يعاني سكان قرية الذهبية أو ما يسمى بدوار لغرايب، بضواحي المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، من انعدام الغاز ببيوتهم وهو ما يضطرهم للترحال في فصل الشتاء إلى قرية قطار العيش بحثا عن الدفء، على أن يعودوا مجددا لقريتهم في فصل الصيف.  
وتبعد قرية لغرايب المقابلة للوحدة الجوارية 18، بحوالي 300 متر فقط عن محيط التوسع العمراني من الجهة الغربية للمدينة الجديدة علي منجلي، ورغم قصر المسافة التي تفصلها عن هذا التجمع الحضري الضخم، إلا أن سكانها ما زالوا يطالبون بربط بيوتهم التي استفادوا منها بصيغة البناء الريفي بالغاز الطبيعي، حيث كانت تقطنها 25 عائلة لم تتبق منها إلا 7، بعدما فضلت 70 بالمائة منها التوجه في فصل الشتاء إلى قرية قطار العيش وكراء منازل هناك تتوفر على الغاز، على أن تعود لبيوتها مع تحسن الأحوال الجوية.
النصر تواجدت نهار أمس في هذه القرية التي كانت شبه خالية، وعند وصولنا لموقع المنازل، تحدثنا مع بعض السكان، الذين أكدوا أنهم ما زالوا يعانون من نفس النقائص منذ أكثر من 20 سنة، حيث لم يتغير شيء في "دوار لغرايب" سوى تعبيد الطريق المؤدي للبيوت، و ذكر عبد الكريم وهو رئيس لجنة الحي، أن العائلات أصبحت تحلم بتزويد بيوتها بالغاز، حيث اشترطت شركة سونلغاز قبل القيام بذلك، وضع قنوات الصرف الصحي.
و أضاف محدثنا أن السكان يعانون من عدة نقائص، على غرار عدم وجود وسائل للنقل، ما يضطر الأطفال للسير على الأقدام لمسافة تصل إلى 7 كيلومترات عبر مسلك ترابي يغرق في الأوحال عند تساقط الأمطار، و ذلك من أجل الوصول إلى قرية قطار العيش التي تتوفر على مدارس بنظام نصف داخلي، يتيح إمكانية بقاء أبنائهم في المدرسة بين الفترتين الصباحية والمسائية، فيما يضطر الأولياء لمراقبة التلاميذ من مرتفعات القرية وخاصة عند سلكهم لتلك الطريق، بسبب انتشار الكلاب الضالة وبعض الحيوانات المفترسة.
ويشتغل قاطنو القرية في مجال الفلاحة، فيما يعمل الشباب منهم في مختلف ورشات البناء، حيث أخبرنا أحدهم أن لغرايب لم تحظ بزيارة المسؤولين، و حتى الغرباء لا يقصدونها إلا مع اقتراب عيد الأضحى من أجل شراء الخرفان، مضيفا أن عدم توفر المياه قد أرهق كاهل السكان من الناحيتين المعنوية والمادية، حيث يضطر العديد منهم للاستنجاد بصهاريج المياه كل 4 أيام بعد دفع ما قيمته 1500 دج لليوم الواحد، كما ذكر أن الإنارة العمومية منعدمة في الليل حتى أن السكان يخشون الخروج مساء بسبب الظلام الحالك.
وأكد شاب يدعى يعقوب و تزوج حديثا، أنه أصبح يعاني من مشاكل عائلية كبيرة بسبب الظروف القاهرة التي يقول إنه يعيشها رفقة زوجته، خاصة أنه و بعد استفادته من السكن في إطار البناء الريفي بدوار لغرايب، صار غير قادر على التسجيل في صيغة سكنية خارج المنطقة، وهو ما يزيد، حسبه، من حسرته أكثر، لأنه "لم يكن يتوقع العيش في مثل تلك الظروف".
و يقول السكان إنهم أوصلوا انشغالاتهم للسلطات الولائية والبلدية عدة مرات، وتلقوا حينها وعودا بتسوية مشاكل الربط بالغاز وقنوات الصرف الصحي ولكن دون تجسيد يذكر، في حين أن الجميع يتطلعون لتحسن وضعيتهم بعد ترقية المدينة الجديدة علي منجلي إلى مقاطعة إدارية منتدبة، بما قد يعود بالفائدة على قريتهم المعزولة، على حد تعبيرهم.
نائب رئيس بلدية الخروب سليم وشتاتي، أكد في اتصال بالنصر، أنه يعلم جيدا بوضعية قرية لغرايب، وأضاف أن المشكل الذي حال دون تزويدها بالغاز، هو عدم توفر قنوات الصرف الصحي، والتي تعتبر شرطا أساسيا وإجراء أمنيا ووقائيا بالنسبة لمؤسسة سونلغاز، لكنه أوضح أن هذه القرية سوف تستفيد من المشاريع البلدية من أجل تسوية كل النقائص على مستواها، وعلى رأسها وضع قنوات الصرف، رغم أنه ذكر بأن "دوار لغرايب" ليست المنطقة الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، حيث يجب، حسب تأكيده، رصد أغلفة مالية للقرى والمشاتي الأخرى، موضحا أنه وبعد تسوية مشكل الصرف الصحي، سيتم تزويد كل المنازل بالغاز الطبيعي، فيما لا يمكن أن يعد بتاريخ محدد لذلك، حسبه قوله.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى