تعرف مؤسسة «سياكو» المسيرة للمياه، بولاية قسنطينة عجزا ماليا خلال السنوات الأخيرة بسبب عدم التزام المواطنين بتسديد فواتير الاستهلاك فضلا عن ارتفاع الأعباء المالية نتيجة التسربات والربط العشوائي للمياه، حيث تؤكد الشركة  أن أزيد من 60 بالمئة من الزبائن لا يدفعون الفواتير.
ونظمت، شركة المياه والتطهير مساء أمس الإثنين، ندوة صحفية بفندق الحسين بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، أين قدم مديرها   بيبي ميلود، فضلا عن مختلف مدراء المصالح، عرضا مفصلا بالأرقام عن تدخلات ونشاط المؤسسة، حيث  قال إن الولاية تعد من بين أحسن المناطق عبر الوطن تموينا بالمياه الصالحة للشرب إذ تقدر الحصة النظرية للفرد في اليوم بـ 250 لترا لكنها واقعيا غير موجودة في الميدان نتيجة الربط العشوائي والاعتداء على الشبكات، فضلا عن اهتراء شبكات المياه لاسيما بوسط مدينة قسنطينة.
وأوضح المتحدث، أن سياكو تنتج ما يفوق مليون و 200 ألف متر مكعب من المياه لكن 7 بالمئة منها تضيع في التسربات الناتجة سواء عن الربط العشوائي أو الاعتداء على الشبكات، فيما أوضح مدير مديرية الزبائن علاوة بن عبد العالي، أن الديون لدى الزبائن تجاوزت 5 ملايير دينار من بينها مليار و 300 مليون دينار ديون لدى البلديات والإدارات العمومية، مشيرا إلى أن ديون بلدية الخروب لوحدها تجاوزت
5 مليار و 300 مليون سنيم.
وأشار مدير شركة سياكو، إلى أن 60 بالمئة من سكان ولاية قسنطينة لا يدفعون الفواتير رغم حملات التحسيس والتسهيلات التي تقدمها المؤسسة، كما لفت إلى وجود صعوبة في استرجاع الديون  عن طريق العدالة، إذ لا يعقل ،مثلما قال، أن تتابع الشركة قضائيا زبونا من أجل مليون سنتيم، حيث أن تكاليف الدعوى القضائية ستكون أكبر من قيمة الديون نفسها، داعيا المواطنين إلى التوجه إلى مختلف المصالح من أجل تسديد الديون العالقة.
وتابع المتحدث، أن الشركة تواجه وضعا صعبا من الناحية المالية بسبب هذه المشكلة، إذ تجد صعوبة كبيرة في التكفل بالأعباء في ظل تزايد الاعتداءات على الشبكات وسرقة المياه وما ينجم عنها من تسربات، حيث أشار مدير مديرية الزبائن إلى تسجيل 635 اعتداء على شبكة المياه في العام الماضي من بينها 144 تم تسويتها وديا في حين أحيلت بقية الملفات إلى العدالة.
وسجلت سياكو في العام الجاري، 692 اعتداء من بينها 62  تم تسويتها وديا والبقية توبعوا قضائيا، كما أشار مدير الشركة إلى أن غالبية الاعتداءات تسجل بالأحياء الفوضوية والمناطق الفلاحية  ، وحسب  مدير الزبائن  اعتدت خلال الأسابيع الماضية   مقاولة خاصة على شبكة   ما حرم سكان حي البير من الماء طيلة ثلاثة أيام، و ضاع ما يزيد عن 246 ألف متر مكعب طيلة هذه الفترة.
ويتزود 70 بالمئة من سكان قسنطينة بالمياه بصفة منتظمة، حيث أشار مدير سياكو إلى إمكانية رفع هذه النسبة في الصائفة المقبلة بعد دخول مشروع تعزيز قدرات التخزين حيز الخدمة، وذلك على مستوى التوسعة الغربية بعلي منجلي، إذ من شأن هذا المشروع الحيوي أن يحسن من مستوى التزود بالعديد من أحياء المدينة الجديدة والنسبة الكلية للولاية بشكل عام.
وأكد المتحدث، أن عدد التسربات انخفض إلى 4 آلاف خلال العام الأخير بعد أن وصل في السنوات السابقة إلى 9 آلاف تسرب ، حيث تعمل 3 فرق ،كما أوضح،على مدار 24 ساعة للكشف عن التسربات العادية، فضلا عن غير المرئية إذ تحوز سياكو على عتاد يكشف عن كل تسرب مسجل في أي مكان، مضيفا أن نظام التسيير عن بعد قد ساهم في تسهيل عمل مختلف الفرق  .
وساهمت سياكو في برنامج تزويد مناطق الظل بالمياه، إذ أشرفت على ربط منطقة قيقايا   ، و منطقة بحي بن شرقي وكذا تحصيص الباردة مع إنجاز 1200 توصيل، بالإضافة إلى تزويد عين قجاو بالخروب بشبكة المياه.
واعتبر مدير المؤسسة،  وضعية تموين ولاية قسنطينة بالمياه جيدة جدا،   مشيرا  أن مشروع تموين وتعزيز الولاية بالمياه من شأنه أن يحسن الوضع أكثر، كما لفت إلى أن تزويد بلدية عين عبيد من نقب بومرزوق سيكون قبل الصيف المقبل.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى