق ومثالي، لارتداء ما ينال إعجابها من مختلف موديلات الألبسة، دون الوقوع في حرج، موضحة بأنها تركز مع المدربة على أداء تمارين معينة من أجل إبراز بعض المواضع في جسمها مثل الأكتاف والأرداف.
من جهتها  تقول ريان، إن والدها كان رافضا بشكل قاطع فكرة ممارستها هذه الرياضة، إلى أن أقنعته بعد تصحيح الأفكار التي يحوزها عنها، بأن رياضة كمال الأجسام لا تشكل خطرا على صحة المرأة كما يعتقد، وتُمارس وفق تمارين رياضية مدروسة بتأطير مدربين أكفاء، موضحة للنصر، بأنها تتلقّى تدريبات في قاعة رياضية، تُشرف عليها مدربة مختصة، تحرص على التأطير الجيد وتُصر على تطبيق وبدقة طرق استخدام الوسائل الرياضية الخاصة بكمال الأجسام، التي منها ما يرتكز على رفع أوزان ثقيلة، وذلك تجنبا للتعرض لإصابات خطيرة، والتي غالبا ما تحدث في حال الاستخدام الخاطئ لتلك الآلات والمعدات.
فيما اختارت آسيا شابة عشرينية، الانضمام إلى نادي رياضي، خلال  السنة الفارطة بعد معاناتها من ضعف البنية، من أجل  زيادة وزنها والحصول على لياقة بدنية عالية، فقد تعرضت لانتقادات كثيرة بمجرد بروز تغيرات بجسمها، إلا أنها استطاعت، كما قالت، تجاوزت الأمر لبلوغ هدفها.
وترى راضية، وهي طالبة جامعية  بكلية الحقوق، ومن المولوعات برياضة كمال الأجسام، بأن هذه الأخيرة، صارت من الضروريات بالنسبة للمرأة لتحصل على بنية جسدية قوية، مشيرة إلى أن بطولات بنات الجزائر وتتويجاتهن الدولية، وسعت من طموحاتها وجعلتها تحلم بأن تشارك في منافسات محلية دولية، وتحقق ألقابا عالمية في كمال الأجسام.
* رانا رباز مسيّرة قاعة رياضة
التأثر بإطلالات وحياة مشاهير وراء تزايد الإقبال
قالت  مسيرة قاعة « اتليتيك كلوب» رانا رباز، للنصر، بأن عدد المسجلين  في رياضة كمال الأجسام في تزايد، منذ نحو ثلاث سنوات، من قبل الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و30سنة، مشيرة إلى أن  هذا النوع من الرياضة يرفع معدل الأيض لدى الفتيات على مدار 24 ساعة في اليوم، ويغير مظهرهن.
وأشارت المتحدثة، إلى أن النساء أصبحت لديهن خلفية معرفية عن كيفية ممارسة رياضة كمال الأجسام، وبأن قواعدها الرياضية تختلف عند التطبيق حسب الجنس، لأن عضلات الرجال تتميز بالقدرة السريعة على البناء عكس النساء، مضيفة أن دوافع النساء لممارسة مختلفة، فمنهن من تسعى للحصول على جسم ممشوق،
فيما هناك فتيات غايتهن تحسين المزاج والحفاظ على صحتهن وممارسة رياضة غير شائعة وسط الفتيات المحبات للرياضة، وأخريات لا يهمهن التخصص الرياضي الذي يمارسنه بقدر سعيهن لإيجاد فضاء مناسب لتحسين مزاجهن وتكوين  علاقات صداقة وتغيير نمط الحياة الاجتماعية. وعن الدافع الذي ساهم في تزايد الإقبال، تقول محدثتنا، إن نسبة كبيرة من الفتيات اللواتي يمارسن هذه الرياضة على مستوى قاعتها، متأثرات  بإطلالات مشاهير وفنانات هوليوود، اللواتي يستعرضن عضلات أجسامهن مثل مادونا وسارة جيسيكا باركر وغيرهما، كذلك عرض طبيعة عيشهن ونوع النشاط الرياضي الذي يمارسنه، حيث روجن لهذه الرياضة وغيرن النظرة السائدة عنها. ونوهت الشابة، بأن البحث عن الجمال والأناقة استحوذ على اهتمام غالبية النساء بمختلف فئاتهن العمرية، ليصل في أحيان كثيرة إلى حد الهوس، وهو ما دفع العديد منهن  إلى الاعتماد على الفيديوهات التدريبية المنتشرة عبر يوتيوب لبلوغ الهدف المرجو في أقل وقت ممكن، ما قد يؤثر سلبا حسبها، على صحتهن.

* أنفال بوعون مدربة
بطلات فتحن شهية فتيات على كمال الأجسام
من جهتها أوضحت  مدربة الرياضة، أنفال بوعون، أن رياضة كمال الأجسام  تعتمد على القوة واللياقة البدنية التي تتمتع بها الفتاة، إذ حظيت مؤخرا بشعبية أكبر في أوساط النساء، من أجل تحسين شكل أجسادهن وكذلك نفسيتهن، بعدما كان الإقبال عليها محدود جدا.وأشارت  بوعون، أن النجاحات الكبيرة التي حققتها بنات الجزائر في مختلف البطولات الوطنية والعربية والعالمية سواء في كرة القدم، الفنون القتالية، وغيرها،  فتحت شهية فتيات لممارسة رياضة كانت تخيفهن، خاصة و أنها تتعارض وطبيعة جسم المرأة نوعا ما، أو بالأحرى تتطلب قوة بدنية كبيرة ونوعا من الشدة والتحضير الجسدي لأجل اكتساب المهارات،
وتقول المدربة، بأن ممارسة رياضة كمال الأجسام، تحول  في الآونة الأخيرة من عادة صحية إلى موضة عصرية، بعد انتشار قاعات الرياضة المخصصة للنساء، التي تتوفر على أحدث المعدات والأجهزة الرياضية، الأمر الذي شكل عامل جذب خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن في الحفاظ على صحتهن والحصول على جسم مشدود و ممشوق، بإتباعهن لأنماط غذائية صحية، وممارسة هذا النوع من الرياضة.
كمال الأجسام رياضة ليست خطيرة على المرأة
وقالت بوعون، بأن تمارين المقاومة في مجال رياضة  كمال الأجسام  التي تقوم بها النساء مماثلة لتلك التي يمارسها الرجال، لأن الجسم  بحسبها يحتوى على نفس العضلات، وترى  المتحدثة أن  كمال الأجسام رياضة ليست خطيرة على المرأة، بل تحتاجها من أجل القيام بمهامها اليومية بشكل جيد ودون تعب، لهذا تنصحهن بعدم التوقف عن  ممارسة الرياضة، لأنها تساعد في التغلب على ضغوطات الحياة.  وتنصح  المدربة المهتمات بممارسة هذا النوع من الرياضة، باختيار مدرب  متمكن مع متابعة نصائح مختص في التغذية، لممارستها بشكل سليم وصحي.     
 ل.د

الرجوع إلى الأعلى