انطلقت أمس الإثنين، أكبر عملية لهدم البنايات الفوضوية بقسنطينة، حيث شرعت السلطات في إزالة أزيد من ستين بناية بحي الباردة في أعالي المدينة تم تشييدها فوق أوعية عقارية تعود ملكيتها للدولة فضلا عن أخرى خصصت لإنجاز مرافق عمومية، فيما أكد رئيس الدائرة بأنه قد تم إحصاء عدد كبير منها وسيتم هدمها في حملة كبرى ستشمل كل أحياء المدينة.
وتنقلت النصر إلى تحصيص الباردة بأعالي منطقة جبل الوحش، حيث وقفنا على وجود العشرات من البنايات الضخمة،  والتي أنجز بعضها في مواقع تتميز بتضاريس صعبة فضلا عن وقوع بعضها  أمام مجرى الوادي، بنيت بطريقة غير قانونية ودون تحصل أصحابها على رخص من طرف السلطات المختصة، إذ تم  برمجة هدم 64 بناية وفيلات فاخرة شاغرة.
وقد كانت غالبية البنايات والفيلات التي هدمت شاغرة ولم يقطنها ملاكها، كما تم استثناء السكنات التي يشغلها ملاكها حاليا تفاديا لحدوث أي انزلاقات أو احتجاجات ، فيما ذكر البعض بأنهم اشتروا تلك الأراضي عرفيا من طرف الملاك، في حين قال آخرون من سكان التحصيص النظامي، بأن بارونات العقار استغلوا غفلة السلطات واستولوا على جيوب بتواطؤ من البعض وقاموا ببناء مساكن ضخمة بحسب ما أكدته لنا مصادر مسوؤلة من البلدية،  كما قاموا بتوصيلها بشبكات الكهرباء والماء بطريقة مخالفة لقوانين التعمير ، وهو   ما تسبب في صعوبة كبرى لمكتب الدارسات الذي عين من طرف البلدية، لإنجاز مشروع التهيئة، فيما لاحظنا تسربات للمياه عبر كل مناطق التحصيص ، فضلا عن وجود العشرات من الكوابل الكهربائية، ذات الضغط العالي   ملقاة على الأرض بعد أن تم ربطها بالأعمدة الكهربائية.
وقد تم تسخير العشرات من قوات التدخل السريع لمصالح الدرك الوطني لمنع حدوث أي تجاوزات، فضلا عن 15 آلية وعدد معتبر من أعوان والمؤسسات البلدية و الولائية ،  فيما أكد مصدر منتخب ببلدية قسنطينة ، بأنه قد تم إحصاء المئات من البنايات الفوضوية الجديدة ، بمختلف أحياء المدينة ، و أكد بأن حملة الهدم التي انطلقت أمس تعتبر أكبر حملة في تاريخ المدينة وستشمل كل  المناطق غير القابلة للتعمير إلى غاية القضاء على الفوضى المسجلة، وذلك مثلما قال بتعليمات من الوالي.
وأوضح رئيس دائرة قسنطينة عز الدين عنتري للنصر، أنه تم الشروع في هدم 64 بناية وفيلات ضخمة أنجزت فوق أراضي تعود ملكيتها للدولة، فضلا عن أوعية عقارية مخصصة لإنجاز مؤسسات تربوية ومرافق عمومية أخرى، دون تحصلهم على وثائق ملكية أو رخص للبناء ، في تجاوز خطير أكد بأن السلطات لن تقف عنده مكتوفة الأيدي.
وتابع المتحدث، أنه تم هدم أربع بنايات ضخمة، تتكون من أربع طوابق تعود ملكيتها لشخص واحد ، استولى مثلما أكد على الأراضي، حيث قال رئيس الدائرة بأنه وبعد البحث والتحري، تبيّن بأنه يعرضها للبيع وليس في حاجة إليها، كما ذكر بأنه قد تم إحصاء عدد معتبر من البنايات الفوضوية خلال الفترة الأخيرة، عبر مختلف الأحياء، مشيرا إلى أنه سيتم هدمها كلها في هذه الحملة الكبرى.
وقال ملاك سكنات هدمت بأن السلطات، لم تمنحهم الوقت لتسوية وضعية بنايتهم ، حيث أكدوا أنهم أودعوا ملفات لدى  المصالح التقنية للبلدية للإستفادة من التدابير القانونية التي أقرتها وزارة السكن ، كما تساءلوا عن أسباب هدم منازل وترك أخرى تعود ملكيتها مثلما أكدوا إلى شخصيات «نافذة»، فيما أوضح رئيس الدائرة أن القانون 15/08 شمل فقط البنايات، التي أنجزت قبل عام 2008 ، في حين أن التي هدمت حاليا أنجزت مؤخرا دون وثائق ، مبرزا بأن هذا القرار اتخذ على أعلى مستوى بالولاية وبعد دراسة دقيقة لكل حالة بحسب تأكيده، مشيرا إلى أن القوانين ستطبق على الجميع ولن يتم منح "استثناءات".  وقد عادت البنايات الفوضوية إلى الظهور بقوة، خلال  الأشهر الأخيرة ببلدية قسنطينة، حيث تطرقت النصر إلى هذه التجاوزات في مقال قبل أسبوعين، بعد أن  ظهرت تجمعات فوضوية جديدة، وتوسعات في العديد من الأحياء المعروفة بنشاط بارونات العقار العرفي.  
لقمان/ق تصوير: شريف قليب

الرجوع إلى الأعلى