تشهد العديد من البلديات بولاية سكيكدة هذه الأيام، ندرة حادة في حليب الأكياس لدرجة أن المواطنين أصبحوا يجدون صعوبة بالغة في اقتناء هذه المادة، ما جعلهم يتنقلون إلى عاصمة الولاية أو بلديات مجاورة، لشرائها من السوق السوداء بسعر يصل إلى 30 دج.
وأكد مواطنون للنصر، بأن الحصول على كيس من حليب الأكياس أصبح مهمة صعبة وتصاحبه مشقة كبيرة بالنظر إلى ندرة المادة على مستوى المحلات التجارية على غرار ما هو مسجل في بلديات الحروش، عين بوزيان، امجازالدشيش وأولاد أحبابة، بالإضافة إلى بلديات الجهة الغربية والشرقية للولاية، حيث تبدأ رحلة البحث عن كيس حليب حسب ما ذكروا فجرا، وتنتهي مساء وفي غالب الأحيان يعجزون عن الحصول على مرادهم بسبب نفاد الكميات التي تصل لبعض المحلات في حينها.
و أوضح مواطنون آخرون أن المشكلة حتمت عليهم اللجوء إلى شراء علب حليب البودرة رغم غلاء ثمنه، لكن العائلات المعوزة استعصى عليها الأمر و وجدت نفسها عاجزة عن تغطية احتياجاتها من هذه المادة واسعة الاستهلاك، لا سيما بالنسبة للأطفال الصغار.
وبدورهم أكد العديد من التجار الذين تحدثوا لنا، بأن المشكلة سببها بعض الموزعين الذين يقومون حسبهم، ببيع الطلبيات مباشرة بعد خروجها من الملبنات، في السوق السوداء بسعر 30 دج بدلا من تحويلها لأصحاب المحلات التجارية، وهي العملية التي تتم في الخفاء بعيدا عن أعين الرقابة، وهذا ما وقفت عليه النصر عبر العديد من الطرقات العمومية في الفترة الليلية و بالتحديد بالطريق الاجتنابي ببلدية الحدائق.و يؤكد تجار آخرون أن الحليب يصلهم من الموزعين بسعر 27 دج ولهذا يرفضون القبول بشراء الطلبيات بهذا الثمن لأنه لا يحقق هامشا من الربح، وأيضا يتنافى مع تعليمات وزارة التجارة القاضية باعتماد سعر بيع  للمستهلك لا يزيد عن 25 دج للكيس، وبالتالي لا يمكنهم المغامرة، حسبهم، خوفا من العقوبات التي قد تطالهم من فرق الرقابة بمديرية التجارة، بينما وجدنا بعض التجار يبيعون الكيس بـ 30 دج ضاربين تعليمات الوزارة عرض الحائط.
رئيس مصلحة الرقابة وقمع الغش بمديرية التجارة بسكيكدة، اعترف بوجود الندرة موضحا بأن مصالحه بصدد تنظيم عمليات تحسيسية وسط التجار والملبنات والموزعين، من أجل الالتزام بالقوانين وتعليمات وزارة التجارة القاضية باعتماد سعر حليب بـ 25 دج.
وأشار محدثنا إلى أن الموزعين يسعون إلى تحقيق هامش من الربح من وراء ممارساتهم، مضيفا أن مصالح الرقابة ستشرع في عملية ردع المخالفين للتعليمات بداية من الأسبوع القادم وعليه لا بد على الجميع الالتزام بتطبيق القوانين.                  
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى