تكتسي مناسبة المولد النبوي الشريف مكانة خاصة لدى العائلات القبائلية، فالاحتفالات بهذه المناسبة الدينية في تيزي وزو لها طابعها الخاص، حيث تُستغل للعبادة والتقرب إلى الله بتلاوة القران الكريم في المساجد و الزوايا القرآنية و كذا الأذكار و المدائح الدينية طيلة يوم كامل,
وتحضّر الوليمة أو "الوعدة" في مقامات الأولياء الصالحين و الزوايا، ليتناولها الضيوف القادمين من كل حدب وصوب، وتشكل لجان مسؤولة على إطعام الزوار.و الهدف من إقامة الوليمة في أماكن العبادة هو لم شمل العائلات وتوحيدها، حسب شيخ زاوية سيدي علي موسى، الكائنة بمرتفعات سوق الاثنين في دائرة معاتقة، حيث يلتقي الجميع حول  قصعة الكسكسي، في أجواء لا يمكن وصفها أو نسيانها، لأنها مميزة ولا تتكرر إلا في مثل هذه المناسبات الدينية. المقيمون خارج الولاية يعودون إلى قراهم في ذلك اليوم ليلتقون بالأحباب و الأصدقاء، و يتم بالمناسبة جمع التبرّعات التي تستثمر في ترميم أجزاء متضررة بعوامل الزمن والمناخ، بالمساجد و الزوايا أو مساعدة المعوزين والمحتاجين والأيتام بصدقات توزّع عليهم في مختلف المناسبات. و تطهى  البيوت الأكلات التقليدية كالبركوكس بالدجاج، أو الكسكسي باللحم المجفف و يدهن بزيت الزيتون، ويجتمع كل أفراد العائلة على طاولة العشاء كبيرا و صغيرا، كما تحرص ربات البيوت على تحضير أكلات ذات مذاق حلو في هذه المناسبة التي لا تقل أهمية عن المناسبات الدينية الأخرى، وذلك للتفاؤل بالخير و لتكون كل أيام العائلة حلوة، ومن بين هذه الأكلات الفطائر المعسلة و العصيدة المتكونة  من الدقيق والعسل و الزبدة.  و يرتبط المولد النبوي الشريف بعدة طقوس حافظت عليها العائلات القبائلية منذ قرون، و تكثر خلالها حفلات الختان التي تعد لها الأسرة التحضيرات اللازمة، إلى جانب قص شعر الطفل البالغ سنة واحدة من عمره لأول مرّة ، و في مناطق أخرى، يقوم كبير العائلة من الجد أو الجدة، بإدخال الصبي داخل قصعة كبيرة مصنوعة من الفخار لإحاطته ببركة الكبار، و تكون مملوءة بالمكسرات والحلويات والبيض المسلوق الذي يرمز إلى التلاحم و النسل اليافع و النافع.
 في حين تغتنم  عائلات أخرى المناسبة لعقد قران أبنائها، تبركا بهذه المناسبة، ويرتدي العروسان  في ذلك اليوم المميز، البرنوس الأبيض المصنوع من الصوف، فالعريس يُلبسه له والده، وتُعتبر هذه العملية بمثابة مد المشعل للابن ليكون خير خلف لخير سلف، من جهتها تقوم والدة العروس بوضع البرنوس على كتفي ابنتها، وتدعو لها بأن تكون مُصانة تحت سُلطة زوجها ومُطيعة لعائلتها الجديدة.
و تُختتم الاحتفالات بمولد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلّم في المساجد، بعد الانتهاء من صلاة العشاء، حيث يتفرغ المصلون إلى تلاوة القرآن الكريم والأذكار ومدح النبي و التضرع إلى الله، لطلب المغفرة والخير للأمة.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى