تسببت الأمطار الرعدية الغزيرة التي تهاطلت على العديد من مناطق و بلديات ولاية المسيلة، مساء أول أمس، في إحداث حالة من الطوارئ إثر فيضان أودية عين الملح و ميطر ببوسعادة و المعاريف و عين الخضراء، أين جرفت مياه الأمطار بوادي الشيخ أعمر، طفلا يبلغ من العمر 12 سنة، قبل أن يتم إنقاذه من قبل بعض المواطنين بينهم عون حماية مدنية برتبة عريف، كان خارج الخدمة، بينما تسربت مياه الأمطار إلى عشرات البيوت، فيما واجه مستعملو الطريق الوطني رقم 8، صعوبات كبيرة إثر ارتفاع مياه واد الخنافس بأولاد سيدي إبراهيم.
و قد دفعت هذه الوضعية سكان قرى أولاد معتوق و الدحادحية، أمس، إلى غلق الطريق الوطني 45 الرابط بين عاصمة الولاية المسيلة و بوسعادة بالحجارة و المتاريس، احتجاجا على ما لحقهم من خسائر جراء الأمطار الخريفية الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة، حيث سجلت تسربات للمياه بالعشرات من المنازل و التي تم إحصاؤها من قبل وحدات الحماية المدنية التي قدرت منسوب المياه ما بين 15 إلى 30 سنتيم.
المحتجون قالوا بأن تسرب المياه إلى منازلهم بالمنطقة، مرده الأشغال الجارية حاليا بطريق المطار و التي تسببت في ارتفاع منسوب المياه و التي تسربت إلى 37 منزلا، ما أدى إلى نفوق بعض رؤوس الماشية و التي يتم عدها حاليا بعد استقرار الطقس و توقف الأمطار، مؤكدين على أن المنطقة تدفع فاتورة الاستغلال المفرط لرمال الأودية بمناطق بوسعادة و ميطر و الخبانة المجاورة، الأمر الذي ساهم في تحويل مجرى الوادي خلال السنوات الأخيرة و ظل يشكل خطرا على سكان العديد من بلديات المنطقة جراء خطر الفيضانات.
و استنادا إلى مديرية الحماية المدنية، فإن حصيلة تدخلاتها بداية من الساعة الثانية زوالا إلى غاية منتصف الليل، بلغت 36 تدخلا و من بينها معاينة 37 منزلا تسربت إليها مياه الأمطار و سقوط جدارين لفنائي منزلين، مع تسجيل خسائر بحوالي 40 قنطارا من مادة الشعير.
و بعين الملح، عاش سكان أحياء المقسم، الغزلي و حي 8 ماي 1945، ليلة رعب بعد أن تسربت المياه إلى داخل المنازل و التي زاد منسوبها عن 20 سنتيم و تجمع المياه في الشوارع بحوالي 40 سنتيم و هذا دون تسجيل خسائر بشرية، ليتم امتصاص المياه.
أما بعين الخضراء، فقد أنقذ مواطنون بمعية عون حماية مدنية، طفلا يبلغ من العمر 12 سنة، جرفته السيول بوادي الشيخ أعمر بقرية أولاد الحاج، حيث تم إسعافه و نقله إلى عيادة برهوم.
فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى