تم يوم أمس، بمعهد تسيير التقنيات الحضرية بجامعة قسنطينة 3، تتويج أول دفعة من الطلبة المتحصلين على شهادة ماستر مهني دولي في تسيير التغيرات البيئية بالبحر الأبيض المتوسط، فيما استفاد الخمسة الأوائل من منحة لمدة 3 أشهر في جامعات الدول المشاركة.
ويأتي المشروع وفق ما صرح به المنسق الوطني لمكتب «إيراسموس بلوس» بالجزائر، محمد بودور، في إطار المشاريع المعنية بتسليط الضوء على قضايا البيئة بالبحر الأبيض المتوسط، مع تطوير البحوث لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، من خلال إعداد برامج تكوينية شاملة ومتنوعة للطلبة الملتحقين بالماستر، حتى يتمكنوا من وضع تصورات مستقبلية تحد من تفاقم بعض المشاكل البيئية على غرار التلوث والاحتباس الحراري وحرائق الغابات.
وأضاف المتحدث، أن المشروع يصل عامه الثالث بنجاح، رغم بعض العراقيل التي فرضتها الجائحة، حيث خضع البرنامج لتعديلات تتماشى مع الحجر الصحي، أين تم الاعتماد على تقنية التحاضر عن بعد في تقديم الدروس، وكذا تطوير منصة افتراضية  ليتمكن الطلبة من متابعة محاضراته، مشيرا إلى أن هذا المشروع تشارك فيه 10 جامعات و4 مراكز بحث، فيما يبلغ عدد الدارسين في الماجستير الدولي في دفعته الأولى 120 طالبا تجمعهم برامج ودراسات مشتركة.
ويؤكد المنسق، أن المشروع يسير بشكل حسن لكن يجب العمل على تطويره أكثر، حيث يأمل فتح مشروع دكتوراه في هذا التخصص، وكذا إشراك المتعاملين الاقتصاديين في مختلف المشاريع التكوينية لمساعدة الطلبة على ولوج عالم الشغل بسهولة، وتطبيق بحوث التخرج في أرض الواقع.
وقالت منسقة الماجستير الدولي حول التغيرات البيئية بالبحر الأبيض المتوسط  في جامعة قسنطينة 3، لطيفة بولحية، إن هذا المشروع الدولي قد انطلق سنة 2019، على دفعتين، الأولى تضم 13 طالبا وطالبة بصالح بوبنيدر، إلى جانب مسجلين بكل من جامعتي برج بوعريريج ومستغانم، من أجل تكوين مسيرين بيئيين.
وأوضحت المتحدثة، أن هذا الماجستير الدولي هو الأول من نوعه ويهدف إلى تكوين مسيرين للبيئة في كل البلدان الأورومتوسطية المشاركة، وهم ستة دول منها الجزائر وتونس والمغرب وفرنسا وإيطاليا وكذلك إسبانيا.
ولا تستبعد المتحدثة، تطوير البرنامج مستقبلا لتخريج أول دفعة دكتوراه دولية في نفس التخصص وذلك بعد نهاية المشروع الأول المتمثل في شهادة الماجستير الدولية، الذي يمتد لأربع سنوات، مضيفة أن الطلبة من تخصصات مختلفة من حاملي شهادة الليسانس في هندسة الطرائق والعمران والبيولوجيا وكذا تسيير التقنيات الحضرية وغيرها.
وذكر رئيس لجنة الماجستير في التغيرات المناخية المتوسطية بالجمهوية التونسية بجامعة تونس حاتم زوادي، أن الهدف من الماستر المهني هو تكوين خبرات مغاربية تتحكم في الجوانب العلمية وتخريج إطارات قادرة على فهم مثل هذه الظواهر مع اقتراح حلول تحد من انعكاساتها، مشيرا إنه في الوقت الراهن يتم العمل إلى إنجاح الخطوة الأولى وهي الخروج بنتائج بحثية راقية تمثل نجاحا للمسار الدراسي والمشروع ككل.
من جهتها ذكرت، المكلفة بالإعلام والاتصال في الوكالة الوطنية  التونسية للنمو والبحث العلمي، بسمة مصعبي، أن هذا المشروع يسعى لإحداث التوازن في البحوث بين الضفة الشمالية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، بحكم أن الدول الأوروبية قد سبقت دول المغرب العربي في خلق مهن جديدة للبيئة بالتصرف مع انعكاسات التأثيرات المناخية، من خلال إدماج الطلبة المتخرجين في الميادين الصناعية والاقتصادية لمراقبة المنتوجات بهدف الحد من انعكاسات التغيرات المناخية حتى يتم الأخذ بعين الاعتبار ما يستوجب تجنبه قبل التصنيع.
وقالت ايميكراز حسناء وهي طالبة في الدفعة الأولى في الماستر المهني المتخصص في تسيير التغيرات البيئية في البحر الأبيض المتوسط، والتي أنجزت مذكرة تخرج حول عزل التربة في المناطق العمرانية، إن البرنامج التكويني لا ينتهي عند الجانب النظري بل يهتم بالتطبيق من خلال الخرجات الميدانية إلى عدد من المناطق المتضررة بالجزائر، على غرار حظيرة في باتنة شهدت وجود نوعية من الأشجار المهددة بالانقراض، فيما تم التطرق بولاية بسكرة لمخاطر الزراعة، وللمشاكل السياحية بجيجل وما يترتب عنها من تلوث في مياه البحر، إلى جانب معالجة مشكلة صعود المياه وتأثيرها على المناطق العمرانية بوادي سوف، أين يتم من خلالها طرح إشكاليات متنوعة وتحليلها مع وضع حلول لها.
رميساء جبيل

الرجوع إلى الأعلى