لفظت، أمس الأحد، طفلة تبلغ من العمر ست سنوات أنفاسها الأخيرة، تحت عجلات شاحنة لجمع القمامة تابعة لبلدية حامة بوزيان بقسنطينة، كما أصيب أربعة أطفال آخرين بجروح متفاوتة الخطورة استدعت نقلهم نحو المستشفى لتلقي العلاج اللازم، فيما جدد سكان الحي مطلب منع مرور مركبات الوزن الثقيل.
واهتز حي دغبوج المانع المعروف محليا بحي بارغلي على مستوى أعالي بلدية حامة بوزيان، منتصف نهار أمس الأحد، على وقع حادث مرور مأساوي أودى بحياة طفلة تدعى نسرين زغرور و تدرس في قسم السنة أولى ابتدائي، بعد أن دهستها شاحنة من نوع «صوناكوم ك 66» لجمع القمامة تابعة للبلدية، وذلك على بعد أمتار قليلة عن منزلها، بينما أصيب أربعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وهو الحادث الذي خلق صدمة قوية لسكان الحي. واستنادا للمعلومات التي أكدها شهود عيان للنصر بموقع الحادث، فإن عددا من الأطفال يبلغ عددهم حوالي عشرة، كانوا يجلسون على الجهة اليسرى من الرصيف وبمحاذاة إسطبل لتربية المواشي، قبل أن تفاجئهم الشاحنة وتصدم خمسة منهم، فيما تمكن الآخرون من النجاة بأعجوبة وتفادي الصدمة التي كانت عنيفة وتسببت في هدم جزء من جدار الإسطبل، وفور وقوع الحادث تدخل بعض الجيران الذين قاموا بنقل الضحايا نحو عيادة البلدية، مؤكدين أن الطفلة المتوفاة تعرضت لإصابات بالغة ونزيف حاد أدى إلى مفارقتها الحياة، فيما اختلفت جروح بقية الأطفال.
وبحسب ما أكده لنا أحد الجيران والذي كان بموقع الحادث قبل وقوعه بثوان، فإن الأطفال كانوا يلعبون بالقرب من الإسطبل محولين المكان إلى ما يشبه القسم، كما استغلوا بابه الحديدي  أخضر اللون لتحويله إلى سبورة، فيما تقمصت الضحية نسرين دور المعلمة، وكانت بصدد تقديم الدروس لبقية الأطفال، مضيفا أن أربعة أطفال تمكنوا من الفرار عند اقتراب الشاحنة، لتنتهي لعبة بمأساة لن تمحى من ذاكرة من نجوا من الموت.
وتابع محدثنا، أن علو الشاحنة كان كفيلا ببقاء الأطفال الجرحى تحتها واصفا إصابة بعضهم بالطفيفة، أما نسرين فقد تلقت، بحسبه، الصدمة الأعنف، ليتدخل رفقة بعض الجيران، حيث تكفل أحدهم بحمل نسرين فوق كتفه، مؤكدا أنها عانت من نزيف حاد وقد غطت دماؤها كامل جسدها، كما تم نقل باقي الضحايا بنفس الطريقة، و وقفت النصر على بعض الآثار البشعة للحادث خاصة داخل الإسطبل الذي عمت به فوضى كبيرة، و لاحظنا بركة من دماء الضحية وخفين.
و رجح شهود عيان للنصر، أن يكون سائق الشاحنة قد فقد السيطرة على المركبة بسبب عطب لحق المكابح، حيث تم نقله إلى المستشفى إثر تعرضه لإصابات، قبل أن يتم تحويله نحو أمن دائرة حامة بوزيان للتحقيق معه، فيما أكدت مصادر طبية للنصر في وقت لاحق أن الجرحى البالغ عددهم أربعة، تلقوا العلاج على مستوى عيادة البلدية، قبل أن يغادر اثنان منهم إلى منزلهم، بينما تم تحويل اثنين آخرين نحو المستشفى الجامعي ابن باديس.
وبالمقابل طالب سكان حي دغبوج المانع   السلطات المحلية بوقف الدخول المكثف لشاحنات جمع القمامة  إلى الحي، مؤكدين أن هذا المطلب قديم، وقد دقوا منذ مدة ناقوس الخطر، كون الطريق ضيقة وغير صالحة لمرور شاحنات الوزن الثقيل، وذلك لتخوفهم المسبق من إمكانية وقوع حوادث مميتة، وهو التخوف الذي تجسد يوم أمس بذهاب طفلة بريئة ضحية.
عبد الله.ب

الرجوع إلى الأعلى