كشف رئيس مخبر علم السموم بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، محمد لحبيب بلماحي، أن الخبرة التي أجراها على مسحوق عصير "آميلا"، أظهرت أن هذا الأخير لا يحتوي على مادة "بيرازول" الكحولية، لكن اتضح أن نوعا من الغازات الذي يحدث نشوة مؤقتة لدى استنشاقه، ضمن المكونات، كما تبين أن المسحوق يحتوي على مضاف غذائي يُمنَع استعماله في الجزائر.
و ذكر البروفيسور بلماحي في اتصال بالنصر يوم أمس، أنه أرسل تقريرا حول نتائج الخبرة التي أجراها على مستوى مخبره، إلى مديرية التجارة بولاية قسنطينة، بعد حوالي 10 أيام من التحاليل و التحقيقات التي شملت حتى التحدث إلى بعض التلاميذ الذين استنشقوا مسحوق العصير، حيث أثار جدلا كبيرا خلال الأسابيع الماضية لتقرر وزارة التجارة منع تسويقه.
و قال بلماحي إن أول نتيجة تم التوصل إليها، كانت غياب أي من مشتقات مادة “بيرازول» الكحولية في المسحوق، على عكس ما جاء في مراسلة مدير التربية بولاية البيض إلى مدراء المؤسسات التربوية في الحادي عشر من شهر ديسمبر الحالي، و التي أمر فيها بتحسيس التلاميذ لعدم استهلاك المنتج المذكور بعدما أظهرت التحاليل المخبرية المجراة بالمخبر العلمي للشرطة بشاطوناف في الجزائر العاصمة، أنه “يحتوي على مادة تدعى بيرازول و مصنفة صيدلانيا من بين الكحوليات التي تستخدم كمؤثر عقلي”.
بالمقابل، ذكر رئيس مخبر علم السموم و علوم الطفيليات و الفطريات، أن الخبرة أظهرت وجود غاز لم يتضح بعد إن كان قد تشكّل داخل الأكياس بعد غلقها، أو إن كان أدخل في المكونات لحفظ المحتوى، لكن تبين من خلال المعاينة و التحقيقات التي تم خلالها التقصي لدى تلاميذ استنشقوا البودرة، أن هذا الغاز «مثير للضحك» و بأنه هو الذي يسبب مفعول التخدير المؤقت، و ليس المسحوق، حيث يدخل الشخص في حالة مرح تدوم لمدة لا تزيد عن 5 دقائق، و هي المرة الأولى التي يقف فيها المخبر على أعراض مماثلة، يوضح محدثنا.
من جهة أخرى، أضاف البروفيسور بلماحي أن التدقيق في المكونات الكيميائية المدونة على كيس المسحوق، بين وجود مركب سترات الصوديوم الذي يستخدم عادة لضبط الحموضة، رغم أن الجزائر تمنع إضافته إلى الأغذية، وفق نصوص تنظيمية صدرت في الجريدة الرسمية، و هو ما يطرح، بحسب الخبير، عدة تساؤلات عن سبب السماح بتسويق المنتج قبل الضجة التي أثيرت بخصوص احتمال احتوائه على مادة كحولية، خاصة أن الشركة المنتجة لم تخف أن المركب المذكور موجود ضمن المكونات. و قد أرفق مخبر علم السموم التقرير الموجه إلى مديرية التجارة، بتوصيات تشمل وجوب اتحاذ إجراءات بناء على النتائج المتوصل إليها، حسب بلماحي، الذي أكد للنصر أن تحديد طبيعة الغاز الذي يسبب حالة النشوة لدى التلاميذ، يتطلب تحاليل أخرى لا يتوفر مخبره على التجهيزات التي تسمح بإجرائها، غير أنه يمكن القيام بها في مخابر أخرى.                                              
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى