تعيش بلدية سوق أهراس أزمة عطش كبيرة، حيث أصبح الماء يزور حنفيات المساكن مرة كل ستة أيام، ما أدخل المواطنين في رحلة بحث يومية عن الماء على مستوى الحنفيات العمومية بالبلديات المجاورة. و قد عبر السكان عن استيائهم الكبير من غياب المصالح المعنية لتزويد السكان بصهاريج كما جرت العادة.
هذه الأزمة صاحبتها أزمة أخرى كانت محل تذمر، هي المواقيت التي تختارها مؤسسة توزيع المياه، حيث تكون على الساعة الواحدة ليلا في أغلب الأوقات حينما يكون المواطنون قد خلدوا للنوم لتفوتهم فرصة التزود بقطرة ماء و عليهم انتظار دورهم بعد ستة أيام، فرغم وعود المسؤولين بأن المشاريع التي برمجت و المتمثلة في آبار عميقة، ستنجز في وقت قياسي للقضاء على هذه الأزمة قبل حلول فصل الصيف، إلا أن الفصل يوشك على نهايته و لم تتحقق وعودهم و اشتدت الأزمة على المواطنين.
و حسب مصادر مسؤولة بقطاع الري، فإنه تم رصد مبلغ 200 مليار سنتيم لانجاز 17 بئرا عميقة لتدعيم تزويد الولاية بالمياه الشروب، إلا أن الموعد الذي التزم به المسؤولون لاستغلال هذه الآبار لم يحترم و لم تنته الأشغال به لتعمر الأزمة، مقابل ذلك، فإن الجزائرية للمياه ترجع هذه الأزمة إلى تراجع كبير في منسوب مياه سد عين الدالية الممون الرئيسي لمدينة عاصمة الولاية و قلة تساقط الامطار.
من جهة أخرى، ذكرت ذات المصادر، أن هناك العديد من المشاريع المبرمجة مازالت في طور الانجاز، على غرار أشغال إنجاز الشطر الثاني من عملية إعادة تأهيل شبكة توزيع المياه الشروب بعاصمة الولاية على مسافة 86 كلم و التي شملت التحويلات، فيما بين الخزانات عبر أحياء 1700 سكن و الفوبور و لعلاوية و إعادة تأهيل 22 خزانا مائيا و إنجاز خزان آخر بـخمسة آلاف متر مكعب لتحسين التموين بمياه الشرب بعاصمة الولاية و إعادة تأهيل هذه الشبكة بمقر الولاية و إزالة نقاط التسربات المائية مست 91 كلم.
مقابل ذلك هناك ثلاثة سدود جاري إنجازها بولاية سوق أهراس لدعم و رفع قدرات تموين السكان بالمياه الصالحة للشرب و يتعلق الأمر بسدي وادي جدرة بطاقة تخزين بـ35 مليون لتر و وادي ملاق بـ150 مليون لتر، بالإضافة إلى سد وادي لغنم الذي سيشرع في إنجازه عما قريب، حسب ذات المصدر، و أن هذه المنشآت المائية تندرج في إطار برنامج دعم النمو الاقتصادي الذي استفادت منه الولاية ضمن المخطط 2010-2014.
لكن هذه المنشآت مازالت بعيدة عن احتياجات المواطنين لتلبية حاجياتهم الآن من الماء الشروب، مناشدين السلطات المحلية التدخل العاجل و يدقون ناقوس الخطر خوفا من انتشار الأمراض في ظل ندرة الماء، كما طالبوا من الوالي تشكيل خلية أزمة لمتابعة كيفية توزيع المياه والمواقيت التي تختارها المؤسسة لتجسيد العدالة بين الأحياء.
  ف/غنام

الرجوع إلى الأعلى