عثر مختصون في علم الآثار، نهاية الأسبوع، على بقايا فيل بدائي من فصيلة «الإستجودون» الذي يعود إلى أكثر من ثلاثة ملايين سنة، إثر حفريات دقيقة أجرت على مستوى موقع عين الحنش الأثري، الذي يصنف كأقدم موقع في شمال إفريقيا، المتواجد ببلدية القلتة الزرقاء شرق سطيف.
و أفادت مصادرنا، بأن عملية الاكتشاف المذكورة كانت بالصدفة، حيث باشرت مقاولة مكلفة بإنجاز أساسات جسر ضمن عملية إنجاز الطريق السيّار الرابط بين ميناء جن جن بجيجل و مدينة العلمة شرق سطيف، ليتم العثور على قطعة غريبة أثارت انتباه العمال، ما جعلهم يوقفون أشغال الحفر، و يتصلوا بمصالح الدرك الوطني.
نفس المصادر، أشارت إلى أن فرقة مختصين في الآثار، تم إيفادها من طرف مديرية الثقافة لولاية سطيف، إضافة إلى المتحف العمومي الوطني للآثار، حيث أبلغوا بدورهم المركز الوطني للبحث في علم الآثار بالجزائر العاصمة، الذي أوفد عددا من الباحثين و العلماء في نفس المجال، إضافة إلى الطلبة من أجل إجراء الحفريات و التحاليل اللازمة لمعرفة القيمة التاريخية للاكتشاف.
كما كشف مختصون في البحث عن عصور ما قبل التاريخ و علم الإنسان و الأنثروبولوجيا من بعثة المركز الوطني للبحث في علم الآثار، عن كون الأمر يتعلق باكتشاف يعتبر فريد من نوعه و الأول على مستوى الوطن، لأن الأمر يتعلق بفيل بدائي منقرض، يملك جثة ضخمة و أنيابه طويلة جدا، إضافة إلى شعره الكثيف، عاش أو مرّ بالمنطقة قبل ثلاثة ملايين سنة.
كما أفاد المختصون الذين أشرفوا عن عملية الحفريات، بأن الحيوان المنقرض بعد أن تم العثور عليه، يعيش في المناطق الرطبة، كما أكدت على أن منطقة عين الحنش ثرية من حيث الكنوز التاريخية المخفية، سواء تعلق الأمر بالإنسان القديم الذي يطلق عليه علميا تسمية «هومو هابيليس» و يرجح العثور على بقاياه بنفس المنطقة، إضافة إلى مختلف الحيوانات من عصور تاريخية قديمة.
محدثونا أضافوا بأن اكتشاف مماثل تم مؤخرا بدولة كينيا، ما يؤكد على أن منطقة عين الحنش تعتبر ثروة مخفية يجب الكشف عن مكنوناتها، ببعث أشغال حفريات ضخمة، بهدف اكتشاف الحياة البدائية قبل مليوني سنة، تحسبا لتصنيفها ضمن التراث العالمي.
جدير بالذكر في الأخير، أن منطقة عين الحنش الواقعة ببلدية القلتة الزرقاء، تعاني من إهمال و تسيب، خاصة و أن بعض تجار الآثار يتعمدون نهبها، بدليل توقيف العديد منهم من طرف مصالح الأمن، خاصة المتخصصين في الاتجار بالعملة القديمة، كما يعاني نفس الموقع من غزو السكنات الفوضوية، ما قد يؤدي إلى اندثار التراث المخفي. 
    ر.ت

الرجوع إلى الأعلى