فيما كان المناعي ملح السهرة الثالثة
صابر الرباعي  يحلق بجمهور جميلة في أجواء طربية رومانسية
أوفت السهرة الثالثة بوعودها تجاه الجمهور الحاضر، و هو مزيج من  العائلات الجزائرية و التونسية، لاقتسام أجواء طربية مشرقية أصيلة و تونسية، بصوت أمير الطرب العربي صابر الرباعي القوي و الجميل، فقد حلق الفنان ذو الأصول التونسية من ركح كويكول، إلى مختلف البلدان العربية ، بتقديمه أغان لبنانية ومصرية وتونسية وخليجية وحتى جزائرية، كما نشط هذه السهرة أحد أعمدة الأغنية الصحراوية و هو الفنان عبد الله المناعي ،و كذا فنان الأغنية الرياضية و السطايفية الشبابية الشاب فارس.
في بداية الحفل اعتلى التونسي صابر الرباعي الركح، مرفقا بفرقته، ليهدي للحضور عدة  أغان تنوعت بين الطربية المشرقية والتونسية من ربيرتواره الخاص، فاستهلها بأداء الأغنية التونسية «ما شاء الله عليها» ليرحب بالجمهور و يشكره على حضوره، مشيرا بأنه تعود على الجمهور الجزائري القادم من عدة مناطق من الوطن، ليقدم بعد ذلك أغنيته المشهورة ذات الطابع الخليجي «أنت أغلى ما عندي يا حبيب الروح» ، على متن أنغام أصيلة قدمتها فرقته الموسيقية الخاصة، ثم قدّم أغنية لبنانية بعنوان «على الطاير بافهم عليك» ، فتفاعل معها الجمهور بالتصفيق وكذا الرقص، و تبعها بأداء موّال أسر به الحضور لقوة و رخامة صوته، لينتقل بها إلى الطابع المصري بأداء أغنية «يعني إيه أسيبك يا حبيبي».
تواصلت فقرة صابر الرباعي لأكثر من ساعة من الطرب و الإيداع ، حيث أهدى الحضور خلالها أيضا عزفا عذبا بأنامل حمزة و هو عضو بفرقته الموسيقية و أدى صابر الأغنية الشهيرة  «يا للا» التي استمع بها الجمهور كثيرا ، نظرا لكلماتها المعبرة و أنغامها المميزة، ثم قدم من الطابع التونسي أيضا، الأغنية الخفيفة و الرومانسية «نوكل عليك ربي»،  فصفق الجمهور له بحرارة و شاركه الغناء ، و  ضمن نفس الطابع أدى الفنان التونسي كوكتيلا متنوعا تضمن أشهر أغانيه، على غرار  «عاشق مغروم» ثم «خلوني معاها هي» ، « يا دلولة» و «مزيانة».
بعد ذلك انتقل المطرب إلى الطابع الطربي فصدح «ياعسل كلك سحر» ثم  «ببساطة يا حبيبي» ، ليقدم بعدها الأغنية التراثية الذائعة الصيت في الوطن العربي «سيدي منصور يا بابا» التي  حركت أركان كويكول وجمهورها بالرقص والغناء، و ختم فقرته بأداء «برشة برشة يا مدلل».
اعتلى الركح الفنان عبد الله المناعي، فأمتع الحضور بوصلات غنائية قادمة من عمق التراث السوفي، فأدى عدة مواويل شجية بصوته القوي، ثم غنى  «يا اللي تحبونا لاش تلومونا» على أنغام مزماره  و قدم أغنية «قالولي ماشي» التي تفاعل معها الجمهور بالتصفيق، ليقدم بعدها أغنية «بنت الخالة يا ما» ، كما حرص على إلقاء أبيات شعرية من حين لآخر، بين الوصلات الغنائية.
آخر فنان اعتلى الركح كان الشاب فارس، الذي قدّم للجمهور باقة متنوعة من الأغاني السطايفية الشبابية والتراثية بطابع عصري، و على متن أنغام آلة «المزود» قدّم موّال وأغنية «فرح الليلة ما أحلاه» للفنان الراحل سمير بلخير، فتفاعل معها الجمهور بالرقص وترديد كلماتها، و تلتها عدة وصلات غنائية سبقتها مواويل جميلة و مؤثرة ، على غرار «مريش»، إضافة إلى «بوطيبة داويني» و «مول الشاش يا حناني».
لو أسدل  الستار على السهرة ليضرب المهرجان موعدا آخر مع جمهور جميلة خلال السهرة الخامسة اليوم، مع النجم اللبناني سعد رمضان، فنان الأغنية السطايفية عماد أمير  ومؤدية الطابع العاصمي المتنوع راضية منال، إضافة إلى الشاب فارس وسمير العاصمي.                        
رمزي تيوري

قالوا عن المهرجان
عبد الله المناعي
الفنان مطالب بجلب رؤوس الأموال لتشجيع الثقافة
قال الفنان عبد الله المناعي بأن الفنان الجزائري، مطالب بجذب رؤوس الأموال الخاصة، قصد الاستثمار في الثقافة و الفن، بدل مواصلة الاعتماد على الدولة فقط، لتمويل هذا المجال المهم، مشيرا إلى أن الموروث الجزائري ثري، ينم على طاقات هامة  لم يتم اكتشافها بعد. و أضاف الفنان «نملك عادات وتقاليد ونستعمل كل الآلات الموسيقية في الغناء، على غرار «الشكوة» والمزمار إلى غاية الآلات الحديثة، كما تزخر ثقافتنا بالعديد من الطبوع، يجب علينا عرضها على الأجانب قصد تذوقها».  وأشار إلى أن بعض الأغاني التي وصلت إلى العالمية نابعة من الموروث الثقافي الجزائري، و قال بأن أغنيته «يا بنية العرجون ردي علي» ، لا تزال تصنع الحدث، حسبه.

صابر الرباعي
أبحث عن توليفة لإصدار أغنية تجمع بين الثقافتين التونسية والجزائرية
صرح صابر الرباعي بعد ختام وصلته الغنائية خلال السهرة الثالثة من مهرجان جميلة العربي، بأنه يشعر بالسعادة في كل مرة تتم دعوته من أجل المشاركة في المهرجان، قائلا «قدمت ريبرتوارا متجددا، حاولت تلبية كل الطبوع والأذواق، سواء بتقديم الأغاني التونسية أو الجزائرية  أو الطربيةّ» .
و أشار الفنان  إلى تعوده على الجمهور الجزائري الذي يبادله نفس الشعور، بدليل التجاوب معه خلال مختلف وصلاته الغنائية ، قائلا «أمضيت وقتا جميلا في جميلة».
و أضاف صابر الرباعي، بأنه بصدد البحث عن توليفة وخلطة من أجل إصدار أغنية تربط بين الشعبين الجزائري والتونسي ثقافيا وموسيقيا، لأنه وعد بذلك من قبل، و أكد «الأمر يتطلب تركيزا و وقتا وأنا بصدد القيام بذلك». و أوضح بأن برنامجه في الجزائر، يتضمن المشاركة في مهرجان جميلة، ثم مروره أمام الجمهور القسنطيني، وسيلتقي بعد ذلك بجمهوره في وهران.

فارس السطايفي
سأطرح ألبوما جديدا  في الأسواق الأسبوع المقبل
قال الفنان فارس السطايفي، بأنه ينتمي إلى جيل جديد يؤدي الأغنية السطايفية، و يسعى إلى تقديم الأفضل، و ذلك من خلال المحافظة على الموروث الثقافي لهذا الفن، مع إضفاء لمسة من العصرنة عليه.  عن جديده، قال  الشاب فارس، بأنه سيطرح ألبوما جديدا في الأسواق خلال الأسبوع المقبل ، وهو تراثي تحت عنوان «مرة هنا ومرة لهيه»، مضيفا بأنه سيثري به رصيده الغنائي. و بشأن عزوف بعض الشبان عن تذوق الأغنية السطايفية، قال الفنان بأنهم يقبلون على الأغنية الرايوية الحديثة، و أكد «العديد من الفنانين والشبان بالغوا في الاستماع إلى هذه الموسيقى، لكنني أخذت على عاتقي المحافظة على الموروث السطايفي، من أجل تطبيق وصية المرحوم سمير السطايفي».         
جمعها / تيوري رمزي

وصفت الجمهور الجزائري بالذواق  
نجوى كرم تصدح بصوتها الجبلي على مسرح قاعة أحمد باي
وصفت الفنانة اللبنانية صاحبة الصوت الجبلي القوي نجوى كرم الجمهور الجزائري بالذواق للفن الأصيل، كما اعتبرت أنها تحظى كل مرة باستقبال كبير، وهو ما يجعلها تقدم أجمل ما غنته في مسيرتها الفنية.
شمس الأغنية العربية وفي طلتها الثانية ضمن جولة فنية بالجزائر، صرحت ليلة السبت إلى الأحد من قاعة أحمد باي بقسنطينة، أنها تحترم كثيرا الجمهور الجزائري الذي وصفته بالذواق للفن الأصيل، وهو ما يعكس حسبها الإقبال الكبير للعائلات والشبان على مختلف الحفلات التي تنظمها وزارة الثقافة في الجزائر وذلك عبر كامل التراب الوطني، مضيفة أن الجمهور ورغم بعد المسافة واختلاف المدن إلا أنه يتمتع بنفس الخصائص، وهو ما يعبر عن رقي المجتمع الجزائري بحسبها.
كما أكدت النجمة اللبنانية أنها في كل مرة تحضر إلى الجزائر تحظى باستقبال رسمي وشعبي كبيرين، وهو ما أوضحت أنه زرع لديها الحب لهذا الشعب، معبرة عن شكرها وامتنانها لما تلقاه في كل مرة، كما عادت إلى زيارتها الأولى للجزائر سنة 2006، عندما قالت: «لا يمكنني أن أنسى أبدا الاستقبال الكبير الذي وجدته عند وصولي إلى الجزائر سنة 2006، وإن حدث ونسيت سأكون عندها دون وفاء».
وفي حديثها عما تعرفه بعض البلدان العربية من انتشار كبير للعنف، وكذا ما تعيشه القدس المحتلة من انتهاكات فضيعة من طرف الجيش الصهيوني، وأيضا الأوضاع بسورية، قالت نجوى كرم أنها كفنانة وكإنسانة تحب السلام وتتمنى أن تعيشه كامل شعوب العالم لأن الحياة القصيرة التي يخلق لأجلها الإنسان لا تبرر ما يحدث حاليا من موجة عنف وحروب يسقط خلالها عشرات الأبرياء والمدنيين يوميا.
ولدى اعتلائها ركح مسرح قاعة الزينيث ألهبت شمس الأغنية اللبنانية المدرجات رغم قلة الجمهور، واستطاعت بصوتها القوي أن تبعث الروح في جدران القاعة، لتجد بالمقابل تجاوبا كبيرا مع الجمهور الذي استمتع بإيقاعات الدبكة اللبنانية، رافقتها رقصات وعروض فنية لفرقة مكونة من أربعة شبان وفتاتين أدت تمثيلية لبعض الأغاني، وقد ردد الحضور مع نجوى أغانيها الجديدة على غرار «قمر العشاق» و»يا بيي ما أجملو»، كما نقل العشرات من الحضور أغنية «عمرها ما تشتي الدنيا» على مواقع التواصل الاجتماعي بتقنية المباشر، فيما فضل عدد آخر بأخذ صور تذكارية سيلفي أسفل المسرح أثناء غناء نجمتهم.
وفي الوقت الذي تزاحم العشرات من الجمهور بالقرب من المسرح من أجل التقاط صور تذكارية مع الفنانة نجوى، طلبت منهم هذه الأخيرة بالعودة إلى المقاعد، حيث قالت «لا أرى أنكم ترقصون، ما أشاهده هو فوضى، لدى أطلب من الجميع العودة إلى المقاعد لأنني لما أشاهد لون الكراسي أحس بالاكتئاب، وأنا بدوري أعدكم بمتعة كبيرة»، وهو ما جعل الجمهور يعود أدراجه نحو الكراسي من جديد ويتابع ما تبقى من حفلة كل في مكانه، لتتوالى أغاني نجمة لبنان الأولى على غرار «لما نداني» و»بدي لاقي حالي عندك».
يذكر أن الحضور في قاعة أحمد باي مساء أمس الأول لم يكن كبيرا بحجم الشهرة الكبيرة للفنانة نجوى كرم ومسارها الكبير، حيث اكتفى القائمون بتخصيص المقاعد المقابلة للمسرح البالغ عددها حوالي 500 فيما تم غلق المدرجات في الجهة العليا.
عبد الله بودبابة

الرجوع إلى الأعلى