تجار بسطيف يقاطعون حليب الأكياس المدعّم وآخرون يرفعون سعره
يشتكى عدد من المستهلكين بمدينة سطيف من ندرة أكياس الحليب المدعم خلال شهر رمضان، في عديد من نقاط البيع سواء الفضاءات التجارية الكبرى أو المحلات التجارية المتخصص في بيع المواد الغذائية والحليب ومشتقاته، في حين يتعمد عدد من التجار الرفع من سعر كيس الحليب المدعم إلى 30 دج بدلا من 25 دج بحجة قلة هامش الربح وآخرون يفرضون اقتناء كيس من حليب البقر مع كيسين من الحليب المدعم.
ووقفت النصر على العديد من التجاوزات في ذات الصدد بالعديد من الأحياء، خصوصا منطقة الهضاب، شوف الكداد، عين السفيهة، عين الطريق والأحياء السكنية الكبرى مثل 1000 مسكن، 1014 مسكن و 1006 مسكن، حيث أكد المواطنون بأنهم يجدون صعوبة كبيرة في اقتناء أكياس الحليب المدعم، «حتى و إن وجد يقوم أصحاب المحلات التجارية بترويجه سواء بالمحسوبية أو الرفع من سعره، وتنفد الكميات المعروضة في الساعات الأولى من الصباح في الكثير من الأحيان» مثلما صرح أحد المواطنين.
لدى حديثنا مع بعض التجار، كشف تاجر يملك محلا تجاريا بمنطقة الهضاب، عن وجود تذبذب في توزيع الحليب المدعم من طرف الموزعين الخواص، كاشفا بأن الشاحنة المكلفة بالتوزيع لا تمر يوميا وفي بعض الأحيان تزوده بكميات محدودة لا تكفي احتياجات زبائنه، في حين أضاف تاجر آخر يملك فضاء تجاري كبير بحي عين الطريق بأن تهافت المواطنين على الحليب المدعّم يؤدي إلى نفاذه في فترة وجيزة بعد توزيعه، كاشفا عن تسجيل وفرة في توزيع حليب البقر الذي يتراوح سعره بين 40 و 45 دج.
و ذكر أحد موزعي الحليب المعتمدين ببلدية سطيف من طرف مصنع وحدة ألبان التل، بأنهم قاموا بمضاعفة توزيع الحليب خلال شهر رمضان، في ظل وفرة الإنتاج وعدم وجود أزمة ندرة أو تذبذب في الإنتاج على مستوى المصنع، لكن بعض التجار يرفضون التزود بأكياس الحليب المدعم نظرا لقلة هامش الربح بحيث يقدر سعره الرسمي 23.35 دج ويقومون بترويجه بسعر 25 دج،  لكنهم مقابل ذلك يقومون بطلب كميات كبيرة من حليب البقر المعبأ في الأكياس، الذي يتم بيعه لهم بسعر 33 دج، في حين يقومون هم ببيعه للمستهلك النهائي بأسعار مختلفة تتراوح بين 40 و  45 دج نظرا لعدم وجود تسقيف للسعر، وترك الحرية للتجار في تحديده، و أضاف موزع الحليب بأن ارتفاع عدد أصحاب محلات المواد الغذائية يصعّب من مهمة التوزيع الدوري للحليب لهم يوميا.
جمعية حماية المستهلك لها رأي في الموضوع، و حسب رئيس مكتبها الولائي عز الدين شنافة في اتصال مع النصر، قال بأنه سجّل العديد من التجاوزات خلال شهر رمضان، حيث يقبل المواطنون على اقتناء كميات معتبرة من مادة الحليب المدعم من أجل استهلاكها، وتعكف أيضا ربات المنزل على صنع مادة «الفلان» والعديد من المنتجات المشتقة من الحليب، بالمقابل يستغل التجار الفرصة من أجل الرّفع من سعره أو عدم عرضه للبيع مطلقا لقلة هامش الربح، مضيفا أن «العديد من أرباب الأسر لا يملكون ثمن اقتناء أكياس حليب البقر بسعر 45 دج يوميا، بالتالي من الضروري توفير أكياس الحليب المدعم وجعله في متناول كل المواطنين، خصوصا ذوي الدخل الضعيف والمحدود».
 و ذكر رئيس جمعية حماية المستهلك أن «جل تدخلات الجمعية الإذاعية وعبر الصحافة المكتوبة تتمثل في كبح الممارسات التجارية غير الشرعية،  فنحن نسعى لتوعية المواطنين من أجل مقاطعة المنتجات في حالة وجود سلوك غير حضاري ونشر الثقافة الاستهلاكية». ذات المتحدث طالب بضرورة تكثيف الخرجات الميدانية من طرف مصالح الرقابة، من أجل القضاء على المظاهر السلبية التي يتعمد ممارستها بعض التجار، مع أهمية تعاون المواطنين والتبليغ على الحالات  من أجل ردعها.
وتنقلت النصر لمديرية التجارة من أجل معرفة رأيها بخصوص هذه الظاهرة، فذكر رئيس مصلحة مراقبة الممارسة التجارية والمضادة للمنافسة، بأن مصالحهم تحارب ظاهرة الرفع من السعر القانوني لحليب الأكياس المدعم والممارسات غير الشرعية، حيث قامت ذات المصالح بتحرير 20 مخالفة عبر تراب ولاية سطيف، تعمد خلالها التجار وأصحاب محلات المواد الغذائية الرفع من السعر الرسمي المقنن لحليب الأكياس المتمثل في 25 دج، حيث ضبط تجار يبيعونه بسعر 30 دج في مناطق مختلفة، في حين قام آخرون بفرض سلع أخرى مثل اقتناء كيسين من الحليب المدعم مقابل كيس واحد من حليب البقر.
ذات المصدر قال بأن مصالحهم لا تتساهل وتقوم بفرض عقوبات إدارية و غرامات مالية تقدر بمليونين سنتيم، مع رفع دعاوي قضائية في حق المخالفين، من أجل إلزامهم باحترام قواعد الممارسات التجارية.
في سياق متصل نفى إطار بمكتب تنظيم السوق والمهن المقننة على مستوى ذات المديرية، تسجيل تذبذب في إنتاج مادة الحليب، مضيفا بأن ولاية سطيف تضم ستة وحدات إنتاج، منها وحدة حليب التل الحكومية التي تنتج 75 من المائة من الحليب بمعدل إنتاج 220 ألف لتر يوميا، في حين تنتج ملبنات الخواص مجتمعة 251 ألف لتر يوميا متمثلة في وحدة توبلي، وحدة سويلي، وحدة بابوميلك ووحدة ماليزيا، كما تتخصص وحدة الأنفال في إنتاج حليب البقر فقط. ذات المسؤول شدد على ضرورة تعاون المواطنين وعدم تهافتهم على اقتناء مادة الحليب التي تتسبب في حدوث الندرة، في وقت برّر عدم تغطية بعض المناطق بأكياس الحليب المدعم بأنه يرجع إلى نقص الموزعين، فمثلا في بلدية عين الكبيرة لا يوجد سوى موزعين فقط لمادة الحليب.                    

رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى