تعرف حرفة صناعة الحلي الفضية التقليدية تراجعا لافتا خلال السنوات الأخيرة بتيزي وزو سيما بمنطقة آث يني التي تعتبر مهدا لهذا الفن التقليدي العريق و المتوارث أبا عن جد،  حيث لا يخلو أي بيت بهذه المنطقة من حرفيين في صناعة الحلي الفضية التي ترافق الجبة القبائلية ، إلا أنّ هذه الصّنعة العريقة تراجعت كثيرا بسبب إلتهاب أسعار المادة الأولية وندرتها على غرار مادة المرجان و الفضة مما تسبّب في تراجع كبير لعدد الحرفيين وعزوفهم عن هذه الصنعة وأصبحوا مع مرور الوقت يفضلون تغيير نشاطهم التجاري إلى ما يدرّ عليهم بالأموال حسب ما أكده للنّصر الحرفي نور الدين حمليل الذي التقينا به على هامش الصالون الوطني للحرف التقليدية الذي تحتضنه حديقة موحند والحاج بتيزي وزو منذ 17 ماي الجاري المنحدر من قرية آث لحسن بمرتفعات آث يني.
 محدثنا قال  بأنه اتخذ من هذه الحرفة مهنة  له لصنع ما تحتاجه المرأة من حلي بيديه وآلة تقليدية جد بسيطة تساعده على تشكيل التّصاميم، و أوضح لنا بانّ  نوعيّة الحلي التي كان يصنعها في الماضي كبيرة و كان وزنها ثقيلا، عكس ما يقوم به حاليا بسبب التهاب أسعار المادة الأولية ، حيث يضطر إلى تقليص حجمها بغرض ضمان استمرارية هذا الفن العريق مشيرا إلى أن ثمن الكلغ الواحد من الفضة يترواح بين 10 و 14 مليون سنتيم كما أن العثور على مادة المرجان أشبه بالمهمة المستحيلة ، ولتجاوز هذه العقبة فإنهم يضطرون لاستعمال المرجان الاصطناعي حيث تمكنهم هذه الطريقة من الحفاظ على قيمة و مميزات هذه الحلي ، كما طرح محدّثنا مشكل ندرة مسحوق الطلاء الخزفي بالسوق مما أدى إلى ارتفاع أسعار الحلي التي أضحت تباع بصعوبة وقال بأن إستيراده من البلدان الاروبية يكلفهم الكثير و العديد من هذه البلدان على غرار فرنسا توقفت عن إنتاجه موضحا بأن الطلاء الخزفي هو الذي يميز حلي منطقة القبائل عن حلي المناطق الأخرى من الوطن.
 عن مساره المهني يقول السيد نور الدين بأنه يتجاوز الأربعبن سنة ، حيث اتخذ من حرفته مهنة لتأمين لقمة العيش لأفراد عائلته أمّا عن عدد الحرفيين في منطقته اليوم قال بانه قد تراجع كثيرا مقارنة مع السنوات الماضية بسبب المادة الأولية غير المتوفرة والتهاب أسعارها في السوق المحلية، وعن القطع التي يقوم هو بصنعها قال بان 90 بالمائة منها مصنوعة يدويا خاصّة النّقش فهو يعتمد فقط على العمل اليدوي، ومن اكبر المشاكل الأخرى التي تعترض عمل محدثنا أكد بأنها تتعلق بالتسويق فالإقبال على الحلي الفضية تراجع مقارنة مما كان عليه من قبل عندما كانت العائلات تتهافت عليها لتختار أحسن طقم تدخره لبناتها المقبلات على الزواج .
 وقال الحرفي نور الدين أنه ينتظر فقط المعارض وفصل الصيف لتسويق منتوجاته الفضية ، إلا انّه لا يزال متمسك بصنعته بسبب حبه لها في الوقت الذي تخلى عدد كبير من الحرفيين عنها. 
 سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى