أمطار غير مسبوقة تخلّف أضرارا بالبنية التحتية
نفوق مواشي و إتلاف محاصيل زراعية بتبسة
شهدت العديد من بلديات ولاية تبسة، نزول أمطار غزيرة، أدت إلى إتلاف محاصيل زراعية و نفوق عشرات الرؤوس من الماشية و تضرر عشرات المنازل، و قد تدخلت وحدات الحماية المدنية لولاية تبسة في عدة مناطق متفرقة على مستوى البلديات المتضررة.
و ببلدية بئر العاتر، غمرت مياه السيول أزيد من 120 منزلا بعدة أحياء متفرقة بالمدينة و أتت على جميع محتوياتها و قد تم امتصاصها من طرف أعوان الحماية المدينة، كما تم امتصاص المياه من حوالي 10 مؤسسات تعليمية توقفت بها الدراسة، و مؤسسات عمومية و محطة وقود و محلات تجارية و محشر الجمارك و شركة الفوسفات و مكتب البريد و وكالة  سونلغاز.


و ببلدية العقلة، تم أيضا إخراج أشخاص كانوا عالقين على متن سيارتين بواد بئر العاتر، فيما تم امتصاص المياه من منازل و متوسطة بحي المركب الرياضي، فضلا على إنقاذ و امتصاص المياه من داخل مجموعة من السكنات حاصرتها سيول الأمطار، كما غمرت المياه مجمعا سكنيا ببرزقال بالماء الأبيض.
كما تم إخراج حافلة عالقة بالوحل خاصة بالنقل المدرسي بالحويجبات، كان على متنها 12 تلميذا، ناهيك عن إخراج سيارتين عالقتين بالوحل على متنهما أشخاص بذات البلدية، كما تم إنقاذ شابين كانا عالقين بمجرى واد بالماء الأبيض و إخراج سيارة عالقة بواد جبار بدوار المرموثية.
و تدخلت وحدات الحماية المدنية لولاية تبسة، ليلة الأربعاء إلى ليلة الخميس، بسبب الاضطراب الجوي الذي عرفته الولاية، أين قامت بزيارات تعرف و وضع نقاط مراقبة لعدة طرق و أحياء و وديان بتبسة، في كل من  شارع هواري بومدين، طريق رفانة، حي الجرف بداية واد الناقص، حي الزاوية، فج القعقاع الطريق الوطني رقم 83، طريق عنابة النفق، واد غزنتة ببئر العاتر، فج البسباس بالعقلة، المركز الحدودي بوشبكة، الديار البيض بالكويف.
و نجحت فرق التدخل كذلك في إنقاذ عدة أشخاص كانوا عالقين على متن سيارات بمجرى أودية و مجمعات سكنية، حيث أخرجت سيارة عالقة بواد بحي رفانة 2 بتبسة، و إخراج 4 سيارات على متنها ركاب عالقة ببئر العاتر، في كل من الطريق الوطني رقم 16، الطريق الولائي رقم 1، واد الخندق، حي العتيق و كذا إنقاذ شابين عالقين بمجرى واد قرب سوق الماشية و إخراج سيارتين و شاحنة كانتا عالقتين بأولاد بوقصة في العقلة.
كما تم إنقاذ شخصين أعمارهما 46 و 56 سنة كانا عالقين داخل منزلين غمرتهما سيول الأمطار، أين تم إنقاذهما من طرف فرقة الغطاسين التابعة للحماية المدنية بالوحدة الرئيسيه للحماية المدنية الشهيد حشاني دوح بتبسة بواسطة الزورق المطاطي بدوار أولاد بوقصة بالعقلة.
و تمكنت فرقة الغطاسين بواسطة الزورق المطاطي، من إنقاذ عائلتين متكونتين من 7 أفراد بدوار بئر تراب بالعقلة، و نجحت فرق التدخل بالعقلة مدعمة بفرقة الغطاسين في إنقاذ مجموعة من السكان حاصرتهم سيول الأمطار بدوار أولاد عطية.


و تسببت الأمطار في فيضان سهل قساس و الشط ببلدية العقلة، ما أدى إلى تكبيد الفلاحين أضرار كبيرة، و منها ردم بعض الآبار السطحية و إتلاف أنابيب نقل المياه و مرشات مائية و نفوق بعض الأغنام و الخرفان، و كذا دخول المياه إلى المنازل و إتلاف بعض الطرق.
و بجنوب الولاية، أدت الأمطار الغزيرة إلى فيضان واد الفريد الموجود في الشريط الحدودي ببلدية بئر العاتر، الذي تسبب بدوره في أضرار للفلاحين الذين ردمت آبارهم السطحية و إتلاف أنابيب نقل المياه و غمرت المياه بعض البساتين و الواحات، مما أدى إلى إتلاف أعداد كبيرة من الأشجار و اقتلاع البعض الآخر و أضرار لحقت بعض الطرقات.
و ببلدية صفصاف الوسرى الحدودية، أتلف البرد الذي كان بحجم بيضة الدجاج،  الآلاف من أشجار الزيتون المنتجة التي تشتهر بها الجهة و مست السحب مناطق المزارة وعقلة أحمد التي تتواجد بها عدة مستثمرات فلاحية و قد تعقدت وضعية المستثمرات المنتجة للزيتون، بالنظر لعدم توقيع عقود التأمين، سيما بالنسية لخطر البرد المتوفر على مستوى صندوق التأمين الفلاحي.
مقبرة بئر العاتر من جهتها، تعرضت لأضرار كبيرة جدا نتيجة الأمطار الأخيرة، حيث أن الكثير من القبور غمرتها المياه و أزاحت الكثير من شواهد القبور و تسببت أيضا في انهيار جزء كبير من السور الذي يعزل المقبرة عن الوادي، مما سيسبب جرف الكثير من القبور المتواجدة بجانب الحائط في حال هطول أمطار أخرى، و هو ما يستدعي تدخل السلطات المحلية و المحسنين لبناء الحائط و إعادة الاعتبار للقبور التي تأثرت بسيول الأمطار الجارفة.
ع.نصيب

بسكرة
ارتفاع منسوب المياه في سدي لوطاية وسيدي عقبة
ارتفع منسوب المياه بسدود ولاية بسكرة بنحو4.5 مليون متر مكعب، حسبما كشفت عنه  مصادر موثوقة  للنصر و ذلك عقب الأمطار الغزيرة التي شهدتها الولاية خلال الأيام القليلة الماضية.
و في هذا السياق، تدعم سد منبع الغزلان بلوطاية بالجهة الشمالية بـ2 مليون متر مكعب من المياه، حيث تقدر طاقة تخزينه النظرية بـ55 مليون متر مكعب، الأمر الذي من شأنه التكفل بانشغالات الفلاحين، حيث يساهم السد في سقي أكثر من 1600 هكتار من المساحات الفلاحية ببعض مناطق الولاية.
كما سجل ارتفاع مماثل في منسوب مياه سد فم الخرزة ببلدية سيدي عقبة المخصص لسقي المحيطات الفلاحية بقرية سريانة و أكثر من 350 ألف نخلة بسيدي عقبة، بعد أن تدعم بـ2.5 مليون متر مكعب، بعد أن كان لايتجاوز1.5 مليون م3 و هو ارتفاع سيسمح بالحد من أزمة العطش المطروحة بحدة في السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى غابات النخيل القديمة بالمنقطة
و بحسب مصدرنا، فإن ارتفاع منسوب المياه بالسدين، جاء بالموازاة مع المشاريع المبرمجة بالولاية المتضمنة إنجاز سد بواد مستاوة ببلدية لمزيرعة بسعة 9 ملايين متر مكعب و آخر ببلدية برانيس إلى جانب إنجاز عدد من الآبار الألبيانية بمختلف بلديات الولاية، لجمع المياه المتواجدة على مستوى الطبقة الألبيانية، زيادة على إنجاز مجموعة من الآبار متوسطة العمق أنجز بعضها و البعض الآخر في طور الإنجاز لتدعيم سقي النخيل القديم. 
جملة المشاريع ستسمح عند إنجازها في الآجال المحددة بتوسيع المساحات الفلاحية المسقية، بحيث تتوفر الولاية على ما يزيد عن 104 آلاف هكتار من المساحات المسقية تشمل المحيطات المغروسة بالنخيل و الخضروات المبكرة و حقول الحبوب.  كما يمكن توسيع ذات المساحات عند دخول محطة تصفية المياه المستعملة بالمسدور حيز الاستغلال و هي المحطة التي تمكن حسب الدراسة من ضمان مياه السقي لـقرابة 2000 هكتار من الأراضي الزراعية بالمنطقة.
من جهة أخرى، ساهمت مياه الأمطار المتساقطة في تغذية الطبقة الجوفية، ما سيرفع نسبة التموين بالمياه المخصصة للشرب و السقي الفلاحي.
  ع/بوسنة

سكان ظلوا عالقين ببوحمدان
تضرّر الجسور والطرقات بقالمة  
اجتاحت الفيضانات القوية عدة مدن و قرى واقعة غرب ولاية قالمة، ليلة الأربعاء إلى الخميس، ملحقة أضرارا بالغة بالجسور، و شبكة الطرقات، و شوارع الأحياء السكنية الواقعة بالمنحدرات الحادة، أين تشتد قوة السيول المحملة بالطين و الحجارة، في واحدة من أسوأ فيضانات الخريف التي تعرفها قالمة، منذ سنوات طويلة.  
و تعد بلدية بوحمدان الأكثر تضررا، حيث غمر الوادي الكبير الجسر الوحيد الذي يربط بين القسم الشمالي و القسم الجنوبي للبلدة الريفية الصغيرة، الواقعة في مرمى فيضان الوادي الكبير الذي صنع مآسي المنطقة منذ عقود طويلة، و مازال يهدد بكارثة أخرى بعد ان أصبحت المساكن على بعد أمتار قليلة من المجرى الآخذ في التوسع بين سنة و أخرى، رغم عملية الجهر و التقويم التي تقوم بها مديرية الري بين فترة و أخرى لحماية بوحمدان من كارثة مشابهة لتلك التي ضربتها سنة 1957 عندما وصل الفيضان إلى قلب المدينة الصغيرة راسما معالم طبيعية لحدود التوسع العمراني المستقبلي، لكن فوضى التعمير التي عرفتها بلديات قالمة بعد الاستقلال ألقت بآلاف السكنات و المنشآت القاعدية في قلب المجاري النائمة التي بدأت تستيقظ تحت تأثير التغيرات المناخية التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة.    
و قد بقي السكان عالقين على جانبي الجسر ساعات طويلة يوم الخميس، و لم يتمكن التلاميذ من العودة إلى ديارهم بعد نهاية الدوام عندما قطع الفيضان حركة السير فوق الجسر الصغير الذي أصبح غير قادر على استيعاب فيضان كبير.  
و قد طالب سكان بوحمدان ببناء جسر جديد ينهي معاناة استمرت عقودا طويلة، مؤكدين بأنهم أصبحوا مهددين بكارثة كبيرة في حال وقوع فيضان مشابه لفيضان 1957.  
و قال مسؤولون ببلدية بوحمدان للنصر بأن شبكة الطرقات الريفية قد تضررت بسبب السيول الجارفة، و أن إمكانيات البلدية غير قادرة على إصلاح الأضرار التي طالت عدة طرقات، و شوارع داخل المدينة.  
و بمدينة وادي الزناتي وصل منسوب الوادي إلى مساكن الأحياء المحاذية للمجرى، و عاش السكان لحظات حرجة ليلة الأربعاء إلى الخميس.  
و ببلدية برج صباط ارتفع منسوب عدة أودية، و تحولت شوارع مدن و قرى المنطقة إلى مجاري مائية بسبب غزارة الأمطار المتساقطة بالإقليم الغربي و الجنوبي من ولاية قالمة.  
ينتظر سكان الإقليم تدخل والي الولاية لإطلاق عملية كبيرة لترميم الطرقات المتضررة و المحافظة على المكتسبات التي تحققت في مجال فك العزلة، و ضمان الحركية الاقتصادية و الاجتماعية التي تعتمد على مسالك ريفية معبدة أصبحت عدة مقاطع منها مهددة بالانهيار، بعد أن ألحقت بها السيول الجارفة أضرارا بالغة.  
فريد.غ  

ميلة
انسداد البالوعات يلحق أضرارا بالمنازل و المرافق العمومية
تسبب انسداد البالوعات في عدة أماكن بولاية ميلة، في ارتفاع منسوب مياه الأمطار التي تساقطت، صباح أول أمس الخميس، و تسربها إلى داخل منازل و مرافق عمومية.
و  من ذلك، تضرر غرف تغيير الملابس للقاعة المتعددة الرياضات الإخوة لزعر بمدينة ميلة، التي ارتفعت مياه الأمطار بها إلى 10 سم و نفس الشيء بالنسبة لمتوسطة 20 أوت 1956 بحي أحسن دواس أين ارتفع منسوب المياه بها من 20 إلى 30 سم و إلى 20 سم بثانوية شهداء السراط  ببلدية تاجنانت .
كما تسربت مياه الأمطار إلى فناء المدرسة الابتدائية زياني السعيد بميلة و إلى محل تجاري ببلدية التلاغمة، فيما أصبح جدار ابتدائية هيشور عبد الرحمان ببلدية سيدي مروان مهددا بالسقوط.
و داخل قبو منزل أحد المواطنين ببلدية ميلة، استدعى انسداد بالوعات تصريف المياه تدخل أعوان الديوان الوطني للتطهير و تسرب الماء إلى خمسة منازل أخرى ببلدية القرارم قوقة، فيما أصيب منزلان ببلدية حمالة بالطمي و الأوحال و تصدعت جدران أربع منازل بالمشيرة نتيجة لتسرب مياه الأمطار و كذا منزل آخر بشلغوم العيد.
و قد سمح تدخل أعوان الحماية المدنية الموزعين على مختلف وحداتها بالولاية بامتصاص المياه، بالتقليل من حجم الخسائر.
إبراهيم شليغم

جنوب ولاية خنشلة
الجيش يتدخل لإنقاذ مواطنين عالقين
تدخل، مساء أمس، أفراد الجيش الوطني الشعبي رفقة كل من مصالح الحماية المدنية ,الدرك الوطني,مصالح الأشغال العمومية ,إثر تهاطل الأمطار الغزيرة و ارتفاع منسوب المياه بالوديان ,ما أدى إلى غلق الطرقات بالمنطقة الجنوبية للولاية و تحديدا بمنطقة الميتة (بابار).
و تم إنقاذ شخصين كانا محاصرين داخل مركبات بالوديان، فيما غمرت المياه سكنات، و تدخل أفراد الدرك الوطني مرفوقين بمصالح الحماية المدنية و كذا مصالح الأشغال العمومية، لإخراج مركبات كانت عالقة بالواد المسمى (دوار لكمين) بدائرة عين الطويلة و بلدية أولاد رشاش، تم إجلاء عدة عائلات غمرت مساكنها مياه الأمطار.
 للإشارة، فإن ولاية خنشلة شهدت تساقط أمطار غزيرة منذ، ليلة الأربعاء إلى ليلة الخميس، كشفت العيوب الكبيرة لعمليات الترقيع و الأشغال التي تمت خلال الصائفة الماضية، لتسبح عاصمة الولاية في برك مائية كبيرة، فيما تراكمت الأتربة و الأوحال بالشوارع، و ذلك نتيجة للسيول التي جرفتها من المرتفعات المجاورة.
ع بوهلاله

فيما شُلّت حركة المرور بعدة طرقات


السيول تغمر حي "الكانطولي" و انهياران وسط مدينة قسنطينة
غرق أول أمس الخميس، حي «الكانطولي» بقسنطينة مجددا بسبب الهطول الكبير للأمطار، كما سجلت حادثتا انهيار لأجزاء من منزلين قديمين في المدينة القديمة، في حين جرفت السيول القمامة من المفرغة العمومية بابن باديس وأغلقت الطرقات بعين عبيد، كما عرقلت المياه رحلات الناقلين بين الولايات بمحطة المسافرين الشرقية وغمرت البيوت القصديرية بمدخل قطار العيش بالخروب.
غلق جزئي للطريق الوطني رقم 27
أدى ارتفاع منسوب مياه الأمطار المتدفقة من أعالي حي بكيرة نحو «الكانطولي» والمحمّلة بالطين وأغصان الأشجار، إلى انسداد قناة رئيسية لتصريف المياه وفيضان المياه نحو المنازل وجزء من الطريق الوطني 27 باتجاه بلدية حامة بوزيان، كما تضرّرت محلات جرَّاء بلوغ نسبة المياه حوالي 200 مليمتر بالمكان، فيما لم تسجل إلا خسائر مادية طفيفة، وازدحام مروري على مسافة عدة كيلومترات بعد تدخل أعوان الدرك لتنظيم حركة السير بجزء واحد من الطريق ذهابا وإيابا.
وأبدى ساكنة الحي تخوُّفا كبيرا، حيث صرَّح بعضهم بأنهم قضوا ليلة بيضاء مخافة انسداد المجرى، ودخول المياه إلى المنازل، وهو ما حدث فعلا بدءا من الساعة السادسة صباحا، لتتدخَّل وحدات الحماية المدنية ومصالح البلدية لتنظيف القناة، إلى غاية ما بعد زوال يوم الخميس.  ورفعت المياه المتساقطة من منسوب المياه بوادي زياد، خصوصا بعدما تراكمت الحجارة والرمل والأشجار بمدخل المجرى المتواجد أسفل الطريق الوطني رقم 27، والذي انجرّ عن انسداده المرَّة الفارطة وفاة ضحيتين، وتحطم عشرات السيارات والشاحنات، وهو الأمر الذي دفع بوحدات الحماية المدنية للاتصال وتقديم تقرير حالة عن الوادي، لتتدخل مصالح البلدية أو الأشغال العمومية وترفع الحجارة والرمل والأغصان، وتحرّر المجرى بشكل عادي.
700 عائلة محاصرة بين واديين بقطار العيش
النصر تنقلت إلى الحي الفوضوي الواقع بمدخل قطار العيش في بلدية الخروب تبعا لاتصالات متعددة من سكانه، للاطلاع على الأضرار التي خلفتها مياه الأمطار، حيث وقفنا على وضع كارثي تعيشه حوالي 700 عائلة منذ سنوات، بين واديين. وبعد سقوط الأمطار التي بلغت 54 مليمترا، بحسب تقديرات مصالح الأرصاد الجوية، نفذت المياه إلى داخل البيوت المهترئة، ما منع عديد العائلات من النوم طيلة ليلة الخميس، كما تسربت إليهم الأمطار من الأسقف.
وطالبت مجموعة من ساكنة الحي الوالي ورئيس بلدية الخروب إلى التدخل والاطلاع الوضع الحقيقي لهذا الحي الفوضوي، الذي يعيش قاطنوه في خوف دائم من انهيار الجدران على رؤوس عائلاتهم، خاصَّة في الفصل المطير.
وحطّمت المياه المتدفقة أسفل المنازل، الأرضيات، كما اختلطت بمياه الصرف الصحي، بحسب ما وقفنا عليه. وسُجلت بالمدينة القديمة بقلب قسنطينة حادثة انهيار لجدار منزل على مستوى حي القصبة بالقرب من قصر الباي، بالإضافة إلى جزء من جدار بناية بحي السويقة، حيث أخبرنا سكان البناية بأنها وقعت حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا.
انهيار جدار المفرغة العمومية و القمامة تغمر قرية خنّابة
أما ببلدية ابن باديس، فقد عاش سكان قرية خنابة وضعية صعبة، بعد أن تسببت الأمطار في انهيار أحد جدران المفرغة العمومية «بوغارب»، لتجرف السيول كميات كبيرة من القمامة والعصارة الناجمة عن تحلل النفايات، وحملتها إلى غاية مدرسة خنابة، قبل أن يتدخل أعوان البلدية بجرافتهم لتوجيه مسار السيول نحو الشعاب ما خفف من وطأة المشكلة على السكان. كما تسربت المياه إلى العديد من المنازل بنفس البلدية في حي «زويكري»، المعروف باسم البرارك، فيما شلت حركة المرور عبر الطريق المؤدي إلى أولاد حبابة عبر قرية بني يعقوب بسبب فيضان مياه وادي الدردار.
وتوقفت حركة السيارات أيضا في منطقة الكحالشة ببلدية عين عبيد، على مستوى الطريق الوطني رقم 20 المؤدي إلى ولاية قالمة، لفترات متفاوتة بسبب الأمطار، كما أدت إلى شلل حركة المرور نحو قرية المعمرة جراء ارتفاع منسوب مياه وادي بخارة. وفي وسط مدينة عين عبيد، فقد اقتحمت المياه بعض المنازل الواقعة في منطقة محطة خدمات «نفطال»، ليتدخل أعوان الحماية المدنية بالمضخات لصرفها إلى خارج المنازل.  
محطة المسافرين الشرقية تغرق في مياه الأمطار
وتسببت الأمطار أيضا في إغراق قاعة الانتظار لمحطة المسافرين صحراوي الطاهر، بمدينة قسنطينة ما نتج عنه عرقلة لرحلات الحافلات، حيث تدفقت كميات كبيرة من المياه إلى القاعة السفلى لمحطة المسافرين الشرقية عبر البوابات، وذلك بسبب انسداد البالوعات الموجودة بالقرب من مكان ركن الحافلات، لتتحوّل القاعة إلى شبه “مسبح”، ما أدى إلى تعطل العمل بالمحطة في الساعات الأولى لصبيحة يوم الخميس، كما توقف أصحاب المحلات عن العمل، إلى غاية انخفاض منسوب المياه، في حين لم يتمكن المسافرون من العبور نحو الحافلات عبر السلالم، واضطرّوا للالتفاف حول مبنى المحطة.
وتراكمت كميات من المياه خارج مبنى المحطة مشكلة بركة كبيرة على طول خط توقف الحافلات، ما دفع بأصحابها إلى تغيير مكان الركن في الساعات الأولى، مسببا ارتباكا لدى المسافرين، قبل أن يعود سائقو الحافلات لركنها في مكانها الطبيعي بعد انخفاض منسوب المياه. وأوضح لنا صاحب محل بمحطة المسافرين الشرقية، بأن تدفق مياه الأمطار إلى المحطة أصبح ظاهرة تتكرر مع كل تساقط كثيف، مرجعا السبب إلى انسداد البالوعات المتواجد بالقرب من مكان ركن الحافلات.
فاتح.خ /عبد الله.ب /ص.رضوان /

سقوط بيوت هشة بعنابة
طوارئ بعدة أحياء و اختناق مروري بمخرج البوني
غمرت السيول المحملة بالأتربة، ليلة الأربعاء إلى الخميس، نتيجة التساقط الغزير للأمطار بولاية عنابة، أحياء متفرقة بعاصمة الولاية، و عدة بلديات و كذا مناطق نائية، مما استدعى تدخل وحدات الحماية المدنية و المصالح التقنية، لامتصاص المياه و إجلاء عشرات العائلات، بعد أن غمرت السيول الجارفة المحملة بالأتربة عدة طرق فرعية و رئيسية، و كذا مداخل العمارات و منازل هشة.
و خلفت الإضطرابات الجوية فيضانات بالأحياء المنخفضة و كان حي أول ماي بالمدخل الغربي لمدينة عنابة، أكبر المناطق تضررا، حيث غمرت المياه التجمع السكني الجديد بأكمله، بسبب انعدام قنوات صرف المياه، ما أدى إلى وقوع فيضانات و وصولها إلى الطريق الوطني رقم 44 المحاذي للحي، و تسربت المياه إلى الطوابق السفلية، الأمر الذي جعل بعض العائلات تغادر بيوتها، و آخرون خرجوا للاحتجاج بقطع الطريق الوطني الذي يربط عنابة بولايتي قسنطينة و سكيكدة لعدة ساعات منذ الصباح الباكر، ما أدى إلى الاحتجاج بشل حركة المرور باتجاه عاصمة الولاية، ما تسبب في تعطيل حاجيات المواطنين و جعلهم يسلكون طرقا جانبية باتجاه الحجار من أجل الوصول إلى وسط المدينة.  
كما تسببت الأمطار الغزيرة في تهدم عدد من البيوت القصديرية و الهشة بوسط المدينة و أحياء سيدي حرب، بوحديد، فخرين، سيدي سالم، ما أدى إلى سقوط جدران و أسقف على سكانيها، محدثة حالة من الذعر و الخوف وسط العائلات المتضررة التي أجبرت على المبيت في العراء، حيث لم تجد العائلات المنكوبة أي خيار سوى إعادة إصلاح ما يمكن إصلاحه من بيوتهم، على غرار ما حدث بنهج غرود ناصر بوسط مدينة عنابة، حيث انهارت واجهة عمارة متكونة من ثلاث طوابق، تقطنها 3 عائلات، تدخلت مصالح الحماية المدنية لإجلائها، لحسن الحظ لم يقع ضحايا.  
كما شهدت عاصمة الولاية و مداخل بلدية البوني، اختناقا مروريا كبيرا صباح يوم الخميس، حيث لم يتمكن التلاميذ و الموظفون من الوصول إلى وجهتهم في الموعد، خاصة مدخل البوني بسبب حفرة ناجمة عن أشغال انجاز قنوات صرف المياه، لم تقم مصالح البلدية و لا شركة الانجاز بردمها بمادة الزفت و كثفت من وضع الحصى ما زاد من خطر وقوع حوادث المرور، شأنها شأن حفرة موجودة قبل الوصول إلى جسر سيدي عاشور مرورا بموقع المسجد الكبير، تتسبب في اختناق مروري كبير كل صباح، يستمر من الساعة السابعة و النصف إلى غاية التاسعة، دون أن تتحرك المصالح المعنية.   
و في سياق متصل، أدى ارتفاع منسوب المياه بالطريق الرابط بين بلدية عنابة و البوني، وكذا الحجار وحي حجر الديس بسيدي عمار، بسبب التساقط الغزير للأمطار، إلى شل حركة المرور عبر الطريقين، ما أجبر أصحاب السيارات على سلك طرق أخرى للوصول إلى المناطق المجاورة، خوفا من تعرض مركباتهم إلى أعطاب على مستوى المحركات.
من جهتهم عانى السكان القاطنين بالقرب من المسطحات المائية من مشكل ارتفاع منسوب المياه، لكن دون تسجيل أي خسائر أو أضرار تذكر حسب مصالح الحماية المدنية، و التي أحصت حسب بيان لها 100 تدخل أغلبها لامتصاص المياه بأحياء و بلديات متفرقة بكل من، حي البرتقال، الصرول، دراجي رجم، الحجار وسط، منطقة الحاجبية برحال، واد النيل، العلمة وسط، الشابية، غربي عيسى، الطريق الوطني رقم84، العلمة، عين الباردة، سرايدي وسط.  
و قد سارعت المجالس البلدية المنتخبة بالولاية، لإجراء خرجات ميدانية مستعجلة، لتتبع الأضرار و التدخل بتسخير مئات الأعوان لجهر البالوعات و تنظيف المجاري المائية و امتصاص المياه بالطرقات و الأحياء المتضررة.
 حسين دريدح

سكيكدة
المياه تحاصر سكان  حي 500 مسكن بالحروش
تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة الحروش، ليلة الأربعاء إلى الخميس، في فيضانات عارمة بحي 500 مسكن، أين وجد السكان أنفسهم محاصرين داخل العمارات و تعذر عليهم الخروج و الدخول، بعد أن تجاوز منسوب المياه 40 سم، بينما عاش سكان قرية الشبيبكية ببلدية عين شرشار، ليلة مرعبة كما هو الحال بحي الإخوة ساكر بعاصمة الولاية.
و لم يتمكن سكان حي 500 مسكن بالحروش يوم، الخميس، من الخروج من العمارات، بعد أن تحولت مداخلها و المساحات الخضراء إلى بحيرات، ما جعلهم يحبسون أنفسهم داخل المنازل، فيما ظلت المئات من العائلات بحي 500 مسكن بمدينة الحروش محاصرة أمام سيول الفيضانات، مما استدعى تدخل الحماية المدنية و عمال ديوان التطهير لامتصاص المياه.
بعض المواطنين حسب ما وقفنا عليه، لجأوا إلى الخروج من النوافذ و الشرفات و آخرون قاموا بارتداء الأكياس البلاستيكية الخاصة برمي القمامة لتفادي تبلل الملابس، أما التلاميذ فقد تم حملهم على الأكتاف في صور أثارت استياء و سخط سكان الحي الذين وجدناهم متجمعين بالحي و هم في قمة الغضب و حملوا في حديثهم للنصر، المسؤولية في استمرار الوضع طيلة سنوات، للمنتخبين المتعاقبين على تسيير الشأن المحلي بعدم أخذ المشكلة مأخذ الجد رغم الشكاوى المتكررة.
من جهته أخرى، شهدت قرية الشبيكية ببلدية عين شرشار، فيضانات مماثلة بسبب فيضان الوادي الكبير الذي حاصر القرية و صعب على السكان الحركة، حيث وصل منسوب المياه إلى أزيد من 100 سم و كادت أن تغمر الأكواخ القصديرية، مما تطلب حضور الحماية المدنية لامتصاص المياه و انقاد العائلات التي لجأت الكثير منها إلى الفرار في بداية سقوط الأمطار.
حي الإخوة ساكر بعاصمة الولاية، شهد كالعادة فيضانات أدت إلى شل الحركة لا سيما العمارات التي أصبح الدخول و الخروج منها من سابع المستحيلات بسبب ارتفاع منسوب المياه و تكررت بذلك معاناة السكان الذين لم يتخلصوا من هذا الوضع مثلما قالوا منذ 1984، متسائلين عن جدوى المشاريع التي تنجز كل عام بأموال باهظة لكن بدون نتيجة.
كمال واسطة

3 بلديات متضررة
 بأم البواقي
شلل في حركة المرور و المياه تغمر سيارات و سكنات
شهد، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، إقليم ولاية أم البواقي، تهاطلا غزيرا للأمطار، الأمر الذي سبب أضرارا معتبرة في 3 بلديات، أين غمرت السيول مركبات وشلت حركة المرور في بعض المحاور من الطرقات الرئيسية، وتسربت لعديد السكنات.
بيان خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية بأم البواقي، أشار إلى أن الوحدة الثانوية بعين كرشة تدخلت بأعوانها بعد تسجيل صعوبة في حركة المرور جراء تساقط الأمطار وتشكل الأوحال وركودها على مستوى الطريق الوطني رقم 100 الرابط بين عين كرشة وعين مليلة، بإقليم بلدية عين كرشة أين تم تسريح الطريق بالاستعانة بجرافة تابعة لمصالح البلدية، وبعين مليلة تم التدخل من أجل امتصاص مياه الأمطار من فناء وكالة القرض الشعبي الجزائري المحلية.و بالضلعة تدخل عناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية مدعمين بعناصر وحدة مسكيانة، بعد تسجيل فيضانات مست المنطقة و ذلك على مستوى مشتة بن نعيم على طريق الرفراف و بمشتة عرقوب الطين ببلدية الضلعة و بمشتة أولاد فاضل وأحياء 40 سكنا و مصطفى بن بولعيد بمسكيانة.
و تمكنت الوحدات المتدخلة، من إنقاذ 11 شخصا حاصرتهم السيول داخل سياراتهم، و آخرون داخل منزل و جميعهم في حالة جيدة أين تم التكفل بهم و إسعافهم ، كما تم التدخل بعد تسجيل حصول انسداد جزئي للمياه على الطريق الوطني رقم 88 الرابط بين الضلعة و مسكيانة، و تم إنقاذ أشخاص علقوا في 4 سيارات حاصرتها المياه.
و غمرت السيول منزلا سكنيا قديما وإسطبلا، أين أتلفت حوالي 30 قنطارا من الشعير وعدة ربطات من التبن وسجل نفوق حوالي 8 رؤوس من الغنم وتلف أفرشة وأغطية وتجهيزات أحد المنازل، وسخرت الحماية المدنية ثلاث شاحنات تدخل وسيارتي إسعاف واتصال على متنهما 16 عونا للتدخل.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى