تشهد  السوق التضامنية بوسط مدينة قسنطينة، إقبالا نسبيا من المواطنين في ثالث يوم منذ فتحها، حيث يعرض المتعاملون الاقتصاديون مواد غذائية مختلفة بأسعار منخفضة، في حين تعرف اللحوم المجمدة عزوفا خلال رمضان
من السنة الجارية.
وقمنا بجولة في السوق التضامنية المنظمة بوسط مدينة قسنطينة، بالقرب من محطة زعموش، أين لاحظنا إقبالا نسبيا على اقتناء المواد الغذائية المعروضة من طرف المتعاملين الاقتصاديين العموميين والخواص، على غرار ملبنة نوميديا ومطاحن سيدي راشد وبائعو خضر وفواكه بالجملة. وقد أكد  لنا التجار بأن الأسعار التي يبيعون بها منتجاتهم هي نفس أسعار البيع بالجملة، وتسجل انخفاضا مقارنة بأسعار البيع بالتجزئة لدى أصحاب المحلات بالأسواق العادية الأخرى، فسعر اللوح الواحد الذي يحتوي على 30 بيضة يقدر بـ260 دينارا بينما يصل سعره خارج السوق التضامنية إلى 320 دج، كما أن سعر كيس الدقيق بوزن 10 كلغ يقدر بـ400 دج بينما يصل سعره في المحلات إلى 500 دج، بسبب الزيادات غير القانونية.
وتعرف أسعار الخضر والفواكه انخفاضا أيضا بحوالي 30 دج مقارنة بأسعارها في أسواق التجزئة، لكننا لم نلاحظ إقبالا كبيرا عليها، على عكس الخيمة الخاصة بملبنة «نوميديا»، التي يُعرض فيها حليب الأكياس وأنواع مختلفة من الجبن وغيرها من مشتقات الحليب، فضلا عن الخيام الخاصة ببيع الحبوب والعصائر، على غرار إحدى المؤسسات التي تعرض ثلاث لترات من العصير بسعر مائتي دينار، في حين يُباع اللتر الواحد من نفس العصير بأكثر من مائة دينار لدى محلات البيع بالتجزئة.
وأوضح لنا منظمو المعرض بأن كثيرا من سكان مدينة قسنطينة لم يعلموا بتنظيم السوق التضامنية بمحاذاة محطة زعموش، بعد  أن تغير الموقع الذي اعتادوا على تنظيمها به على مستوى مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بوسط المدينة، مشيرين إلى أن مختلف المواد الغذائية متوفرة فيها بما في ذلك الخبز. وقد أضاف محدثونا بأن عددا من الخيام الموجودة بالسوق، والتي وجدناها فارغة ومغلقة، مُخصصة لأصحاب المشاريع الاقتصادية التي أنشئت عن طريق قروض الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب لكي يعرضوا فيها منتجاتهم.
ولاحظنا بأن الخيمة الخاصة ببيع اللحوم مغلقة ووضع صاحبها عليها لافتة كتب عليها «نُعيد  الفتح يوم الخميس»، حيث قال لنا المنظمون إن المعني نفدت منه الكميات التي وضعها للبيع بعد  تسجيل تهافت كبير عليها، وسيُعيد الفتح بعد أن يقوم بشحن كميات جديدة اليوم، كما أكدوا لنا بأن اللحوم التي يعرضُها محلية وليست مُستوردة فضلا عن أنها بأسعار منخفضة، في حين يوجد بائع لحوم آخر بالسوق وجدناه مغلقا أبوابه.
عُزوف عن اقتناء اللحوم المجمدة ونفاد المستوردة
من جهة أخرى، تعرف نقطة بيع اللحوم المستوردة والمجمدة بالمنطقة الصناعية «بالما» عزوفا كبيرا من الزبائن عن اقتنائها، مقارنة بالسنة الماضية التي وصلت فيها الطوابير إلى خارج الفضاء المخصص لبيعها، حيث تنقلنا إليها يوم أمس ولم نجد إلا عددا قليلا جدا من المواطنين يقومون باقتناء كميات قليلة من اللحوم المجمدة المستوردة من البرازيل، بعد أن نفدت اللحوم الطازجة خلال الأيام الأولى من بداية شهر رمضان. وقد أخبرنا مصدر من العاملين بنقطة البيع المذكورة، بأن سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم المجمدة مرتفع خلال السنة الجارية، حيث يقدر بـ850 دج، وهو لا يختلف كثيرا عن سعر اللحوم الحمراء المحلية الطازجة، مضيفا بأن الكيلوغرام الواحد المجمد بيع السنة الماضية بسعر 600 إلى 650 دج فقط.
ولاحظنا بعض المواطنين يقومون بشراء كميات من الأنواع المختلفة من الأسماك المجمدة المعروضة بالمكان، لكن عددهم قليل جدا مقارنة بالذين يقتنون اللحوم الأخرى، في حين أوضح محدثونا بأن الكميات القليلة الموجودة لديهم ستنفد خلال الأيام القليلة الماضية، وأرجعوا الأمر إلى تقليص حجم استيراد  اللحوم خلال السنة الجارية، كما قالوا لنا إن رخص الاستيراد التي مُنحت لمستثمرين غير كافية.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى