عاين والي ولاية تبسة «مولاتي عطا الله»، مؤخرا، الطريق الولائي رقم 1، الرّابط بين بلديتي بئر العاتر و الشريعة، مرورا ببلديّة العقلة المالحة على مسافة 75كلم.
الوالي وقف بمعيّة مدير الأشغال العموميّة، رشيد سالمي، على وضعيّة الطّريق في أجزائه المهترئة، على مسافة 38 كلم، و تفقّد الورشة المكلّفة بإعادة الاعتبار لـ 6 كيلومترات، موصيا المقاول بالإسراع في وتيرة الانجاز و احترام المقاييس المطلوبة، و بالموازاة مع ذلك، تمت مباشرة الإجراءات لتعيين المقاولات المكلّفة بإعادة الاعتبار للأجزاء المتبقّية و توسعتها، بعد تسجيل 3 عمليّات مقسّمة إلى 3 مراحل، حيث تمتد المرحلة الأولى على مسافة 6 كلم، بينما تمتد الثانية على مسافة 15 كلم و الثالثة على طول 13 كلم بقيمة مالية إجمالية تزيد عن 60 مليار سنتيم و ستتم عمليّة الانجاز وفقا لمعايير الطّرق الوطنيّة، بعرض يقدر بـ 7 أمتار.
و كان هذا الطّريق الاستراتيجي الذي يشهد كثافة مروريّة كبيرة محلّ انتقاد و تذمّر شديدين من طرف مستعمليه من أصحاب المركبات المختلفة و سكّان البلديّات المرتبطة به، ممّا حذا بالسّلطات المركزيّة و المحليّة، للعمل على تخصيص اعتماد مالي هامّ لإعادة الاعتبار له، موازاة مع التكفّل بباقي الطرق الولائيّة عبر إقليم ولاية تبسّة، ضمن برنامج شامل يجري تجسيده على مراحل.
و قد تحول الطريق الولائي رقم 1 خلال السنوات الأخيرة، إلى نقطة سوداء حيث يعرف حالة من الاهتراء غير مسبوقة، نتيجة تزايد الحفر به و تآكل حوافه و ضيقه لاسيما في الجزء الرابط بين بلديات بئر العاتر و العقلة المالحة و ثليجان.
وضعية هذا الشطر، أثارت تذمرا في أوساط أصحاب المركبات، الذين استنكروا عدم مبادرة السلطات ببرمجته ضمن المحاور التي تحتاج إلى إعادة تأهيله و أصبح يشكل خطرا حقيقيا على مستعمليه، الذين أبدوا انزعاجهم لعدم اهتمام الجهات المعنية بوضعيته و إعادة الاعتبار له، حيث أصبح مرادفا للموت، بالنظر لكثرة حوادث المرور المميتة التي يشهدها من حين لآخر، حيث لا يكاد يمر أسبوعا، إلا و تقع فيه حوادث أغلبها مميتة.
كما يعرف الطريق في السنوات الأخيرة استغلالا مكثفا، حيث تعبره يوميا المئات من المركبات خاصة الثقيلة منها و في مقدمتها الشاحنات المقطورة، التي يشتغل أصحابها في تهريب الوقود و القادمة من مختلف الولايات الداخلية باتجاه بئر العاتر لإفراغ المواد الطاقوية التي تهرب إلى القطر التونسي و قد أصبحت هذه الشاحنات مصدر إزعاج و خوف للجميع جراء الخطر الذي بات يتهددهم من تهور سائقيها بسبب السرعة الجنونية.
هذه الوضعية، دفعت بسكان حي السعادة بطريق الشريعة، لتنظيم حركات احتجاجية أغلقوا خلالها مرات عديدة مدخل المدينة الغربي، للتعبير عن سخطهم  من السرعة المفرطة التي يستعملها سائقو الشاحنات، دون احترام قانون المرور و التخفيف من السرعة داخل المحيط العمراني.
للإشارة، فإن وزير الأشغال العمومية السابق، سبق و أن أعطى موافقته لترقية الولائي رقم 1 ليصبح طريقا وطنيا لأهميته و مردوده و ذلك أثناء زيارته لبلدية بئر العاتر في صيف 2013، بناء على طلب مجموعة من المواطنين و لكن لم يتجسد وعده حينها على أرض الواقع.                      ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى