مصابة بالتريزوميا 21 تبدع في الرسم على الحرير
تنفرد الشابة فاطمة عمرون البالغة من العمر 27 عاما، المصابة بالتريزوميا 21 بعدة مواهب أهلتها للحصول على عدة شهادات رغم إعاقتها، كما تتميّز بذكاء خارق، فهي متحصلة على الحزام الأسود في رياضة الكاراتيه و شهادة في الإعلام الآلي و الرسم على الحرير  و السباحة و تشارك بمنتجاتها اليدوية في معارض عبر ولايات الوطن  بمفردها وأحيانا ترافقها والدتها.
عندما بلغت فاظمة  6 سنوات من عمرها، التحقت بالمدرسة الابتدائية  أحمد خليل في بلدية ذراع بن خدة، كغيرها من الأطفال في سنها، إلا أن الأقدار شاءت أن تغادر مقاعد الدراسة مبكرا، بسبب داء السكري الذي أصابها عندما كانت تدرس بالسنة الخامسة، و نقلت إلى مستشفى بالوى في أعالي منطقة رجاونة، بتيزي وزو،  للعلاج.
 لدى مغادرتها المستشفى واجهتها عدة صعوبات في الدراسة بسبب هذا المرض، وقالت والدة فاظمة بهذا الخصوص: "كنت أخشى على ابنتي من المضاعفات الصحية وأكثر ما يقلقني هو ارتفاع أو هبوط نسبة السكر في الدم، عندما تكون في المدرسة". و أضافت:  "اضطررت لأوقفها عن الدراسة وسجلتها بدار الشباب في ذراع بن خدة  لتتعلم حرفة، و قد نجحت في الرسم على الحرير، حيث بدأت تُبدع في صنع المخدات و الأزهار ثم الفساتين قبل أن تنتقل إلى الرسم على الأوراق"،مشيرة إلى أن موهبة الرسم ظهرت لدى ابنتها عندما كانت في المستشفى ، حيث بدأت تداعب الألوان وقد رسمت إحدى اللوحات التي لا تزال إلى غاية اليوم معلقة على جدران المستشفى كذكرى، بعدما أبهرت الطاقم الطبي الذي كان يشرف على علاجها بقدراتها الخارقة. استطردت الأم بأن ابنتها تنتابها أحيانا حالات من العصبية وهو المشكل الوحيد الذي لم تتخلص منه  إلى غاية اليوم، رغم  اعترافها بأنها لم تسبب لها أي متاعب منذ ولادتها، وتقول بأنها ذكية جدا و تتفوّق على إخوتها الأصحاء كثيرا، حيث تقوم بالتسوّق بمفردها و تميز بين النوعية الجيّدة والرديئة من السلع و لا أحد من التجار يمكنه أن يغشها في كل ما تشتريه.
و ذكرت بأنها تقوم بكل الأعمال المنزلية بمهارة ماعدا الطبخ، لأنها تخشى عليها، كما قالت، من النار أو إصابة يديها بالسكين، مؤكدة:"إنها مصابة بالسكري و أخاف أن تتعرّض لمضاعفات صحية خطيرة".  أما عن رياضة الكاراتيه، بينت السيدة عمرون، بأن ابنتها بدأت تمارس هذه الرياضة منذ كان عمرها 4 سنوات، حيث كانت ترافق شقيقتها الكبرى إلى قاعة الرياضة في مدينة ذراع بن خدة و تقلّدها على البساط ، و هو ما لفت انتباه المدرب  الذي  اقترح تسجيلها في النادي مع شقيقتها لتصبح مصارعة في المستقبل، نظرا  للقدرات التي تتمتع بها، فبحثت لها الوالدة عن لباس بمقاسها، لكن دون جدوى  لصغر سنها، و هو  ما دفعها، إلى تفصيل و خياطة بذلة رياضية  لها بنفسها  في المنزل، و بعد سنوات قليلة تحصلت فاظمة على الحزام الأسود.
و تناشد السيدة عمرون السلطات منح ابنتها فرصة لتدريب الأطفال الصغار و من ثمة تأمين مستقبلها.
وعبرت فاظمة عن أمنيتها بأن تصبح مدربة، و تعتمد على هذه الرياضة لكسب لقمة عيشها، لأنها تتقاضى حاليا المنحة الخاصة بالمعوقين و المقدرة ب 4 آلاف دج و التي لا تكفي لسد أدنى احتياجاتها.
وعن مشاركاتها في المعارض بمنتجاتها اليدوية تقول الحرفية الرياضية فاظمة،بأنها شاركت في عدة ولايات من الوطن، على غرار عنابة و غرداية و وهران والجزائر العاصمة وغيرها، وفي كل مشاركة تكرم بشهادات تقديرية، و أعربت عن فرحها بذلك و إصرارها على مواصلة الإبداع، و قالت أنه بإمكانها القيام بعدة نشاطات أخرى ذهنية ويدوية مثل باقي أقرانها.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى