تستقطب حديقة الألعاب « فاميلي لاند» بجيجل، عائلات من كل ربوع الولاية، وتعد مقصدا رئيسيا للباحثين عن المتعة والترفيه رغم أن المرفق جديد نوعا ما و لم يدخل حيز الاستغلال إلا مع نهاية موسم الاصطياف، مع ذلك فإن مستوى التجهيز ونوعية الألعاب التي يتوفر عليها ضاعفا الإقبال عليه و حولاه إلى مقصد للصغار والكبار أيضا.

الحديقة عبارة عن استثمار خاص، أنجز مؤخرا على مستوى منطقة التوسع السياحي «بتاسوست»، وقد سمح بزيادة الحركية في المنطقة و استقطاب العائلات بشكل كبير، خصوصا خلال نهايات الأسبوع، حيث تتوفر فاميلي لاند كما تسمى، على ألعاب كهربائية ووسائل و تجهيزات للترفيه منها ما هو مخصص للكبار ومنها ألعاب للأطفال و أخرى جماعية أو عائلية، و الجميل في الفضاء هو كونه مغطى و متعدد الخدمات، بحيث يتسنى لزواره الاستمتاع بأوقاتهم حتى خلال الطقس الماطر والأيام الباردة، إذ تعرف منطقة التوسع السياحي توافدا ملحوظا منذ بداية فصل الشتاء، عكس ما كان عليه الوضع في السابق، وهو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا إلى الحديقة، أين وقفنا على عدد كبير من المركبات القادمة من عديد الولايات والمركونة على مسافة معتبرة على الطريق الوطني رقم 43، و تحديدا قبالة القطب الجامعي تاسوست، وهو مشهد لم تعهده المنطقة قبل الآن خصوصا في فصل الشتاء.
ألعاب تجمع الصغار و الكبار
واصلنا السير على الأقدام باتجاه موقع الحديقة الجديدة، وذلك بالنظر إلى حركة المركبات و صعوبة الركن، توجهنا بداية  إلى الفضاء الخاص بالإدارة، أين رحب بنا القائمون على المنشأة وأكدوا بأن التوافد يبلغ ذروته في نهاية الأسبوع، و من الممكن تقدير حجمه بالوقوف عند المدخل المخصص للزوار حسبهم، حيث يبدو جليا بأن المرفق نظرا لكون غالبية القادمين إليه من العائلات والأطفال، وقد استمرت الحركية طوال فترة تواجدنا في الحديقة رغم تساقط الأمطار و انخفاض درجات الحرارة.
فور دخولنا إلى المستودع الكبير تغير الجو وارتفعت الحرارة كان المكان مكتظا عن آخره، وقد تميزت الأجواء بالحيوية والمرح خصوصا مع وجود عدد معتبر من الألعاب الجديدة التي تنفرد بها الحديقة و التي تضمن المتعة لكل الفئات العمرية.
سعر التذكرة 500دج، تسمح لحاملها بتجربة 6 ألعاب كاملة، وهو مبلغ اعتبره الزوار مقبولا وفي المتناول، مقارنة بنوعية الألعاب و طبيعة الاستقبال و التفاعل في  الفضاء الجديد، وقال مواطن، إن الحديقة متنفس حقيقي للعائلات خلال الشتاء معلقا« في السنوات الماضية كنت أجد صعوبة في إيجاد مكان للأطفال و العائلة نقضي فيه سويعات من الراحة خلال عطلة الأسبوع، لاسيما عند تساقط الأمطار و الأجواء الباردة، و قد كنت في مرات عديدة أتوجه يوم الجمعة إلى ولاية سطيف، للاستمتاع رفقة أبنائي في فضاء اللعب المغلق، المتواجد بالمجمع التجاري الكبير الذي تتوفر عليه المدينة، أما الآن فلا أبتعد كثيرا لأحظى أنا وعائلتي بالمتعة وذلك بفضل الحديقة الجديدة، التي تستوعب الجميع وتتيح لنا فرصة الخروج حتى في الأيام الماطرة» وأضاف المتحدث قائلا « إنه مكان ممتع  للغاية ومناسب للعائلات و مكيف بشكل جيد ليستقبل الزوار في كل الفصول، بفضل الفضاء المغلق و الحديقة المفتوحة».
وأضافت سيدة كانت رفقة عائلتها، أنها سعدت بالمرفق الجديد الذي تدعمت به الولاية، وقالت إن الحديقة تتميز بمواصفات عالية و بديكورات رائعة و بطابع عائلي، و اعتبرت بأن أكثر ما يصنع الاستثناء في هذا المشروع هو فضاء اللعب الداخلي المغلق، الذي لا يقيد الحركة و يسمح باستقبال الزوار طوال الشتاء مهما كانت حالة الطقس.
وذكرت، بأنها كانت تجد صعوبة كبيرة في البحث عن مكان لقضاء الوقت خلال عطلة نهاية الأسبوع بسبب الأمطار والأجواء الباردة، لكن « فاميلي لاند»، صارت عنوانا قارا للقاء أفراد العائلة الكبيرة أحيانا.
يتوفر الفضاء المغلق على العديد من الألعاب الجديدة و النادرة الموجهة لمختلف الفئات العمرية، حيث يمكن للوالدين الاستمتاع رفقة أبنائهما بلعبة أو أكثر، وقد وقفنا خلال جولتنا في المكان على تجهيزات عالية الجودة، بينها ألعاب تم تركيبها لأول مرة في الولاية، منها ما يصنع الفرجة بفضل المؤثرات الصوتية والبصرية.
 تقربنا من بعض الأطفال للسؤال عن الأجواء، فعبروا لنا عن سعادتهم وأكدوا أنهم يحظون بكثير من المتعة، خصوصا وأن بعض الألعاب مختلفة و تقدم تجربة مختلفة ممتعة مقارنة بما هو متوفر في فضاءات اللعب و الترفيه الأخرى، خصوصا ما تعلق حسبهم بألعاب الفيديو و الألعاب الإلكترونية.
و ذكرت سيدة، بأن الفضاء الجديد الممتع يضم ألعابا تناسب الجميع وتضمن المتعة للصغار و الكبار، معلقة «تحوز الحديقة على ألعاب استثنائية كنا نراها في التلفاز فقط، وهذه أول مرة تتاح لنا فرصة تجربتها، ولعل ما يصنع خصوصية المكان هو مستوى التجهيز العالي و وفرة ألعاب لا توجد حتى في ولايات كبرى أخرى، ناهيك عن أن الفضاء مجهز كذلك بأماكن للراحة و الجلوس بهدوء وهو بذلك مكسب حقيقي للولاية ولسكانها».
قابلنا كذلك، أفراد عائلة من ولاية برج بوعريريج، قالوا لنا بأنهم فضلوا زيارة جيجل خلال عطلة نهاية الأسبوع لقضاء الوقت في الحديقة التي سمعوا عنها من أقارب لهم، وقد انبهروا فعليا بمستوى التجهيزات و نوعية الألعاب و بتنوع الخدمات المتاحة، كما اعتبروا الأسعار مقبولة و في المتناول سواء في الفضاء الداخلي أو في الحديقة الخارجية المفتوحة التي تناسب الأجواء الصيفية والربيعية أكثر.
محدثونا قالوا، إن أكثر ما يشعرهم بالارتياح في الحديقة هو توفر الأمن  داخلها وخارجها، ما يحول دون المضايقات أو السرقات           ويكرس الطابع العائلي للمرفق، بالإضافة إلى وجود أكشاك لبيع ألذ و أشهى المأكولات، بالإضافة إلى توفر مصلى للنساء وآخر للرجال، ناهيك عن العديد من الألعاب الضخمة التي تزين المساحة الخارجية على غرار مجسم السفينة، كما أن المكان واسع وجميل و مريح جدا وقريب من البحر.
مشروع سمح بتشغيل شباب المنطقة
حسب عبد المالك العيساني، صاحب المشروع و مالكه، فإن «فاميلي لاند» تعد حلم طفولة استطاع تحقيقه، ورغم أنه عاش لسنوات في الجزائر العاصمة، إلا أنه أراد دائما أن ينجز المشروع في مسقط رأس والده، أين قضى طفولة تمنى خلالها لو استطاع زيارة حديقة مماثلة والاستمتاع فيها، ولذلك قرر أن تحتضن جيجل مشروعه الحلم.
 وقال للنصر، إنه قدم طلبا في إطار الاستثمار بمنطقة التوسع السياحي سنة 2015، و بعد مرور سنوات وبالرغم من العراقيل التي واجهها و الصعوبات، تمكن أخيرا من إنجاز الحديقة التي أنعشت منطقة التوسع بتاسوست، و أعادت الأمل في إمكانية تحقيق مشاريع من هذا النوع وأكثر، حيث حاول أن يوفر مرفقا مختلفا و مميزا عن طريق الاستثمار في فضائين أحدهما مغطى والآخر مفتوح، حتى يتسنى له أن يستقبل الزبائن طوال السنة. وقام المستثمر بتوفير مختلف الألعاب للكبار و الصغار، مع ضبط الأسعار لضمان الإقبال مشيرا، إلى أنه يقتحم مجال الترفيه لأول  مرة و مع ذلك فقد أقام مشروعا سمح بتوظيف عدد لا بأس به من الشباب إما في مناصب مباشرة أو غير مباشرة عددها بالإجمال 80 منصبا  وبالنسبة للألعاب فقد تم إنجازها وفق الطلب من ناحية الألوان والأحجام و بخصوصيات معينة، ومن المنتظر حسبه، أن تتدعم الحديقة بألعاب جديدة بمواصفات عالمية، ستعجب الزوار كثيرا على حد رأيه.وقال محدثنا، بأن نجاح المشروع راجع إلى عدة عوامل تتعلق بالفكرة في حد ذاتها، نظرا لنقص مشاريع الألعاب و الترفيه المماثلة و كذا تعطش العائلات لفضاءات الترفيه، بالإضافة إلى بعض التسهيلات المقدمة على غرار إنجاز محول طريق ساهم في تقريب المسافة من عاصمة الولاية إلى غاية منطقة التوسع السياحي بتاسوست، مضيفا أنه يتوجب على السلطات الولائية التدخل قصد إيجاد حل للركن و فتح حظيرة سيارات لاستيعاب الضغط الحاصل على محور الطريق الوطني رقم 43 و الذي سيتضاعف حسبه خلال موسم الاصطياف.
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى