دعا والي قسنطينة، أمس، المتعاملين إلى إنشاء مصانع لتصنيع وتركيب السيارات أو الشاحنات في قسنطينة، باعتبارها عاصمة للميكانيك في الشرق الجزائري، ولتوفرها على كامل الإمكانيات المادية واللوجيستية والبشرية لاحتضان مثل هذه المشاريع، معترفا بوجود نقص في التسويق لمختلف الشركات والمصانع بولاية.

وأكد عبد الخالق صيودة، أن قسنطينة تعتبر عاصمة الميكانيك في الشرق الجزائري، خلال الصالون الوطني لصناعة السيارات ولواحقها المنظم بقاعة أحمد باي «الزينيت» بداية من أمس والذي يمتد لخمسة أيام، حيث شكر المنظمين على اختيارهم قسنطينة لاحتضان ثاني صالون وطني بعد ذلك المنظم بوهران، مضيفا أنه يرحب بكل العارضين سواء للسيارات أو قطع الغيار.
وعبر المسؤول عن إعجابه بما عُرض في الصالون، خاصة وأن السيارات كانت متنوعة وشملت كل الأصناف والعلامات والأسعار، منوها بتواجد عارضي قطع الغيار، وهو ما يحدث، كما قال، لأول مرة في مختلف الصالونات والمعارض، خاصة وأن السلع صنعت وطنيا وتحديدا في ولاية قسنطينة وبعضها في عين مليلة، ما سيمكن من تجسيد عمليات إدماج مع مصنعي السيارات في المستقبل القريب، خاصة وأنه وقف شخصيا على توفر قطع غيار صالحة للاستعمال بكل أنواع المركبات، معربا عن أمله في أن تتحول قسنطينة إلى قطب لإنتاج قطع الغيار.
كما نوه المتحدث، بمشاركة العديد من البنوك سواء كانت عمومية أو خاصة، وهو ما يسهل على المواطنين الراغبين في اقتناء مركبات بالتقسيط، التعرف على كافة الإجراءات الضرورية الخاصة بالقروض، متحدثا أيضا عن توفر الولاية على عدة مصانع لتصنيع وتركيب الدراجات النارية، إضافة إلى السيارات النفعية التي عرضت بالصالون ويمكن أن يستفيد منها الشباب أثناء ممارسة مختلف نشاطاتهم المهنية.
وأوضح الوالي، أن كل هذه الإمكانيات المتاحة في الصالون تؤكد أن الولاية تستحق أن تتوفر على مصانع لتصنيع وتركيب السيارات أو الشاحنات خاصة وأنها عاصمة الشرق الجزائري وعاصمة الميكانيك، مبرزا الظروف المواتية لذلك على غرار توفرها على مطار دولي، وموقعها القريب من مختلف الموانئ على غرار سكيكدة وجيجل وعنابة، وكذا وقوعها على مساحة معتبرة من الطريق السيّار، إضافة إلى أنها مدينة جامعية بامتياز، كما ذكر تميزها بتوفر العقار الصناعي واليد العاملة المؤهلة.
وأضاف المتحدث، أن قسنطينة معروفة في قطاع الميكانيك منذ الاستقلال من خلال توفرها على مصانع لتصنيع وتركيب الجرارات وكذا المحركات والآليات المختلفة المستعملة في الأشغال العمومية بكل من بلديتي الخروب وعين سمارة، واستغل صيودة الفرصة من أجل توجيه نداء لمصنعي السيارات والشاحنات والآليات، من أجل إنشاء مصانع بالولاية، خاصة وأن كل الظروف مثالية لذلك، مذكّرا أن قسنطينة تتوفر حاليا على مساحات شاغرة مهيأة لتوطين مصانع.

وصرح الوالي أن قسنطينة كعاصمة للشرق تعتبر أيضا محورا وقطبا تجاريا بامتياز، كما أنها تتميز بالخبرة الكافية في مجال التصنيع بفضل المصانع الكثيرة التي تتوفر عليها، سواء في الميكانيك أو المجالات الأخرى، موضحا أنها من الولايات الوطنية القليلة التي تتوفر على كل هذه الإمكانيات ما يسمح لها باحتضان مشاريع لإنجاز مشاريع لتركيب السيارات بكل سهولة.
ودعّم الوالي كلامه بامتلاك قسنطينة لحظيرتين صناعيتين، مؤكدا أنهما قادرتان على استيعاب كل الطلبات مهما كان عددها، مذكرا بالمناطق الصناعية الكثيرة ومناطق النشاطات والأراضي المهيأة التي تتوفر عليها الولاية، إلا أنه اعترف بوجود إشكال في الاتصال التسويقي من طرف المنتجين أو المسؤولين على مختلف المديريات المعنية، وهو ما يؤكد غياب ثقافة الاتصال، ورغم ذلك أكد أنه سيحاول مع المعنيين والمختصين، لإيصال رسالة تُعرف بالإمكانيات التي تزخر بها قسنطينة.
وأكد منظم الصالون الوطني لتركيب السيارات وقطع الغيار، أنه يتفاءل بأن تلقى الطبعة الثانية للصالون بعد احتضان وهران النسخة الأولى، رواجا وإقبالا كبيرا من طرف المواطنين، مسندا توقعه لعدة اعتبارات أهمها التسهيلات الجبائية، وخاصة المنافسة بين مختلف العلامات ما يوفر الجودة، إضافة للبرنامج الثري الذي سيجسد بالصالون من أجل الخروج بنقاط عملية تقدم للوزارة الوصية.
وعرف الصالون الوطني المنظم بداية من الأمس، في قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين بداية من الساعات الأولى من الصباح، ويتجلى ذلك من خلال الكم الهائل من المركبات المركونة على حواف الطريق المؤدي إلى «الزينيت»، إضافة إلى عدد المنتظرين أمام الأبواب والذي فاق 300 شخص.
ووفّر الصالون الوطني عددا من العلامات الخاصة بالسيارات على غرار «جيلي»، «جويير»، ديافاسكا»، و»سوكون»، حيث عرفت مكاتب هذه العلامات إقبالا كبيرا من طرف الزبائن الذين توافدوا عليها بشكل كبير، ما أدى لتشكل طابور كبير من أجل أخذ الطلبيات، خاصة وأن بعض العلامات لا تتوفر على وكيل معتمد في ولاية قسنطينة على غرار علامة «ديافاسكا».
بنوك تكشف عروض التمويل لشراء السيارات المحلية
ووفرت العلامات سيارات متنوعة الأصناف والأحجام ومختلفة الأسعار، كما شارك صاحب «شوروم» بعين سمارة في هذا الحدث وقام بعرض جملة من السيارات الألمانية الفخمة التي تستهوي شريحة كبيرة من المجتمع القسنطيني، وعرفت الفعالية مشاركة عدة مصانع لقطع الغيار على غرار اتحاد صناعة ورسكلة البطاريات.
كما شاركت في الصالون عدة شركات لتأمين السيارات عمومية وخاصة، وقامت بتقديم عروضها للزبائن، خاصة وأن الفرصة مواتية لاكتشاف بعض المزايا بالنسبة للمقبلين على اقتناء سيارات جديدة، فيما تواجدت عدة بنوك أبرزها بنك التنمية المحلية، أين شرح ممثلوه طريقة تمويل اقتناء سيارة بالمرابحة الإسلامية، مع إمكانية تمويل تصل نسبته إلى 90 بالمئة، وقد تبلغ 100 بالمئة بالنسبة للأجور التي تفوق 12 مليون سنتيم، إلا أن هذا الإجراء يشمل فقط السيارات المصنعة على المستوى الوطني، وحاليا لا يتوفر في السوق إلا سيارة «فيات 500».
كما حجزت المندوبية الوطنية للأمن في الطرق جناحا لها داخل الصالون، ممثلة في المندوبية الولائية بقسنطينة، أين تم عرض أرقام لحوادث المرور، وإحصائيات أخرى تشمل الوفيات والجرحى، مع تقديم بعض التوجيهات والإرشادات للمتوافدين على الصالون، كما هو الحال مع مديرية الحماية المدنية بقسنطينة، أين تواجد ممثلون عنها في الصالون وقاموا بتحسيس وتوعية المواطنين بخطورة استعمال السرعة والسياقة المتهورة التي تؤدي إلى حوادث مرورية مميتة في أغلبها.
حاتم بن كحول

الرجوع إلى الأعلى