أعرب عدد كبير من تجار الألبسة عن استيائهم من تدني المردود هذا الشتاء، بفعل اعتدال  جوي غير موسمي  سيطر فيه الدفء على فصل الشتاء ، لتتكدس البضائع في المخازن، و تدخل الأسواق في ركود كبير، لم تنقذه لا التخفيضات و لا آخر صيحات الموضة من القطع التي يعكفون على إبرازها على واجهات المحلات. الوضع ينطبق على مختلف الأسواق و كافة محلات بيع الألبسة بشتى أنواعها، رجالية أم نسائية و حتى ألبسة الأطفال،  حيث أن كسادا كبيرا يسود هذه التجارة التي لطالما كانت تنتعش مع كل فصل جديد، بموديلات جديدة تستقطب عشاق الألبسة و حتى غير عشاقها، الأمر الذي ألحق أضرارا كبيرة و كبد، جل إن لم نقل كل تجار هذا النوع من المنتجات، خسائر كبيرة.
رياض، بائع ألبسة نسائية بسوق الرويبة بالجزائر العاصمة، تحدث باستياء كبير»لم نبع شيئا هذا الشتاء، و كل سلعنا مكدسة في المخازن، دفء الطقس و استمرار درجات الحرارة في الارتفاع، خلفا عزوفا لدى الزبائن و أبعد أنظارهم عن الألبسة الشتوية التي دخلت بقوة هذا الموسم».
و يضيف تاجر آخر بجواره: « على الرغم من الاعتماد على التخفيضات، إلا أنها تحولت إلى وسيلة غير مجدية إلا بنسبة قليلة، حيث لم تبع أغلب القطع رغم أن التخفيضات وصلت عتبة 50 بالمائة»، معترفا بأن عددا كبيرا من المحلات التي انتعشت بالصولد، تعكف على تسويق ألبسة قديمة تعود لمواسم سابقة، كما قال.  بالمقابل كشفت جولتنا عبر بعض أسواق العاصمة في أوج مرحلة الصولد التي قلبت الموازين في بعض المراكز التجارية الكبرى، بأن تجارا كثر لم يعتمدوا هذا النمط لتصريف سلعهم، حيث يقول أحمد تاجر لألبسة رجالية، بأن بضاعة محله  تتمثل في ألبسة من آخر صيحة في الموضة العالمية وذات  نوعية  رفيعة  وهم ما منعه من اعتماد التخفيضات، و فضل الاستمرار في عرضها بأسعارها الفعلية، قائلا بأنه يفضل الاحتفاظ بها للموسم المقبل على أن يبيعها بخسارة كبيرة. احتجاب فصل الشتاء هذا العام، لم يشكل ضربة للفلاحين فقط، مثلما يقول تاجر ألبسة ، فقد قلص أيضا من عائدات و أرباح التجار، ما جعل الكثير من أصحاب المحلات يعجزون عن دفع مستحقات الإيجار الباهظة و كذا فواتير الكهرباء، فيما لجأ البعض إلى الاستغناء عن الباعة الذين تعج بهم المحلات  لتخفيف الأعباء.
و  على أمل أن يكون فصل الصيف حقيقيا ولا يتكرر ما حصل مع الشتاء ، تبقى الدمى العارضة في المحلات تتمتع بارتداء أجمل و آخر صيحات موضة ألبسة شتوية يعيش تجارها معاناة كبيرة و يجلسون على مقعد المتفرج  في سوق لم تشهد وضعا مماثلا منذ سنوات طويلة.                  إيمان زياري

الرجوع إلى الأعلى