تسببت التقلبات الجوية التي ميّزت مناخ ولاية قسنطينة مؤخرا، في ظهور بؤر لمرض جفاف السنابل «إيشوداج» في حقول الحبوب الشتوية، مما أدى إلى تخوّف كبير لدى المزارعين على مصير محاصيلهم، فيما يطمئن المختصون بأن نسبة المنتوج الذي سيتأثر بالمرض ستكون ضئيلة.
و يؤدي المرض الذي يسميه الفلاحون «الجايحة» إلى إعاقة السنبلة عن إتمام دورة حياتها مما يحول دون نضوجها الكلي،  فتفقد نسبة كبيرة من حجمها متأثرة بجفاف الجذور والساق، بعد أن تكون قد فتكت بهما الطفيليات التي تتكاثر في أجواء الرطوبة العالية، مما يؤثر على الانتاج كما وكيفا.
الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين الجزائريين لولاية قسنطينة سليمان عوان، قال إن هذه الظاهرة طبيعية و أرجعها إلى تقلب الأحوال الجوية، مضيفا أن خطرها يكمن في إمكانية اتساع رقعة المرض و التأثير سلبا على الانتاج، كما ذكر أن الدورة الزراعية التي يقول إن الوزارة الوصية فرضتها على الفلاحين بعدم ترك فرصة للأرض لترتاح، أدت أيضا إلى ظهور المرض.
أما المهندس عمار مازة و هو نائب مدير مكلف بالبذور ودعم الإنتاج لدى تعاونية الحبوب والبقول الجافة بقسنطينة، فطمأن الفلاحين بأن المرض لن يكون له تأثير كبير على منتوج الحبوب الشتوية، حيث لن يتجاوز 2 إلى 3 بالمائة حسب تقارير الخبراء والتقنيين المتواجدين في الميدان لمراقبة الظاهرة عن كثب، مؤكدا أن سببه هو رياح “السيروكو” التي هبت لـ 4 أيام كاملة خلال الأسبوع الماضي، فتجاوزت درجة الحرارة فجأة 30 درجة نهارا بينما انخفضت ليلا إلى 4 درجات، في حين أن السنابل لا تزال هشة في هذا الوقت من السنة و بالتالي تتعرض إلى الجفاف.
و طمأن المتحدث بأن الأمطار الأخيرة سوف تساعد على استكمال دورة حياة السنابل على الرغم من شحوب لونها وميله إلى الاصفرار، مشيرا إلى أن من العوامل المساعدة على ظهور المرض، هو وجود بعض أصناف البذور غير المقاومة في القمح بنوعيه، و عدم الالتزام بالدورة الفلاحية بزراعة الأرض حبوبا شتوية ثم بقولا جافة، فأعلاف، وكذا تعطيل الأرض لموسم فلاحي مع المكافحة الميكانيكية التي أصبح اللجوء إليها محدودا.وقال السيد مازة إن تقنيي المصلحة التي يديرها يتواجدون في الميدان بشمال الولاية وجنوبها إلى غاية الـ 25 جوان المقبل، لمراقبة الحقول ومتابعة دورة نموها إلى حين حلول موسم الحصاد،  وعن الأمراض الطفيلية التي ظهرت مؤخرا في الولاية فأوضح أن المساحة المعالجة وصلت إلى حوالي 15000 هكتار وهو، مثلما أكد، رقم قياسي لم يسجل من قبل، مضيفا بأن تأثير الطفيليات والأمراض سيكون محدودا جدا على منتج الحبوب الشتوية في قسنطينة هذا الموسم بما يبشر بمردود وفير.                                                ص. رضوان

الرجوع إلى الأعلى