يرى خبراء في مجال الاقتصاد، أن السوق الإفريقية تعتبر سوقا واعدة بالنسبة للجزائر  وأوضحوا أن السوق الإفريقية محفزة لرفع الإنتاج الوطني،  كما أكدوا على أهمية تطوير القدرات الإنتاجية وتصدير المنتوج الوطني في الأسواق الإفريقية ووضع استراتيجية للتصدير تكون واضحة ومحددة.
وأوضح الخبير  الاقتصادي الدكتور عبد الرحمان عية في تصريح للنصر، أمس، أن السوق الإفريقية بالنسبة للجزائر تعتبر سوقا واعدة،  و قال  في السياق ذاته، أن مستقبل التجارة الجزائرية مع السوق الإفريقية مهم جدا عكس السوق الأوروبية التي بها عراقيل كبيرة جدا لا تسمح بدخول المنتجات الأخرى، لأن أوروبا تعتبر أن منتوجها مميز وهي تحافظ على مناصب العمل وتحمي منتوجها من خلال هذه العراقيل والتي تكون أحيانا مرتبطة بالمنتوج وبالمواصفات ومعايير الصحة .
وأضاف  أن المكان المناسب لتطوير التجارة والمعاملات هو في إفريقيا  عكس ما كان يحدث في السابق مع أسواق الاتحاد الأوروبي.
وفي السياق ذاته، أوضح بخصوص اتفاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، أن هذا الاتفاق هو تجاري ومعناه تبادل السلع والخدمات بين الدول لذلك من الضروري تطوير قدراتنا الإنتاجية لبيعها وتصديرها في الأسواق الإفريقية .
ومن جهة أخرى، أشار إلى أهمية  توفير مجموعة من الشروط ومنها إنشاء مناخ مناسب للأعمال مع العمل على استقطاب الاستثمارات الأجنبية ومعالجة مختلف الأمور لتهيئة الظروف لإنشاء مؤسسات منتجة، معتبرا أن السوق الإفريقية محفزة لرفع الإنتاج  ولكن من الضروري توفير الظروف اللازمة.
كما أكد الخبير الاقتصادي ،على أهمية وضع استراتيجية للتصدير خارج المحروقات بحيث تكون هذه الاستراتيجية واضحة ومحددة ، مشيرا إلى ضرورة إنشاء مؤسسة وفق منظور اقتصادي تحقق المردودية وتساهم في الإنتاج وتفتح مناصب شغل و من ثمة يكون لها فائض تصدره إلى الخارج وتكون لديها القدرة على المنافسة للمنتجات الأجنبية الموجودة في السوق الإفريقية .
وأشار إلى أننا اليوم لدينا مقومات و لدينا منتجات زراعية  والتي يجب أن تكون مرتبطة بالصناعة الغذائية والتي يجب تطويرها  -كما قال -كونها تعتبر واعدة في إفريقيا، حيث تستورد الدول الإفريقية الصناعة الغذائية ونحن لدينا ميزة تنافسية، كون أن المنتوج متوفر، وأضاف أنه من الضروري رفع مختلف العراقيل وإيجاد أساليب أخرى للتمويل  من أهمها الاستثمارات الأجنبية أو البورصة وغيرها، وقال أن الصناعة الغذائية ، هي مستقبل العملية التجارية في إفريقيا  من منطلق أن منتجات الصناعة الغذائية الطلب عليها مرتفع بالمقابل تملك الجزائر إمكانيات كبيرة في المنتجات الزراعية    بالإضافة إلى الصناعة البتروكيماوية والسياحة والفلاحة والطاقات المتجددة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حيث هناك شباب قادر أن  ينشط بشكل كبير في ميدان تكنولوجيات الاعلام والاتصال
 كما أبرز الخبير الاقتصادي أهمية مساعدة المتعاملين الاقتصاديين من خلال تسهيل مهمتهم ، وذلك بمراجعة التشريعات المرتبطة بالمعاملات الخارجية وفتح بنوك  في دول أجنبية وتجسيد ذلك في الميدان و تسهيل عملية نقل المنتوجات.  
من جهته، أشار الخبير الاقتصادي الدكتور مبارك مالك سراي في تصريح للنصر، أمس، إلى توفر بعض الإمكانيات لتصدير المنتوج الوطني إلى الدول الإفريقية، لكنه أكد على ضرورة  العمل أكثر للحصول على إنتاج وطني جيد مع التكفل بفتح المجال على مستوى  ولايات في الجنوب لبناء وحدات التخزين والتبريد من طرف القطاع الخاص لتمكين المتعاملين من تصدير منتوجاتهم إلى الأسواق الإفريقية، كما أشار من جهة أخرى إلى وجود قدرات للتصدير من خلال النقل البحري .
ومن جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور فريد بن يحيى في تصريح للنصر، أمس،  على أهمية أن تكون هناك استراتيجية واضحة المعالم في مجال التصدير وأول نقطة  يجب أن نقوم بتشخيص حقيقي للاقتصاد الوطني،  وثانيا نعمل د راسة للسوق الإفريقية، حيث  تختلف احتياجات الدول الإفريقية وأيضا يجب العمل فيما يخص اللوجيستيك .
وأكد الخبير الاقتصادي، على أهمية وضع آليات حقيقية للتصدير وتطوير البنوك الرقمية والتحفيزات البنكية وغيرها.
 وللتذكير ،  صادق نواب المجلس الشعبي الوطني الخميس  الماضي بالإجماع على مشروع قانون يتضمن الموافقة على الاتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية الموقع بالعاصمة الرواندية كيغالي في 21 مارس سنة 2018.
و أكد وزير التجارة، عقب التصويت على القانون أن دخول هذه المنطقة سيمكن الجزائر من الاستفادة من الإمكانيات المتوفرة و الفرص المتاحة في القارة السمراء.
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى