نفذت الفرق الخاصة للأمن الوطني، أمس، بمطار قسنطينة، تمرينا افتراضيا تمثل في التدخل لإنقاذ طاقم طائرة تعرضت للاختطاف من قبل شخص مزود بحزام ناسف، مع احتوائها على طرد محمل بمواد مشعة، حيث تم التدخل من قبل فوج جمهرة العمليات الخاصة و فرقة البحث و التحري، و توقيف المشتبه فيه و إجلاء الركاب، دون تسجيل أية أضرار، في عملية وصفت بالناجحة.
العملية التي أجريت حوالي الساعة الثالثة عصرا، تدخل ضمن المخطط الاستعجالي للمطار الدولي محمد بوضياف، و يتمثل السيناريو في وجود شخص يحمل حزاما ناسفا، ضمن المسافرين على متن طائرة من نوع “بوينغ 737” تابعة لشركة طيران الطاسيلي، و على متن المركبة مواد مشعة على مستوى المخزن، حيث يقوم حامل الحزام الناسف باختطاف الطائرة، و يهدد بتفجيرها إذا لم تنفذ مطالبه.
و قد تم إدارة عملية التدخل من داخل مركز إدارة العمليات الاستعجالية بالمطار و الذي يطل مباشرة على المدرج، فبمجرد وصول خبر احتجازها مع الطاقم و الركاب، إلى شرطة المطار، انطلق جرس الإنذار، و بعد دقائق قليلة وصلت أولى أفواج الشرطة القضائية، التي أحاطت الطائرة المتوقفة على المدرج رقم 14 من كل الجوانب، ليتواصل بعدها وصول فرق البحث و التدخل “بي أر ري”، ثم فوج جمهرة العمليات الخاصة للشرطة “غوسب”، و قد انتشر رجال الشرطة في مدرج المطار، و كان من بينهم بعض القناصة الذين يرتدون أزياء تمويهية، فيما انتظرت الفرق الخاصة بعيدا عن الطائرة.
و في تلك الأثناء كانت المفاوضات تجرى بشكل مغلق مع مختطف الطائرة، من أجل إقناعه بتسليم نفسه و إطلاق سراح المختطفين، و كان من بين المفاوضين إمام حسب ما علمناه، غير أن “الإرهابي” رفض جميع محاولات إقناعه و صمم على موقفه، و أمام هذا السيناريو الصعب أعطيت إشارة التدخل لاقتحام الطائرة، حيث قام رجال فرقة جمهرة العمليات الخاصة، الذين كانوا على متن مركبة تستعمل في مثل هذه الظروف تسمى “عربة مارس”، باقتحام الطائرة من البابين الخلفي و الأمامي باستعمال سلالم متحركة، و بعد دقائق شاهدنا الرهائن و هم ينزلون برفقة أعوان الشرطة المتدخلين، قبل إركابهم على متن سيارتين و نقلهم للتفتيش، ثم إخراجهم من المدرج، فحتى الرهائن يكونون مشتبه فيهم في مثل هذه الحالات.
و خلال العملية سمعنا دوي انفجار مع تصاعد دخان، بعيدا عن الطائرة، حيث تدخلت فرقة المتفجرات التي قامت بالتخلص من الحزام الناسف الذي كان يرتديه الإرهابي المفترض، الذي نقل هو الآخر بعد توقيفه من طرف فرقة التدخل الخاصة، و بعد ذلك جاء الدور على الشرطة العلمية التي تدخلت بمعية الحماية المدنية، للتأكد من سلامة الطائرة من الإشعاعات بعد أن كانت محملة بمواد مشعة، لتنتهي العملية بنجاح مع التحقق من سلامة الجميع، و قد نصب في المكان مركز صحي لفحص المختطفين، قبل أن ينقلوا نحو المستشفيات.
و شارك في التمرين 300 شخص من الفرق المختلفة للأمن الوطني، و كذا الحماية المدنية و مصالح الصحة و الفرق التابعة للمطار، و يعتبر هذا التمرين الافتراضي الأول من نوعه بالجزائر، حيث أنه حمل شقين، كل منهما يتطلب تدخلا نوعيا، كما أنه كان فرصة لاختبار مدى تحكم مختلف المشاركين في التقنيات العملياتية و التحرك السريع في الظروف الاستثنائية التي تهدد المنشآت و الأفراد.
عبد الرزاق.م 

الرجوع إلى الأعلى