يملك ممدوح جغري المهندس المعماري ابن مدينة قسنطينة، كنزا ثمينا يضمّ تشكيلة واسعة من الطوابع والأظرفة البريدية الخاصة بلعبة الشطرنج، جمعها لاعب الشطرنج ورئيس الجمعية الرياضية بقسنطينة طوال سنوات لتضم جعبته اليوم حوالي 4000 طابع بريدي من كل دول العالم، يعتبرها رأس مال واستثمارا معنويا هاما.

يولي محدثنا، أهمية بالغة لما يمتلكه في تشكيلته المحفوظة ضمن 13 مصنّفا قمنا بإحصائه عند زيارتنا له، بالإضافة إلى 3 مجلدات تحتوي على أظرفة بريدية للشطرنج وشعلات على شكل ختم خاص بحدث يؤرّخ لمناسبة في لعبة الشطرنج، حيث يهتم بما يمتلكه كما يهتم الوالد بطفله، وهو ما يبقي الطوابع والأظرفة التي يمتلكها في حالة جيّدة على الرّغم من أنّ بعضها يعود لنصف قرن، إذ يحرص ممدوح، على وضعها ضمن مصنّفات ومجلّدات طوابعية خاصة، بالإضافة إلى فتحها وتهويتها بشكل دوري كل 6 أشهر لحمايتها من الرطوبة، موضحا أنّ الورق أيضا يمرض و تنتشر عبره العدوى فيتلف سريعا، ولذلك فإنه يتبع أسلوبا دقيقا ليحمي مجموعته ويحافظ عليها.
أول جمعية للطوابعية في الجزائر
ويسرد ممدوح جغري، كيف اتقدت في نفسه شعلة جمع الطوابع البريدية في سن مبكّرة، قائلا إنّ بداياته كانت في منتصف الثمانينيات وهو تلميذ في الطور المتوسّط، يقوم بجمع الطوابع على اختلاف أشكالها وأصنافها، خاصة المتعلقة بالجزائر بالإضافة إلى تتبعّه للأخبار التي تقدّمها مجلّة خاصة آنذاك كانت تسمى «أروبي إيشيك» تتحدث عن أخبار لعبة الشطرنج ونجومها وكذا طرق اللعب، ثمّ انخرط بعدها في صفوف جمعية سيرتا للطوابعية سنة 1986، التي تمثّل أوّل جمعية للطوابعية في الجزائر تأسست سنة 1974، متأثرا بنشاط أعضائها الذين كانوا يستعرضون ما يملكونه آنذاك ويبيعون طوابعهم  في حديقة دنيا الطرائف  وهكذا زاد شغفه أكثر بين أحضان الجمعية، حيث تعلم أساليب وطرق الجمع والمحافظة على الطوابع بين زملائه من خيرة الجامعين بقسنطينة أمثال عباس بن تليس رحمه الله، و علاوة صغيري وحمزة سليم، ومع مرور السنوات أصبح محدثنا الكاتب العام لذات الجمعية.
أسّس لاعب الشطرنج و المكوّن، جمعيته الخاصة بالشطرنج المعروفة          « بالجمعية الرياضية للشطرنج قسنطينة» سنة 1990، و لا يزال نشاطها مستمرا إلى اليوم، بعدها بسبع سنوات ذهب لتأدية واجبه الوطني العسكري، وهناك التقى أحمد العروي، في الجزائر العاصمة، وهو رجل يقول عنه ممدوح « إنّه أكبر جامع للطوابع في إفريقيا»، حيث انبهر بما رآه عنده  من مجموعات خاصة بطوابع الشطرنج وفي ذلك الوقت اتّخذ قراره بتسخير وقته لجمع تشكيلة واسعة منها و من كل ما يتعلّق بها.
أقدم طابع في تاريخ اللعبة
يمتلك ممدوح ضمن مجموعته طوابع بريدية و أظرفة خاصة بالشطرنج من مختلف دول العالم، تعود لغالبية المسابقات والتظاهرات المعروفة، من بينها أقدم طابع بريدي في التاريخ خاص بالشطرنج يعود للألعاب البلقانية سنة 1947 ببلغاريا، تحصّل عليه من عند أحمد العروي سنة 2000، بالإضافة إلى أقدم طابع في الجزائر للشطرنج صدر سنة 2004 بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الاتحادية الدولية للشطرنج، بعد إلحاح منه وتقديم عدّة طلبات لمؤسسة بريد الجزائر لبرمجته ضمن الطوابع التي ستصدر في السنة ليحصل عليه في النهاية، وهو عبارة عن رقعة شطرنج عليها قطع مصفوفة بالوضعية الأصلية عند بداية اللعبة، وهو الوحيد في العالم المصمّم بهذا الشكل حسبه.
ولفت ممدوح إلى أنّ هذا النوع من طوابع الشطرنج هو الوحيد الذي تمّ إصداره في الجزائر، كما كشف أنّ الطوابع البريدية أو ورقة الطوابع التي تحتوي على مجموعة بأكملها والتي لا تتشكّل من نهايات مسنّنة أو مرخّمة، تعدّ أغلى قيمة من نظيرتها المسنّنة، حيث أكّد أنّ الطابع الجزائري للشطرنج له 4 نسخ على مستوى العالم يحوز هو على 3 منها، ويمتلك جغري  بين مجموعته كذلك، طوابع مغلّفة بمادة الذهب والفضّة بعضها يعود إلى بلاد إفريقيا الوسطى، قد تصل قيمة الواحد  إلى 300 أورو، و تضمّ رمز الكشافة، و حسبه، فإنّ للكشافة علاقة وطيدة بلعبة الشطرنج، ذلك لأنّ الكشاف عند تنقلاته وتخييمه يمارس اللعبة.
وتروي الطوابع البريدية وأظرفة الشطرنج محطات تاريخية، حيث أكّد أنّ من المهتمين من يدرسها ويتفحّصها باستعمال المنظار، كما نوّه أنّه استغرق سنوات طوال لتشكيل مجموعته، حيث عمل في سبيل تحقيق ذلك أحيانا على الشراء والمقايضة أيضا، نظرا لتوفر مواقع خاصة يتصفحها باستمرار وتعدّ من بين المصادر التي يتحصّل من خلالها  على الطوابع على غرار «فري تامب كاطالوغ»، و «سيام ستامبس إيكسشانج»، بالإضافة إلى جمعية الصداقة للشطرنج الفرنسية، والتي تعنى بطوابع الشطرنج، حيث يرى ممدوح، أنّ جمع الطوابع البريدية للشطرنج أكبر من هواية بالنسبة له لأنّها في نظره استثمار، مثل من يستثمر أمواله في شراء العقار أو الذهب، و يقول إنّ قيمة مجموعته تقدّر بمئات الملايين.
إسلام. ق

الرجوع إلى الأعلى