تُوفيت، مساء أول أمس، «رشيدة لزرقي»، أقدم مريضة في مستشفى بن زرجب بوهران، بعد قضائها 27 سنة في غرفة الإنعاش، بسبب مرض نادر أصابها عندما كان عمرها 12 سنة و وافتها المنية عشية احتفالها بعيد ميلادها 37.
و انتشر خبر وفاة رشيدة بسرعة كبيرة، بعد تناقله على شبكات التواصل الاجتماعي و كانت منشورات الأطقم الطبية بمستشفى بن زرجب، مؤثرة كثيرا بالنظر لمرافقتهم المرحومة على مدار السنين، حيث ذكروا خصالها و طيبة قلبها و ابتسامتها التي قالوا بأنها كانت ترفع معنوياتهم و تخفف عنهم ضغط العمل.
قصة المرحومة التي تم توديعها، أمس، إلى مثواها الأخير، تعود حسب مصادر النصر، لـ 25 فبراير 1993، حين تم نقلها من مستشفى البيض إلى وهران و كانت لم تتجاوز 10 سنوات و حالتها الصحية تتدهور و تعاني من شلل شبه تام لكل مفاصلها و بعد إجراء الفحوصات اللازمة لها، تقرر إرسالها للعلاج بفرنسا، أين مكثت 3 أشهر، ليتبين أنها مصابة بفيروس ينخر نخاعها الشوكي و عادت رشيدة لمصلحة الإنعاش بالجناح 5 في مستشفى بن زرجب لتواصل العلاج   الذي أستمر طيلة 27 سنة و هي مربوطة بجهاز تنفس اصطناعي و أجهزة أخرى.
  حيث تم خلال السنوات الماضية، تخصيص سيارة إسعاف تنقلها خارج المستشفى للترويح عنها  ، كما بدأت الجمعيات الخيرية تخصص تكفلا استثنائيا لها لدرجة الاحتفال بعيد ميلادها   و توفير    متطلباتها.
للعلم، رشيدة لزرقي   من مواليد البيض و  تنحدر من عائلة فقيرة من البدو الرحل و منذ دخولها لمستشفى بن زرجب، و لم تلتق  بأهلها إلى غاية وفاتها.            بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى