احتج، أمس، السكان القاطنون بالبيوت الجاهزة بحي 312 مسكنا ببوخضرة 3 بالبوني أمام مقر ولاية عنابة، تنديدا بالمماطلة في ترحليهم إلى سكنات لائقة و تلقيهم وعودا في عدة مناسبات دون أن يتحقق ذلك.
و أكد ممثل عن المحتجين في تصريح للنصر، على أن معاناتهم من الفيضانات ما تزال متواصلة، بعدما لحقت بها خسائر فادحة في طوفان 24 جانفي الماضي و كذا الفيضان الثاني الذي سجل قبل أسبوع، ما أجبرهم على مغادرة منازلهم لأيام.
و أضاف المتحدث، بأن أغلب السكان يطالبون بالترحيل، سوى جزء قليل فقط يريدون البقاء في الحي و إعانتهم لإعادة بناء سكنات جديدة. مؤكدا على أنهم نظموا أنفسهم بعد أن قامت مصالح بلدية البوني بإعادة إحصائهم و إجراء جميع الترتيبات، غير أن مصالح الولاية –حسبهم-، في كل مرة تماطل و تقدم وعودا و تتراجع عن ذلك، رغم التعليمات التي أعطاها الوزير الأول الحالي بصفته وزيرا للداخلية و الجماعات المحلية، في الزيارة التي قادته إلى الحي في فيضانات شهر جانفي للتكفل بهم، عن طريق ترحليهم إلى سكنات لائقة بالنسبة للراغبين في مغادرة الحي المشيد على ضفة الوادي سنة 1983، أو منح إعانات لبناء سكنات في نفس المواقع للراغبين في البقاء مع تسوية وضعيتهم الإدارية، غير أن الملف حسب السكان يراوح مكانه.  
و حسب ممثل المحتجين، فقد تم إعداد قائمة تضم أكثر من 800 عائلة، لترحيلها إلى الحصة المبرمجة بالكاليتوسة في بلدية برحال، مناشدين السلطات العليا التدخل لترحيلهم في أقرب الآجال، بعد أن عانوا الأمرين و أتلفت كل ما تحتويه منازلهم من أفرشة و أغطية و أجهزة كهرومنزلية، بعد أن غمرت المياه منازلهم و اضطروا للمبيت في مسجد الحي لأيام، قبل العودة لترميم و تنظيف منازلهم، غير أن الفيضانات عادت مرة أخرى، مؤكدين على أنهم لم يعودوا باستطاعتهم التحمل في الظروف السيئة التي يعيشون فيها.
و تعود معاناة سكان البنايات الجاهزة بحي بوخضرة، حسب ممثل المحتجين، إلى فيضانات سنة 1983، عندما قامت السلطات المحلية بترحيلهم بعد الفيضانات التي شهدتها الولاية، كحل ظرفي و مؤقت، حيث تقرر إجلاؤهم إلى سكنات جاهزة تابعة لمؤسسات أجنبية، مع تلقي وعود من السلطات المحلية، تقضي بترحيل هذه العائلات في ظرف لا يتجاوز 3 سنوات، لكن هذه الوعود لم تتجسد على أرض الواقع و امتدت إلى يومنا هذا لتضربهم كارثة الفيضانات مرة أخرى بعد 36 سنة.
و أوضح ممثلو العائلات، بأن معاناتهم تجاوزت الخطوط الحمراء، بعد تعرض جدران البنايات للإهتراء، زيادة على وجود مادة ‹›الأميونت›› ضمن تركيبة جدران البيوت الجاهزة و التي تتسبب في بعض الأمراض الخطيرة، منها السرطان و الربو، حيث تم إحصاء وفاة 150 شخصا بهذه الأمراض.
و كانت لجان المعاينة بعد زيارة ميدانية، قد وقفت على حقيقة المعاناة و أكدت في تقريرها على أن البيوت الجاهزة لم تعد صالحة للسكن بعد انقضاء مدة صلاحيتها، لكن هذا التقرير بقي حبيس الأدراج من دون تحرك الجهات المعنية.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى