يستعد الفاعلون في برنامج تعزيز قدرات الفاعلين في التنمية المحلية «كابدال» ببلدية الخروب بقسنطينة لوضع ميثاق إقليمي لتسيير النفايات، بعد أن اختيرت هذه الشعبة ضمن مخرجات المخطط البلدي للتنمية من الجيل الجديد الذي ينتظر موافقة رئيس البلدية من أجل برمجته للمصادقة عليه في دورة المجلس الشعبي البلدي والشروع بالعمل به، في وقت أكدت فيه ممثلة عن الوكالة الوطنية للنفايات أن عدم معالجة النفايات بطريقة مدمجة تكلف خسائر بأكثر من 12 ألف مليار سنتيم سنويا على المستوى الوطني، فيما سيدر تثمينها أكثر من 9500 مليار سنتيم.
ونظمت جمعية مديري ومسيري ومؤطري النشاطات التربوية وتكوين الشباب لولاية قسنطينة، أمس، ملتقى وطنيا حول «تسيير وتثمين النفايات المنزلية»، حيث يأتي ضمن برنامج «كابدال» الذي اختيرت له الخروب كبلدية نموذجية، في حين شمل الملتقى مداخلات من طرف أساتذة جامعيين وخبراء وفاعلين في قطاع البيئة، من بينهم مديرة تطوير الاقتصاد الأخضر بالوكالة الوطنية للنفايات، أمال أسماء، التي أوضحت أن 65 بالمئة من النفايات في الجزائر متمركزة في الشمال، في حين لم تبق في هذه الجهة من البلاد، بما في ذلك قسنطينة، أوعية عقارية تسمح ببناء مراكز ردم تقني جديدة، ما يستلزم تغيير الإستراتيجية المنتهجة في التعامل مع النفايات، خصوصا ما يتعلق بمعالجتها.وأضافت ممثلة الوكالة أن عدم تسيير النفايات بطريقة مُدمجة يكبد البلاد خسائر بقيمة 12 ألف و700 مليار سنتيم سنويا، معتبرة أن هذه الخسائر تعود إلى عدم معالجة عصارة النفايات بطرق حديثة من أجل إعادة استغلالها في السقي وعدم معالجة النفايات عن طريق الرسكلة وعدم تحويلها لإنتاج الكهرباء، وأوضحت أن استرجاع النفايات المنزلية يمكن أن يدر 9500 مليار سنتيم سنويا.
وذكرت نفس المصدر أن تطوير مجال تثمين النفايات قادر على خلق العديد من المناصب المباشرة وغير المباشرة، حيث لا يقتصر الأمر على مهن الجمع، بل إنها قادرة على تحريك صناعات وأسواق جديدة، كما تحدثت عن وجود أكثر من 14 ألف نشاط في السجل التجاري تحت خانة تسيير النفايات.
وذكرت رئيسة مصلحة الاتصال والتحسيس بمديرية البيئة لولاية قسنطينة، لمياء بوعروج، في تصريح للنصر، أن المخطط البلدي لتسيير النفايات الصلبة الحضرية قد أطلق من طرف الوكالة الوطنية للنفايات وأسند إلى مديرية الإدارة المحلية، حيث تشارف الدراسة الخاصة به على الاكتمال على مستوى بلديتي قسنطينة والخروب، في حين سيتم إلحاق البلديات العشر الأخرى تباعا.
وأضافت محدثتنا أنه عبارة عن خطط لتسيير النفايات بطريقة عقلانية من الناحية الإيكولوجية، على غرار تحديد قطاعات جمع القمامة وأنواع الحاويات وحجمها، ما سيساعد البلديات على تسيير النفايات بطريقة أكثر فعالية. وأشارت بوعروج إلى أن المخططات البلدية للنفايات موجودة من قبل، لكنها تتطلب التّحيين مع التغيرات التي طرأت على المدن بقسنطينة.
من جهة أخرى، أوضحت محدثتنا أن جامعي القمامة العشوائيين الذين شملهم قرار المنع الذي أصدره الوالي، قد صاروا يترددون على المديرية سعيا إلى تنظيم نشاطهم في إطار القانون، حيث نبهت أنه يتم توجيههم إلى المديريات المعنية من أجل الحصول على السجل التجاري والرخص القانونية اللازمة، بينما أشار مدير الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر بولاية قسنطينة، سامي هباش، إلى أن دعم الوكالة يشمل الأنشطة المتعلقة بتسيير وفرز النفايات أيضا في حدود الإطار المحدد لـ«أنجام».
ميثاق محلي يعتبر الأول من نوعه في الجزائر
وأفادت رئيسة مشروع تسيير النفايات ضمن «كابدال»، شيماء حجاز، أن الملتقى يندرج ضمن المبادرة الإستراتيجية للتنمية المحلية، التي تمخضت عن المخطط البلدي للتنمية من الجيل الجديد المصاغ من طرف الفاعلين المحليين لبلدية الخروب، حيث ركزوا على محور تثمين النفايات وتسييرها لأنهم وجدوا أن البلدية تمتلك المقومات في هذه الشعبة بما يسمح لها بتنويع مداخيلها وخلق الثروة ودفع الحركية الاقتصادية وإدماج المواطنين. وأضافت محدثتنا أن التشخيص الإستراتيجي الذي أنجز حول الخروب قد خلص إلى أنها في توسع مستمر من حيث التجمعات العمرانية والنفايات المترتبة عنها، في وقت ما زالت تعتمد فيه البلدية على الوسائل القديمة التي لم تعد تواكب التغير الحاصل.
وأشارت نفس المصدر إلى أن الفاعلين المذكورين قد درسوا مجموعة من المشاريع، واختاروا مشروعين يتمثّلان في «ملتقى وطني حول تسيير النفايات» و«ميثاق إقليمي»، لأن شعبة النفايات تقوم على عدة تعقيدات، ما يستوجب تشجيعا وهيكلة، فضلا عن أن الملتقى يستهدف تبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين في مجال تسيير النفايات، حتى لا تكون البداية في الميدان من الصفر. ونبهت محدثتنا أن الميثاق الإقليمي مقاربة جديدة، حيث يعتبر الأول من نوعه على المستوى الوطني أو المحلي، بينما ينتظر أن تصب مخرجاته في الميثاق المذكور، كما يأمل معدوه في تبنيه من طرف الوالي أو رئيس البلدية، مثلما أكدت.
وأضافت محدثتنا أن طريقة تفعيل الميثاق الإقليمي حول تسيير النفايات ميدانيا لم تحدد بعد، حيث ما يزال الأمر قيد الدراسة، بينما أوضحت رئيسة المشروع أن برنامج «كابدال» يضم ثماني بلديات رائدة عبر التراب الوطني، حيث تمثل الخروب الوحيدة بينها التي قادت مخرجات عمل الفاعلين المحليين في البرنامج، إلا أن شعبة تسيير النفايات هي الأنسب لها، كما أن كل بلدية اختارت الشعبة التي تملك المقومات الأعلى فيها.
وذكرت ممثلة برنامج الأمم المتحدة للتنمية، فريدة كبرير، في كلمتها الافتتاحية أن تسيير النفايات وتثمينها في بلدية الخروب يمكن أن يكون قاطرة للتنمية المحلية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، معتبرة أنه تحدي كبير للسلطات المحلية، في وقت حضرت فيه ممثلة مفوضية الاتحاد الأوروبي بالجزائر، مسيرة البرامج التنموية المحلية ليونورا لوبيز فيغا، وقالت إن شعبة تسيير النفايات وتثمينها معقدة بعض الشيء مقارنة بباقي مجالات التنمية، لأنها تتطلب التنسيق وتسخير العديد من العوامل، ونبهت أن بلدية الخروب تمتلك المقومات الضرورية لبعث هذا المجال.وشارك في الملتقى رئيس لجنة البيئة وحماية المحيط في المجلس الشعبي الولائي، نبيل بوطمينة، حيث أشار إلى أن الدورة العادية الثالثة للمجلس قد أفردت جزءا لملف النفايات، وتضمنت الحديث عن موضوع التثمين والتسيير، كما حضر الملتقى ممثل عن وزارة الداخلية، إلى جانب مندوب المندوبية البلدية علي منجلي 2.
وطرح متدخلون عدة نقاط، حيث قال رئيس جمعية إقامة ابن باديس 620 مسكنا ترقويا عموميا بماسينيسا، فهد قوادري، إنه انتهج مع باقي السكان طريقة الفرز الانتقائي للقمامة في حاويات مخصصة لكل نوع منها داخل الحي، إلا أنهم واجهوا مشكلة في تراكم ورق التغليف وأنواع أخرى من الورق دون أن يجدوا من يتقدم من أجل أخذها، لكنهم لم يسجلوا نفس المشكلة مع نفايات البلاستيك. واعتبرت ممثلة مديرية البيئة أن جامعي نفايات الاسترجاع لا يقبلون على بعض المواد مثل الورق بسبب صعوبة فرزها والتعامل معها، فضلا عن أنهم يعتبرون أن عائداتها المادية قليلة بالنسبة لهم، في وقت يفضلون البلاستيك لكثرة الطلب عليه وسهولة فرزه وتسويقه.
  سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى