أظهرت التحقيقات التي قامت بها بلدية الخروب بقسنطينة، في ملفات الراغبين في الاستفادة من الإعانة الخاصة برمضان، أن العديد من هؤلاء الأشخاص ليسوا سوى أثرياء منهم من يملكون «فيلات» و آلاف رؤوس الماشية، لكنهم حاولوا مزاحمة الفقراء على مبلغ لا تتجاوز قيمته 6000 دينار، من خلال عدم تقديم الوثائق التي تثبت نشاطهم الحقيقي.
قالت مونية حضرية، رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية ببلدية الخروب، للنصر، إن التحقيقات التي بدأت منذ أشهر قليلة قد أظهرت العديد من محاولات التلاعب لأجل الاستفادة من مبلغ مادي رمزي، وذلك من طرف أثرياء بينهم أصحاب سكنات فاخرة و حافلات نقل عمومي و حتى مجوهراتي، كما تبين أن من بينهم من يملك الآلاف من رؤوس الأغنام، و هو أمر ذكرت محدثنا أنه لم يتم اكتشافه بسهولة بالنظر إلى العدد الكبير من الملفات الواردة، كما أن هؤلاء الأشخاص لا يقدمون الوثائق التي تبين طبيعة نشاطهم، بل يجلبون شهادة عدم الشغل بالنسبة لصناديق الضمان الاجتماعي الثلاث.
وأوضحت المتحدثة أن عدد ملفات المقبولة لأجل الاستفادة من إعانة رمضان على مستوى بلدية الخروب التي تتبعها مدينتا علي منجلي و ماسينيسا، هو 8300 من بين أزيد من 10 آلاف ملف تم استقباله، حيث تبين أن العديد منها لم تحترم شروط الاستفادة، من خلال رغبة البعض في الحصول على الإعانة رغم أن أجرتهم الشهرية تتراوح بين 4 إلى 5 ملايين سنتيم. وقالت المسؤولة إن 8119 مستفيدا يمكنهم استخراج الأموال من حساباتهم البريدية، أما المعاقون والمسنون والمرضى، و عددهم 181 شخصا، فستمنح لهم حوالات بريدية، تقوم المراكز البريدية بإيصالها لأصحابها.
أما ببلدية قسنطينة فقد وصل عدد المستفيدين من الإعانة المالية إلى 5219 عائلة، و أكد مندوب مندوبية سيدي مبروك عبد الحكيم لفوالة للنصر، استقبال 810 ملفا تم قبول 768 منها، كما أوضح أن سبب انخفاض عدد المستفيدين هذه السنة، راجع إلى التأخر الكبير في تحضير الملفات بالنسبة للبعض، لعدم علمهم بتاريخ وضعها على مستوى البلديات، إضافة إلى الدور الذي لعبته الرقابة الصارمة من طرف المسؤولين بمختلف المندوبيات ما سمح بمنع التحايل.
و بمندوبية سيدي راشد التي كانت في السابق صاحبة الحصة الأكبر من إعانات قفة رمضان، فقد أكد المندوب مزيود صلاح الدين للنصر، أن العدد انخفض كثيرا مقارنة بما كان عليه في السابق نتيجة الترحيلات المستمرة، وأضاف المنتخب أن مصالحه قد استقبلت 624 ملفا تم قبول 402 منها، بعد أن كانت تفوق في الفترة الممتدة بين سنتي 2002 و2007، 1200 مستفيد، حيث أن أغلب تلك العائلات تقطن حاليا في بلدية الخروب ما جعل العدد هناك يرتفع كثيرا.
وقال مزيود إن بلدية قسنطينة كانت السباقة في تحضير القوائم وتنظيم كافة الأمور المتعلقة بإعانة رمضان، حيث أوضح أن مندوبيته حضرت منذ أوت الماضي لإمكانية تعويض قفة رمضان بصك بريدي، و هو ما جعل الأمور سهلة، مضيفا أن قيمة القفة تعادل حوالي 4900 دج أما هذه السنة فقد تم اعتماد مبلغ 6000 دج.
و ذكرت زهية خضارة رئيسة مكتب الشؤون الاجتماعية بمندوبية سيدي راشد، أنه تم رفض بعض الملفات لعدم مطابقتها للشروط اللازمة، وكان عددها 188 ملفا منها غير الكاملة و حالات أسقطت بسبب الراتب الشهري الذي يفوق الحد الأقصى المحدد بـ 18 ألف دينار، حيث أراد عاملون أجرهم تتراوح بين 25 إلى 60 ألف دينار الاستفادة.
وكشفت المتحدثة عن وجود حالات مثيرة للجدل عند القيام بالتحقيقات، حيث اكتُشِف على سبيل المثال أن سيدتين تعودتا على الاستفادة من قفة رمضان منذ سنوات، تملكان سيارات، لتؤكد محدثتنا أن الأولوية في إعانة رمضان تكون لعديمي الدخل وغير المؤمنين اجتماعيا، ثم ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا تفوق قيمة منحهم 4000 دج، وكذا المصابين بالأمراض المزمنة والمرأة الحاضنة الماكثة في البيت سواء كانت أرملة أو مطلقة، و كذا أصحاب الرواتب التي لا تزيد عن 24 ألف دينار.
و من الشروط المفروضة أيضا للاستفادة، هي ألا يفوق دخل رب البيت 18 ألف دينار بالنسبة لعائلة تتكون من 4 أفراد فما فوق، أما أصحاب الأجرة المقدرة بـ 24 ألف دينار فوجب أن تكون أسرتهم مكونة من 5 أشخاص فما فوق، على أن يحظوا بالأولوية كلما ارتفع عددهم، كما أشارت السيدة خضارة إلى أنها وجدت وبقية الموظفين، صعوبة كبيرة في التعامل مع بعض العائلات المرحلة في أكتوبر الماضي إلى بلدية الخروب، حيث تواصل هذه الأسر التوجه إلى مندوبية سيدي راشد للحصول على الإعانة.
حاتم بن كحول

الرجوع إلى الأعلى