منتخبون و نافذون يحرمون مدينة عنابة من الترامواي
أكد وزير النقل بوجمعة طلعي في زيارته الأخيرة لولاية عنابة على إلغاء مشروع الترامواي بصفة رسمية بعد التحفظات التي رفعها منتخبون بالمجلس الشعبي الولائي والبلدي لبلدية عنابة، ورفضهم لمرور مسار الترامواي بساحة الثورة، وهو ما جعل هذا المشروع لا يرى النور بعد مجهودات كبيرة بذلتها مديرية النقل بالتنسيق مع مكتب الدراسات لتنفيذ هذا المشروع الذي كان يعلق عليه العنابيون أملا كبيرا في إنهاء معضلة الاختناق المروري.
وصرح الوزير بأن المنتخبين هم من اعترضوا على مرور الترامواي بمحاذاة ساحة الثورة، وطالبوا بتغيير مساره، بعد الانتهاء من الدراسات، والإفراج على الغلاف المالي المرصود للانطلاق في عملية الإنجاز، بالإضافة إلى صدور مرسوم تنفيذي بشأنه في الجريدة الرسمية يتضمن التصريح بالمنفعة العمومية لعملية إنجاز أول خط للترامواي بمدينة عنابة على طول 21.8 كلم، كما تعذر على مكتب الدراسات في حينها تغيير مسار الترامواي لانعدام الإمكانيات والخيارات.
وقد صادق بعدها أعضاء المجلس الشعبي البلدي لبلدية عنابة خلال الدورة الاستثنائية التي عقدت مطلع سنة 2014 بالإجماع على قرار رفض مرور سكة الترامواي عبر «ساحة الثورة(الكور)»، مطالبين بإعادة مراجعة الدراسة التقنية لتغيير مساره عبر مسالك أخرى، بحجة  مراعاة الجوانب الجمالية والتراثية التي تعبر على عراقة ساحة الثورة القلب النابض لمدينة عنابة.
وحسب مصادر على اطلاع بالملف تحدثت للنصر، كان إصرار المنتخبين على رفض مرور الترامواي بساحة الثورة، نتيجة ضغط نافذين في الولاية وتجار، ستتضرر مصالحهم في حال تنفيذ المشروع الذي كلف خزينة الدولة 100 مليار لإنجاز الدراسة فقط.
وأوضحت مديرة النقل السيدة يمينة مبروك في تصريح سابق للنصر بأن مسار الترامواي، كان سيمر حسب الدراسة النهائية بجانب طريق ساحة الثورة وليس في منتصفها، مضيفة بأن مكتب الدراسات تعذر عليه تغيير مساره كون الخيارات المتاحة محدودة، مبرزة بأن مصالحها سعت جاهدة من أجل بعث هذا المشروع بعد أن كان يراوح مكانه منذ سنوات، مؤكدة بأن الهدف من مشروع الترامواي « ليس للسياحة بل الأولوية لحل المشاكل اليومية للمواطنين لنقلهم في ظروف حسنة، بأقل ثمن، وبأمان « وسط الاختناق المروري التي تعيشه المدينة.
 واعتبرت السيدة مبيروك أن مطلب تغيير المسار لم يكن مبررا كون مكتب الدراسات أعد دراسته التقنية بتنسيق مع مختلف المصالح والمرور بساحة الثورة يعد مكسبا لإعادة الحيوية للقلب النابض للمدينة، مقللة من الأهمية التي أولاها المنتخبون المحليون فيما يتعلق بتشويه المنظر الجمالي لساحة الثورة، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع المشاكل التي ستواجه عمليات الحفر، مشيرة إلى أن مشروع ترامواي عنابة كانت ستستخدم فيه تقنيات جديدة، خاصة بشبكة الكوابل من أجل تفادي قطع الأشجار الموجودة بجوانب المسار، وغيرها من الأساليب تداركا للأخطاء المسجلة بالولايات التي عرفت إنجاز مشاريع الترامواي.
وفي استطلاع أجرته النصر في وقت سابق مع عشرات المواطنين حول الموضوع، ابدوا ارتياحهم بمرور الترامواي على ساحة الثورة واعتبروه مكسبا، منهم (ح.م) 34 سنة قال « أنا سعيد بإنجاز مشروع الترامواي ومروره « بالكور»، لأنه وسيلة نقل حضرية تمر بالنقاط الأكثر ترددا للمواطنين» مشبها ساحة الثورة، بوسط مدينة برشلونة التي تضم فضاء ممثلا يمر بجانبه الترامواي، مشيرا إلى أن زيارته لعدة عواصم أوربية، شاهد فيها الترامواي يمر بجانب الساحات العامة التي يقصدها الزوار من أجل النزهة و الترفيه.  
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى