غمرت الأمطار المتساقطة مساء أمس الأول، العديد من الأحياء بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، كما تسببت في عرقلة حركة المرور، في حين توقف الترامواي لساعات بعد أن غطت المياه السكة على مستوى محطة نهج التحرير الوطني، فيما تؤكد البلدية أن عمليات الصيانة لم تجد نفعا إذ أن المدينة بحاجة إلى مخطط استعجالي للتكفل بالنقاط السوداء.

وتساقطت مساء الجمعة أمطار رعدية على المدينة الجديدة علي منجلي، حيث تشكلت برك وأوحال كما فاضت الطرقات بالمياه ما تسبب في عرقلة حركة المرور بالعديد من النقاط والأحياء، في حين انسدت البالوعات في مشاهد تكرر للمرة الثانية منذ دخول فصل الخريف.
وتعد الأمطار المتساقطة أمس الأول، الثانية من نوعها منذ شهر سبتمبر، حيث سرعان ما ظهرت عيوب الإنجاز بمختلف الأحياء، و أغلقت المسلك جزئيا على مستوى مفترق الطرق المؤدي من الوحدة الجوارية 8 إلى المستشفى العسكري بعد أن غطت المياه الطريق الرئيسي ما اضطر السائقين إلى تحويل وجهاتهم نحو الوحدة الجوارية 10 .
وسجل مفترق الطرق الفاصل بين الوحدتين الجواريتين 17 و 19 تعثرا كبيرا في حركة السير، حيث تجمعت بركة كبيرة من المياه على مستوى هذا المحور الحيوي، كما جرفت مياه الأمطار الأتربة والردوم والفضلات من أعلى الوحدة 19 إلى غاية الطريق الرئيسية وهو ما أثار استياء السائقين، إذ لاحظنا بالمكان توقف مركبتين إثر عطب أصاب المحركات.
ورغم أن الوحدة الجوارية 20 لم يمض على إنجازها سوى 3 سنوات إلا أن غالبية طرقاتها غمرتها المياه، كما انسدت غالبية البالوعات، فيما أكد المندوب البلدي فراح عزيز أن معظم النقاط ما تزال على حالها حيث تم الوقوف أمس، على تراكم المياه بالطرقات والأحياء التي تسجل نفس المشكلة منذ سنوات.
وللمرة الثانية خلال شهر، غمرت المياه سكة الترامواي على مستوى محطة جيش التحرير الوطني، كما تشكلت بركة بطول 30 سنتيمترا على مستوى الطريق المحاذي لعمارات جيكو، وهو ما تسبب في توقف الجهاز في يومه الثاني من الاستغلال التجاري، إذ اضطرت إدارة «سيترام» إلى إنزال الركاب بمحطة حي الاستقلال وهو ما أثار استياءهم، لاسيما وأن ذلك تصادف مع يوم جمعة إذ تتوقف غالبية وسائل النقل العادية عن النشاط.
وأوضح المندوب البلدي، أن النقطة السوداء أمام عمارات جيكو تعد الأكبر على مستوى المدينة، إذ لم تنجح كل محاولات الصيانة العادية التي تجرى كل عام كما لم تجد الأشغال التي أجرتها مؤسسة كوسيدار في إطار التهيئة الخارجية المرافقة لمشروع الترامواي نفعا، وهو ما يتطلب بحسبه، دراسة معمقة في كيفية التكفل بتلك النقطة، قبل أن يتحدث عن إعداد تقرير تم إرساله إلى الولاية المنتدبة.
وأكد، المتحدث، أن المصالح التقنية لاحظت أن الأحياء التي استفادت من مشاريع إعادة تهيئة شاملة على غرار الوحدات 6 و 8 لم ستجل بها اختلالات، مؤكدا أن علي منجلي بحاجة إلى مخطط استعجالي للتكفل بالنقاط السوداء وليس إلى عمليات صيانة عادية، محذرا من خطر تكرار فيضانات 2015 في حال عدم التكفل بمشكلة تصريف المياه في أقرب الآجال.
وذكر السيد فراح أنه وفي إطار التحضير لموسم تساقط الأمطار، فقد تم منذ بداية شهر أوت التكفل بقرابة 100 نقطة سوداء متسببة في الفيضانات عبر مختلف الوحدات الجوارية بعلي منجلي، حيث أشرف على العملية الديوان الوطني للتطهير ومؤسسة «سياكو» وذلك بالتنسيق مع البلدية، مشيرا إلى أن العمل ما يزال مستمرا إلى اليوم.
وسجلت مؤسسة تسيير مؤسسة علي منجلي خلال مرحلة الدراسات لإنجاز مشاريع التهيئة، عدم مطابقة أنظمة تصريف المياه للمعايير التقنية المعمول بها، كما أحصت عدم إيصال عدد معتبر من البالوعات بالشبكات الرئيسية، وهي مشكلة سجلت حتى بالأحياء والتجمعات السكانية الجديدة .
وتجدر الإشارة، إلى أن علي منجلي تصنف ضمن المناطق المعرضة طبيعيا للفيضانات، إذ سبق وأن تعرضت إلى كارثة طبيعية في صيف 2015 وتوفي شخصان، فضلا عن تسجيل خسائر مادية معتبرة، وهو ما تطلب آنذاك إنجاز مشروع استعجالي لحماية الجهة الجنوبية للمدينة من هذا الخطر والذي انتهت به الأشغال العام
الماضي. لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى